احتفلت جامعة القدس المفتوحة بتخريج الفوجين السابع عشر والثامن عشر )فوج الوفاء للوطن(، وذلك في مقر قوات الأمن الوطني في محافظة طولكرم، بحضور المحافظ عصام أبو بكر، وممثلي المؤسسات العامة والخاصة، والأجهزة الأمنية والسيادية، ومدير "فرع طولكرم" د. زياد الطنة.
ونقل معالي الوزير الدكتور حسين الأعرج ممثل فخامة رئيس دولة فلسطين، إلى الطلبة وذويهم تهاني رئيس دولة فلسطين في هذا الحفل، ومباركة رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله للحضور ولأبناء محافظته في طولكرم، مشيراً إلى اهتمام سيادة الرئيس بالخريجين، ويعول عليهم لأنهم المستقبل، فهم الذين سيبنون فلسطين، وهم الذين سيعملون على أن نأخذ مكاننا في مصاف الدول المتقدمة.
وقال: "إن شعبنا الفلسطيني اليوم يعيش في أوضاع صعبة، لكنه باق على أرضه مهما اشتدت الصعاب. وعلى الرغم من جرائم المستوطنين الإسرائيليين التي كان آخرها جريمة حرق عائلة دوابشة، سنواصل صمودنا على أرضنا حتى الحرية والاستقلال".
ودعا باسم الرئيس لتحقيق الوحدة بين أبناء شعبنا، والانتباه للمصلحة الوطنية الفلسطينية، فهي الهدف الذي نسعى إليه، ونقول للعالم ألم تروا ما حدث في دوما؟!، إذن عليكم مسؤولية أخلاقية لحماية شعبنا الفلسطيني.
وفي كلمته، قال رئيس مجلس الأمناء المهندس عدنان سمارة: "نلتقي اليوم لنحتفل بهذه الكوكبة من خريجي جامعة القدس المفتوحة في محافظة طولكرم، فألف مبارك لهم". ثم تحدث عن إنشاء جامعة القدس المفتوحة برعاية من القادة التاريخيين وعلى رأسهم الزعيم الخالد ياسر عرفات (أبو عمار)، وأمير الشهداء خليل الوزير (أبو جهاد)، مشيراً إلى أن الجامعة هدفت إلى حل مشكلة التعليم داخل الوطن، ونجحت في ذلك عبر توفير التعليم لكل من يرغب، وبهذا فإن الجامعة استطاعت أن تثبت هذا العدد الكبير من الطلبة في وطنه بدلاً من أن يتلقى تعليمه في الخارج.
ووجه كلمته للخريجين قائلاً: "نهنئكم على هذا اليوم، فما أجمل أن يحتفل الإنسان بنجاحه وفوزه! لقد أنهيتم الجهاد الأصغر لتنتقلوا إلى الجهاد الأكبر في الحياة، فعليكم الإخلاص لأهلكم الذين تعبوا ليحتفلوا معكم وأنتم تلبسون هذا الزي، وإني أوصيكم أن تكونوا رسلاً لجامعة القدس المفتوحة في الوطن والعالم".
إلى ذلك، قال أ. د. يونس عمرو رئيس جامعة القدس المفتوحة: "إننا نقف إجلالاً لشهداء فلسطين، وعلى رأسهم الشهيد الطفل علي دوابشة ووالده الذي لحق به صباح اليوم بعد أن أحرق الإرهابيون المستوطنون الإسرائيليون منزلهم في بلدة دوما جنوب مدينة نابلس".
ورحب أ. د. يونس عمرو بالقادمين إلى جامعة القدس المفتوحة، مؤكداً أن الجامعة انتشرت في مختلف أرجاء الوطن تحقيقاً لحلم القادة الكبار في إيصال التعليم العالي لكل بيت فلسطيني، ولكل أسرة في فلسطين، ولكل طالب وطالبة ومناضل وجريح وأسير محرر، ولكل ربة بيت، ولكل من حرمته الأيام من فرصة التعليم.
وبين أن الجامعة رسخت نظام التعليم المدمج الذي يزاوج بين نظام التعليم المفتوح ونظام التعليم الإلكتروني، وها هي تعلن عن بدء برنامج الدراسات العليا مطلع العام الدراسي القادم، ثم إنها في اللمسات الأخيرة لإطلاق الفضائية التي ستخرج للفضاء في غضون بضعة أيام، وأبشركم أيضاً بأننا تسلمنا مبنى فرع الجامعة في طولكرم بمساحة تقدر بنحو (3600) متر مربع، الذي نأمل أن يقام الاحتفال في رحابه العام القادم.
وهنأ أ. د. يونس عمرو أبناء الجامعة الخريجين، ودعاهم إلى التوجه إلى وحدة متابعة الخريجين في الجامعة، للبقاء على تواصل دائم مع الجامعة، ولمساعدة الخريجين في الحصول على فرص عمل.
من جانبه، قال رئيس مجلس اتحاد الطلبة القطري زياد الواوي، في كلمة الحركة الطلابية أثناء الاحتفال: "إن احتفالات التخريج قد أجلت العام الماضي بسبب العدوان على قطاع غزة، وأجلت هذا العام أيضاً أسبوعاً جراء جريمة المستوطنين في قرية دوما، لكن الجامعة آثرت أن يفرح أبناء شعبنا بتخرج أبنائهم".
وقال إن الجامعة رسخت مبادئ القيم، وحملت رسالة القلم، وواكبت التطور في كل مكان، وهي تؤصل لوجودها في مختلف المحافظات الفلسطينية، وما كان لها أن تحقق النجاح لولا حكمة القائمين عليها وعملهم الدؤوب نحو تطورها، لتزهو اليوم بفوجي التخريج السابع عشر والثامن عشر (فوج الوفاء للوطن).
وأضاف الواوي أن شعبنا الفلسطيني لا يملك نفطاً ولا ذهباً، بل يملك ثروة بشرية، وجامعة القدس المفتوحة تقوم على بناء هذه الكوادر البشرية، ثم تقدم بالشكر لكل الخريجين وعائلاتهم، ولكل المشاركين في هذا الحفل، داعياً الجميع إلى المساعدة في إنشاء مبنى الجامعة في محافظة طولكرم.
وقال: "إن الجامعة لم تمنحنا درجة علمية فحسب، بل زرعت فينا عنصر القيادة والمسؤولية، فكانت الحركة الطلابية في جامعة القدس المفتوحة سياجاً للجامعة ودرعاً لحماية الوطن". ثم قدم شكره إلى سيادة الرئيس لرعايته هذا الحفل، وشكر أيضاً إدارة الجامعة على حرصها في إنجاح هذا الاحتفال.
وفي كلمة الفوجين السابع عشر والثامن عشر في محافظة طولكرم، ألقاها نيابة عن الزملاء الطالب الخريج مؤيد شعبان، يقول فيها إن جامعة القدس المفتوحة ستبقى شوكة في حلق من حاولوا يوماً منع شعبنا من مواصلة علمه، ولنا أن نفخر بأننا خريجو هذه الجامعة العملاقة.
[email protected]
أضف تعليق