وجهت شابة صغيرة رسالة الى المستشارة النفسية المختصة أيضًا بالعلاجات الزوجية ، فاردا رزئيل جاكونت، عارضة مشكلتها ، وطالبة مشورة.

"ابلغ من العمر (17) عامًا ، وأشعر بأنني لا ادري كيف أتصرف من شدة غضبي ، فأنا أريد الانتقام ، ولا أعرف كيف...

فلوالديّ صديق يبلغ من العمر (45) عامًا ، وهو مطلّق ، بدأ يغازلني ويراودني عن نفسي دون علمهما . والحقيقة أنني أنا التي استدرجته الى هذا الأمر ، وتماديت في استدراجه وإغرائه ، متشجعة من نظراته النّهمة التي كانت تفترس جسمي ومفاتني. وتطورت هذه النظرات الى لمسات ومداعبات وهمسات أسرّت لي بأنني أثير شهواته ، وبأنني في نظره ، ورغم صغر سني ، أجمل نساء الأرض !.

كنت انتظر مجيئه لزيارتنا "بسببي " بشوق عظيم ، وتواترت هذه الزيارات "بسببي " ، وكان كلانا خلال كل زيارة "يتقن اللعبة "، دون ان ينتبّه والدي أو يشكّا في الأمر ، فلا العناق بيننا أثار الشك ، ولا عبارات الإطراء ، ولا اللمس ولا المداعبة ، ولا أي شيء من هذا القبيل. كان سرّنا الجميل. وكم كان هذا الرجل يخشى من انكشاف أمرنا ، خوفًا عليّ وعلى نفسه ، وعلى مصير علاقتنا ، لكنه قال لي انه ينتظر بلوغي سن السابعة عشرة ليبلغ والديّ بأننا قررنا الارتباط والاقتران ، لأن القانون يجيزان هذه العلاقة.

كنت مغرمة به إلى حد الجنون ، فلم التفت إلى أحد غيره ، وهو من جانبه أوصاني بألاّ أهمل دراستي ، لكنني اعتمدت على ذكائي وحسن استيعابي للمواد والدروس ، بأي شكل كان ، ولم اتورع عن الهروب من المدرسة لالتقيه ونختلي ونتبادل الغرام. فأعود من كل لقاء وأنا في قمة الفرح والسرور... والغرور!

في الآونة الأخيرة قلّت زياراته الى بيتنا ، وقلّت اتصالاته بي ... بل انه لمصاحبته والخروج معه الى النزهات والحفلات التي طالما أسرتني وامتعتني..

وفجأة ، وقع عليّ كالصاعقة خبر لم أتوقعه : فقد علمت من والديّ أن صديقهما ارتبط بعلاقة مع امرأة مطلقة ، وما هي إلاّ بضعة أيام بعد سماعي الخبر ، وإذا بعشيقي يأتي لزيارتنا مصطحبًا صديقته!

كم غضبت ، وكم تمنيت أن أقتل كليهما ، وكم شعرت أنا بالمهانة والإهانة ، وكأنني بلا قيمة ، وبلا حق للحياة ... نعم ، الى هذه الدرجة !

فما العمل ؟ كيف أتصرف ؟ هل اشكوه إلى الشرطة لأنه استغلني بينما أنا فتاة قاصر ؟ هل اكشف السر لوالديّ وابلغهما بأن صديقهما قد انتهك طفولتي واستغل سذاجتي وتعلّقي به ؟ بلغت من الغضب درجة لم أعد قادرة على النوم ، وأفرط في الأكل ، وفقدت رغبتي في العيش وفي الاختلاط بالناس .. بربّك يا فاردا : كيف أدمّر حياة هذا النذل؟

فاردا: لا تجعلي الرغبة في الانتقام ترتدَّ إليك

تردّ فاردا رزئيل جاكونت على رسالة الشابة المخدوعة ، فتقول:

" عزيزتي، كان بينكم غرام وانتهى ! فكرة التوجه للشرطة لن تساعدك ، بل ستورطك في قضية لها بداية معروفة ، ونهاية غامضة مجهولة. بمفهوم معيّن حدث لك ما يحدث لجميع الناس في مرحلة ما من مراحل حياتهم. وكان يمكن أن تحدث لك مثل هذه القصة بعلاقة بينك وبين أحد زملائك في المدرسة ، فالنتيجة واحدة : شعور بالغدر والخيانة والمهانة- ولو سألتني ، فأنني أخمّن بأن غضبك من زميلك كان يمكن ان يكون أعظم ، لو أنه هو الفاعل ، لأنك كنت ستشاهدينه مع غريمتك كل يوم !

رغم رغبتك الجامحة بالانتقام ، فلا يجوز أن تجعلي هذه الرغبة ترتدّ إليك وعليك. قبل كل شيء يتوجب عليك ان تنقذي نفسك ، ويتوجب عليك ان تتحدثي مع شخص موثوق عمّا جرى لك .

واشدّد على عبارة "يتوجّب عليك" !

ومن المفضّل ان تبلغي والديْك بالسّر الكامن بينك وبين صديقهما ، فبذلك تتوقف زياراته إلى منزلكم ، ويخف غضبك ورغبتك في الانتقام وانشغالك بهذه الأزمة .. وإذا لم ترغبي في اشراك والديك وإطلاعهما على السر ، فبالإمكان ان تلجأي الى شخص آخر مقرّب وموثوق ، ليساعدك .. هكذا تبدأ معالجة هذه القضية ومن يدري ، فلربما تتحقق رغبتك بالانتقام ، في قادم الأيام ، بهذا الشكل أو ذاك ، فهناك قول يستدعي التأمل ، وهو أن " الانتقام أشبه بوجبة طعام ، يفضَّل أن تؤكل وهي باردة" !

مهما يكن من أمر : لا تقنطي ولا تيأسي ، ابحثي عن علاقة جديدة تناسبك ، وتُنسيك ما حصل من غدر وخيانة ، فلعلّ عاطفة الحب تطغى على رغبة الانتقام"!

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]