أُقيمت شعائر الجُمعة في جامع عُمر المختار يافة الناصرة بحضور المئات من أهالي البلدة والمنطقة، وقد افتتح اليوم المُبارك الشيخ سليم خلايلة بتلاوة آيات عطرة من الذكر الحكيم مع الابتهالات بصوته الرائع، ثم قدَّم الشيخ موفق شاهين إمام وخطيب الجامع الدرس وتناول التحدث عن موسم الحج، وبعد حمد الله سبحانه وتعالى والصلاة والسلام على الرسول الكريم النبي مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم قال: "نحن الآن في شهرٍ عظيم شهر ذي الحِجة وهذا الشهر الذي عن قريب يبدأ فيه الحج، ولا شك أنَّا ودعنا قسمًا من حُجاج بيت الله الحرام وعلى الطريق نوَّدع قسمًا آخر، بداية نسأل الله أن يقبل حُجاج بيته الحرام وأن يجعلهم سالمين غانمين يعودون بحجٍ مبرور وذنبٍ مغفور وعيبٍ مستور بإذن الله، وكُلما حان موعد الحج موسم الحج تحن القلوب إلى تلك الديار، لماذا؟، لأنها ديار من نُحب".

متطرقًا الخليفة عُمر بن الخطاب عندما قبَّل الحجر الأسود.

كما واستهل فضيلته الخطبة بالحمد وحلاوة الإيمان والشهادة بالله سبحانه وتعالى والرسول الكريم وقال: "تعالوا نُدندن حول هذا الشهر الكريم شهر ذي الحجة وحول مناسبة وهي رحيل وفد الله إلى بيت الله، وموسم الحج هذه الفريضة الرائعة التي فرضها الله على المسلمين تأتي في ظل شرذمة وتفرقة وفتنة فيها يُسفك الدم وفيها تُرحَّل الناس عبر الحدود مشيًا أو في المُحيطات فيغرق من يغرق وينجو من ينجو كأنَّ هذه الأُمَّة قد كُتِبَ عليها الخيبة كأنَّ الزمان يُعيد نفسه، تعالوا نقفز من هُنا إلى ما قبل الإسلام إلى الجاهلية حيث كان العرب في جزيرة العرب مُفرَّقين قبائل شتى قبائل مُتناحرة مُتقاتلة مُتصارعة يطحن بعضها بعضًا لأتفه الأسباب تُسفك الدماء من أجلِ فرسٍ سبقت فرس".
مُشيرًا إلى حرب داحس والغبراء، ذاكرًا أنَّ الأُمَّة مفروض أن تكون ((خير أُمةٍ أُخرجت للناس))، وبيَّنَ في الجاهلية حروب قبائل موضحًا أنَّ الدين جاء من أجل الاخر.

وأضاف:" يأتي موسم الحج ونحن في مهزلة ونحن في مذبحة، النازحون السوريون كما تقول أوروبا من الحرب العالمية الثانية لم يشهد التاريخ إلى الآن نزوح، من أين ينزحون؟ من موطنهم، من مسقط رأسهم، إلى أين؟ إلى حين ألقت رحلها كما يُقال، هاربون على وجوههم أطفالًا نساءً شيوخًا شبابًا شيبًا يبتلع المُحيط من يبتلع وتقتل الصحراء من تقتل إن لم يمت في البحر مات في القصف أُحرق أو هُدِم على رأسه سقف بيته هكذا، أُمة مُفرَّقة، ذبح الناس قتل الناس تشريد الملايين باسم الفئة باسم الطائفة باسم المؤامرة باسم القتال".

وتابع: "يأتي موسم الحج وعين الأُمَّة تبكي لا أقول دمعًا بل دمًا ناسفًا مهراقًا، أتمنى أن أسمع صوت العقل وأن يخرج دعاة علماء يقولون ((يا أيها الناس اتقوا ربكم)) لا للطائفية لا للمذهبية لا للعرقية فقط للإنسانية قاطبةً ليس للمُسلمين يعلنوها عامة عالمية تقديس الإنسان، من ظن أنَّ الإسلام (الإسلام الحقيقي وليس الإسلام المُزيَّف) قتل أو يدعو إلى القتل إنسان كإنسان مُجرد بسبب دينه او لونه أو عرقه ليس له من الإسلام فهم أبدًا، الله عندما خلقنا كبشر أمرنا أن نحترم بعضنا".

واستعرض بعض الآيات القرآنية: ((وقاتلوا الذين يُقاتلوكم ولا تعتدوا))، ((إنَّ الله لا يحب المعتدين))، ((وتلك القرى أهلكناهم لمَّا ظلموا))، ((وما كان ربك يهلك القرى بظلم وأهلها مُصلحون))، وأمضى قائلًا: "هذا هو الله العدل المحبة الرحمة الجمال هذه المعاني متعلقة بالذات، ليس القتل ليس سفك الدماء ليس تقسيم الناس إلى فئات وإلى طوائف، ((ولكم في رسول الله أُسوة حسنة))، النبي عليه الصلاة والسلام كان ألين الناس عفا عمَّن ظلمه وسامح واستغفر واستهدى كان يدعو للكافر قبل المؤمن".

واستطرد قائلًا: "هذا موسم الحج يأتي همسة في أُذن الأُمَّة الصماء أن تتوحد من جديد أن يتحلقون حول الكعبة يطوفون بثوبٍ واحد بتلبية واحدة بمناسك واحدة بأداء الأعمال موحدة، هذا المنسك هو إشارة للوحدة للقوة ((ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم))، تنازعنا وما زلنا نفشل وذهبت ريحنا، الحل الرجوع إلى الله على مستوى فرد على مستوى جماعة على مستوى أُمة أن ننفتح إلى العالم كله".
واختتم: "الله سبحانه وتعالى إن اراد شيء ((كن فيكون)) الله سبحانه وتعالى خلق الناس مختلفين متنوعين ((ولو شاء ربك لجعل الناس أُمَّةً واحدة ولا يزالون مختلفين))، ولذلك خلقهم، العبرة اختلاف الكون إبداع الخالق عزَّ وجل، بالرفق واللين تبلغ ما تريد، هذه الأُمة أعزها الله يوم ما كانت منبع للرحمة على سائر الخلائق لما تحولت وانتكست وانعكست على ذاتها أصبحت وباءً عبءً على تاريخ الإنسانية ما قدمت للإنسانية شيئًا، يجب أن نقفز لنكون أسمى لنكون أعلى وعلى قدر العزم تأتي العزائم وعلى قدر أهل الجود تأتي المكارم". 

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]