تحوّل اهالي كفر برعم الى لاجئين داخل الوطن وقسم منهم خارج الحدود، بعد قالوا لهم اخرجوا وسوف نعيدكم بعد اسبوعين ، ومر 67 عامًا ولم يعودوا، عائلات بأكملها غادرت بيوتها بكل ما فيها من خيرات, وهي تحمل معها مفاتيحها على امل العودة ، الوحيدون الذين نجحوا في تحقيق العودة الى ثرى كفر برعم كانوا الموتى من ابناء القرية الذين اوصوا بدفنهم في تراب ارضهم, عندما طُلب من اهالي كفر برعم المغادرة لجأ العدد الاكبر منهم الى قرية الجيش القريبة من قريتهم, وبعد ان انكشفت المؤامرة عليهم انتقل قسم منهم للعيش في عكا والناصرة وحيفا, فيما هاجر قسم آخر الى ما وراء الحدود, بعضهم يتواجدون بأعداد كبيرة في منطقة رميش اللبنانية وآخرون اختاروا امريكا وكندا مكانا لأقامتهم حتى اليوم ، وفي مثل هذا اليوم قامت الطائرات بقصف وتفجير بيوت كفر برعم امام عيون اهلها تاركة في قلوبهم بصمة لم تزول مهما مر الزمن .
قامت الطائرات بقصف بيوتنا
وفي حديث لـ"بـُكرا" مع طعمة مغزل ابو كمال في الثمانينات من عمره ومن مهجري قرية برعم قال :في هذا اليوم استطيع ان اقول انني اشعر من جهة بالسعادة واخرى بالحزن الشديد ، سعادتي اليوم هي لأنني اتواجد على ارض قريتي كفر برعم ، اما الغصة والالم انه في مثل هذا اليوم قامت الطائرات بقصف بيوتنا وقريتنا ودمرتها نهائيا ولم يبقى غير الكنيسة ، وهذا الحديث في عام 1953 ، حيث يوجد في قرية الجش تله كبيرة تطل على قرية كفر برعم ، وعندما كانت الطائرات تهدم البيوت جلس اهالي القرية على هذه التلة يراقبون كيف يتم هدم بيوتهم وسميت هذه التلة اليوم " مبكى البراعمة " ، من الصعب وصف الشعور الذي كان في قلوبنا ، هذه الدولة مغتصبة تستطيع ان تهدم البيوت والحجر ولكن اؤكد انهم مهما فعلو فلا يستطيعون هدم قلوبنا واصرارًا.
وفي حديث لمراسلنا مع ابو ايلي تفيق زكنون في الثمانينات من عمره من مهجري قرية برعم قال : اذكر عندما كانت الطائرات تقصف القرية كنت في منطقة البيدر ارعى مع المواشي ، ورأيت كيف يتم قصف بيوتنا وهدمها امام اعين الاهالي ، لا استطيع وصف شعوري ولكن استطيع ان اقول انه في مثل هذا اليوم هجرونا وابعدونا عن قريتنا ولكن نحن لا نستسلم وانفاسنا طويلة ومهما طال الزمن فنحن سنبقى هنا على هذه الارض لأنها حق ويجب ان يعيدونها لأصحابها ، سياتي اليوم وان لم نعود نحن الكبار سيحقق هذا الحلم ابنائنا واحفادنا " .
[email protected]
أضف تعليق