ضربت حكاية اللاجئين السوريين طول البلاد وعرضها ن مما جعلها تتصدّر عناوين وسائل الاعلام العالمية والمحلية، وكانت من ابرز الصور التي وضعت العالم باسره محل المسؤولية هي صورة الطفل السوري ايلان الكردي الذي عثر عليه جثة هامدة على شواطئ تركيا حيث اثارت غضب الانسانيين في العالميّن، العربي والغربي .

في هذا السياق تابع مراسلنا تلك القضية من خلال ردود أفعال شبابنا العربي في البلاد الذين عبّروا بكلماتهم عن غضبهم تجاه خذلان الحكومات العربية وموقفها العاري من الشرف امام قضية النازحين واللاجئين السورين وموقف البلاد الأوروبية في احتضان اللاجئين.

مأساة عالمية والطريق إلى اوروبا ملجأ

الشاب شادي نصار من عرابة قال: من خلال تواجدي الحالي في احدى الجزر اليونانية القريبة من تركيا ( جزيرة كوس )، خلال رحلة استجمامية، لمست عن قرب أوضاع آلاف السوريين اللاجئين الذين نزحوا عبر البحر الى هنا ليحتموا بالحضن الاوروبي من وطأة الحرب والقتل والدمار الساكن في بلادهم الام سوريا.

وأضاف: يصل الى هنا المئات كل يوم ليتخذوا شواطئ الجزيرة فراشا لهم، والسماء وبعض الخيم الصغيرة غطاءً. لا امكانيات متوفرة للنوم داخل النزل السياحي ولا مصروف جيب بإمكانه توفير الغذاء والماء، وهم بانتظار تأشيرة الشرطة لركوب السفن الذاهبة لأثينا، فطريقهم الى اوروبا الملجأ الاول والاخير.

وأضاف شادي قائلا: تحدثنا مع بعضهم، ومنهم السوريين والعراقيين، وفهمنا كون الازمة في كلا البلدين هي ازمة واحدة حقيقية، استنزفت كل شيء منهم، الى ان وصلوا الى هذه المرحلة، مرحلة النزوح الى المنفى، مأساة عالمية، الاف الاطفال بلا مدارس وبلا ملابس وبلا طعام كذلك الشباب لا عمل لهم ولا بيت ناهيك عن العجزة. عن اي حقوق انسانية يتحدث العالم.

وتابع شادي: رغم كل الاستغلال والذل الذي يقابل الكثير من اللاجئين المتواجدين في الدول الاوربية الى انه يمسي جنة قيّمة امام الاستقبال العربي المعدوم لهؤلاء، رغم الامكانيات العالية جدا في بعض الدول الخليجية، هكذا ينسى الاخ اخاه ليرتمي في حضن اعداء البارحة واليوم درسا لنا جميعا في الانسانية العليا، ان من يتحمل المسؤولية هي شركات الاسلحة العالمية في الصف الاول ، هذه المنظومة الرأسمالية التي استطاعت ان تتغلب علينا كشعوب فقيرة وبسيطة بفضل سذاجتنا الاقتصادية والسياسية لتقوم بتفرقتنا وتجزئتنا الى الف قبيلة وجزء لنعلن الاقتتال فيما بيننا بكل اختلافاتنا البسيطة وصولا الى هنا.

كل المسؤولية تقع على اعناق الدول والمجتمعات العربية

اما الشاب نسيم سرور، طالب حقوق من كفر قاسم فقال: مما لا شك فيه اننا نوضح موقفنا بداية من دعمنا وتضامننا الكامل مع ابناء الشعب السوري بكل ما يحل بهم من مآسي ومعاناة ، فالوضع الذي فرض على الشعب السوري دفعهم لبيع ممتلكاتهم واراضيهم والنزوح للدول الاوروبية وهنا يتلقون مواجهات اعنف مروا فيها وظروف حياتيه اصعب.

وأضاف: سلوك الموقف العربي غير واقعي وغير متناغم مع احتياجات الواقع الإنساني المأساوي الذي يواجه السوريون، فتوجه العالم العربي واضح، وغير مفاجىء. 

وتابع: المسؤولية كل المسؤولية تقع على اعناق الدول والمجتمعات العربية، فلا يعقل الدول الأوروبية تتضامن وتعلن استقبالها للاجئين وتبقى الشعوب العربية في سباتها دون حرك ايضاً.

وأختتم: لابدّ للمنظمات الدولية أن تكون أكثر مسؤولية في مواجه هذه الاضطرابات الاجتماعية والسياسيّة التي تعيشيها المنطقة، لأن عدم التعامل بمسؤولية وحذر مع الواقع، ربما ينعكس سلباً على كافة دول العالم في القريب العاجل. فمن غير المنطق أن تجمع كلمة العالم على دعم المؤامرة في حين تقف عاجزة عن إطعام طفل جائع أو تقديم مأوى للاجئ أو امرأة مشردة.

خانعون للطاغوت الأمريكي 

وفي حديثٍ مع يوسف ماضي زايد من عرابة قال: في ظل الظروف المأساوية التي يتعرض لها شعبنا السوري البطل، لا تعويل على الدول العربية وخاصة المجاورة، فالقسم الاول منها خانع للطاغوت الامريكي يغرقون في بحر الرجعية، والقسم الاخر شبه مدمر مثل العراق وغيرها التي أيضا تعاني من ويلات الحروب والمؤامرات السياسية لتهويدها .

وقال: الشعب السوري يخوض الان معركة عالمية، وهي الحفاظ على سوريا كاملة دون التجزئة، الحفاظ على الارث العربي السوري، وضع اللاجئين كوضع اخوتهم في الوطن ، في اي لحظة معرضون لضربة موت تفتك بأرواحهم.

وأضاف يوسف قائلا: المسؤولية؟! ، المسؤولية في الدرجة الاولى لكل من جمع مخربي الكون ، تحت اسم " الحرية "، وهم بثوب الطائفية والدمار، شركاء سابقون وحديثون للغرب الجشع وراس الحيّة امريكا.

وتابع ماضي قائلا: الغرب دائمًا يحاول ان يبدو بثوب الانسانية، وخصوصًا المانيا، ونحنُ لقلة حيلتنا وضعف نفوسنا، جعلنا من المستشارة الالمانية ميركل، المسيح المنتظر، علمًت انها شريكة ع الاقل غير مباشرة في دمار سوريا، وهي مسؤولة ايضًا عن مجاعة اطفال اسبانيا وايطاليا واليونان وكيف ننسى ذلك .

نكبة أخرى 

اما المحام محمد ياسين من عرابة قال: ما يعانيه الشعب السوري من مؤامرات وتدمير وتجزيئ على مرأى ومسمع العالم العربي المتخاذل هو طبق الأصل في الصورة لما عانت منه فلسطين على مر السنين ، وللأسف الشعوب العربية حتى الان تعيش حالة من الغثيان حالة من الموت السريري لا تحرك ساكنا، وهذا بحد ذاته خطرا يهدد كل العالم العربي من المحيط الى الخليج ، فان الدول العربية ستقع واحدة تلوى الأخرى ان بقيت بهذا الوضع اللامبالي .

وقال ياسين: ما يعيشه السوريين اليوم هو نتيجة للصمت العربي الذي أضاع عقول الشباب خلف حكايات غربية وهمية ، وهنا اعني ان الشعوب العربية اليوم تحاول طمس الحقائق خلف ذرائع وهمية من خلالها تغيّب الصورة الحقيقية عن ناظر الشباب العربي وبالتالي تجد شعوبا ترى وتبكي على الاطلال .

دونية واحتقار للأنظمة العربية 

اما الشاب اياد أبو جايش فقال : الاوضاع التي يمر بها اللاجئين السوريين في هذه الايام باتت شبيهة بتلك الاوضاع التي مر بها اللاجئين الفلسطينيين بعد ان تشردوا وهجروا من بيوتهم عام 1948 في سنوات النكبة .

وقال: نظرتي تجاه العالم العربي شعوبا وحكومات هي نظرة دونية ولم تصل الى اي مستوى، فالعرب شركاء وطرف في هذه المأساة التي يمر بها الشعب السوري، وعدم استقبال الدول العربية للاجئين السورين ما هو الا عمل غير اخلاقي ولا انساني .

وأختتم: من يتحمل مسؤولية الأوضاع في سوريا ليس اطراف النزاع السوري الداخلي ، فالحكومات العربية والأنظمة العربية المتخاذلة هي شريك في المعاناة التي يعيشها اللاجئين السوريين والنازحين وأيضا من يعيشون تحت ويلات الحرب , ولا انسى أيضا تلك المؤامرات المحاكة من الدول التي تعيش تحت اجنحة الولايات المتحدة الامريكية كالسعودية وقطر وتركيا ومصر الذين فرّطوا بالقضية الفلسطينية من قبل واليوم يبيعون الإنسانية على حساب الشعب السوري .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]