"الشرطة تعتدي على المواطنين العرب وماحش (وحدة التحقيقات مع أفراد الشرطة) تغلق الملفات"! هذا الأمر ليس بجديد على الجماهير العربية، فمنذ أوكتوبر 2000 أقدمت الشرطة على الإعتداء وقتل عشرات المواطنين العرب، آخرهم كان ابن كفركنا وآخرين من النقب، دون يقدم شرطي واحد حتى للمحاكمة، على العكس فأغلب الملفات أغلقت بذرائع مختلفة، ووقفت الشرطة مساندة جهاز الشرطة، وكيف لا يحدث هذا والقاضي هو ذاته الجلاد.
وهذا الإسبوع، قصة جديدة تُضاف الى سلسلة الجرائم التي تقوم بها الشرطة بحق المواطنين العرب، وهي قصة الإعتداء على الشابة بثينة لاذقاني ابنة كفرياسيف، والتي قضت في المستشفى مدة اسبوعين بسبب رصاصة اصابتها في رأسها خلال مشاركتها في مظاهرة امام مدخل ام الفحم العام الماضي، بعد أن أجريت لها عملية خطيرة جدا، بسبب ما تركته هذه الرصاصة من كسر بالجمجمة ونزيف في الرأس، وما زالت لاذقاني تعاني حتى اليوم بسبب هذه الرصاصة التي قام احد افراد الشرطة باطلاقها بشكل عشوائي، إلا أن الشرطة وعوضًا عن محاسبة الشرطي قام بإغلاق الملف!.
الشرطة وقفت امام المتظاهرين في الجانب الاخر من الشارع وبدأوا باطلاق النار بشكل مباشر
لاذقاني حدثت "بكرا" عن الحادثة قائلة: المظاهرة كانت في حزيران قبل الماضي وتحديداً بتاريخ 29.6.2014 تزامنا مع عدة احداث على صعيد سياسي، حيث اقامت قوى وطنية مظاهرة على مدخل ام الفحم تنديدا بكل الانتهاكات الاسرائيلية، المظاهرة كانت كبيرة جدا وعدد المتظاهرين كان هائلا، فخلال اقل من نصف ساعة بدأت الشرطة والقوات الخاصة بالعمل على فض المظاهرة بدون سبب، وبدأت باطلاق النار، انا كنت أقف بالوسط بين المتظاهرين والشرطة، وقد تواجد في المكان فوق الـ500 شرطي، حينها بدأت الشرطة بإطلاق النار بشكل نباشر على المتظاهرين وانا أصبت في رأسي.
كيف لم اخرج بتابوت من المستشفى؟
وتابعت: الامر تسبب بكسرين في الجمجمة بالمقدمة، ونزيف داخلي في الدماغ، خضعت على اثره الى عملية طويلة ومعقدة ولم يتوقع احد ان يتم انقاذ حياتي، كان هدف الاطباء انقاذ حياتي حتى لو اصبت بالشلل.
وأضافت: العملية انقذت حياتي، في حين ان جراح الاعصاب اكد لوالدتي مستغربا انه كيف لم اخرج بتابوت من المستشفى، وحتى اليوم ما زلت امر بعلاجات بسبب الاصابة والعملية حيث اثر الامر على حياتي ونمطها بشكل سلبي جدا.
ماحش يعتذرون بسبب اضطرارهم الى اغلاق الملف لان المخالف غير معروف
وعن القضية قالت لاذقاني لـ"بكرا": خلال وجودي بالمستشفى رفضت الكلام للصحافة لان وضعي الصحي كان صعبا للغاية كما رفضت حينها توجهات مؤسسات حقوق انسان الذين طلبوا ان يستغلوا قضيتي بيد انني بعد خروجي تواصلت مع المحامية عبير بكر وقدمنا شكوى لماحش- قسم التحقيق مع الشرطة وطلبنا في البداية ان نعرف اي نوع اسلحة تم استعمالها في المظاهرة لان السلاح الذي ادى الى اصابتي البالغة هو جديد اسفنجي، بدأوا باستعماله في السنة الماضية في الضفة وهو جدا خطير واتضح انهم استعملوه في هذه المظاهرة، كما طلبنا ان نعرف باي درجة كانت هناك اوامر باطلاق النار لان كمية النار التي استعملوها كانت خيالية، حيث لم يكن عنف جسدي بين الشرطة والمتظاهرين ومنذ البداية بدأت الشرطة باطلاق النار على المتظاهرين، قدمنا لماحش جميع الاوراق وصور عديدة من المظاهرة منذ اصابتي وحتى وصولي الى المستشفى وشهود عيون رأوا ما حصل، وقامت ماحش بدورها بفتح تحقيق ودعت اشخاص معينين اضافة الى افادتي، وببساطة قبل جمعتين وصلني مكتوب من ماحش انهم يعتذرون بسبب اضطرارهم الى اغلاق الملف لان المخالف غير معروف، كما ذكروا في المكتوب. وانا عبر هذا المنبر اؤكد اننا لن نتوقف هنا سنتوجه للاستئناف ولكن قبل ذلك طلبنا ان يتم فتح مسار التحقيق في ماحش وبناء عليه سنشمل تقصيرهم في الاستئناف.
واختتمت قائلة: لا اتوقع ان احصل على حقي من دولة احتلال وفصل عنصري، لا اتوقع منها العدالة لان القضاء وماحش يمثلون دولة عنصرية تنظر الينا بطريقة صعبة بيد ان الهدف من ملاحقتي للمسألة هو انه من واجبي ان افضح سياسات الدولة تجاه المواطنين العرب، لان دمنا ليس رخيصا لا نحن ولا شهداء هبة اكتوبر ويجب ان يدفعوا الثمن.
[email protected]
أضف تعليق