بعد أن أثارت جدلا واسعا خلال مشاركتها ببطولة العالم للسباحة المقامة حالا في مدينة كازان السويسرية، تصدرت الطفلة البحرينية الزين طارق جمعة غلاف صحيفة ماركا الاسبانية يعد أن واصلت الصحف العالمية اهتمامها الكبير بها خصوصا أنها، بعد أن أضحت أصغر سباحة (10) سنوات تشارك في حدث من هذا المستوى.

وشاركت الزين في تصفيات سباق 50 متراً فراشة وحققت المركز الأخير، ضمن مجموعتها في التصفيات بعدما سجلت (41.13) ثانية وبفارق 9 ثوانٍ عن متصدرة مجموعتها، لكن ما جعلها محط اهتمام الجميع أنها لم تتجاوز العاشرة من عمرها.
تخلفت الزين طارق في النهاية بفارق 15 ثانية عن أسرع وقت، والذي سجلته البطلة السويدية سارا سيوستروم، حاملة الرقم القياسي العالمي لسباق 100 م فراشة، لكن البطلة السويدية لم تحظ بالاهتمام الإعلامي الذي نالته الطفلة البحرينية التي تهافت عليها الجميع في المنطقة الإعلامية المختلطة.

وهذا الأمر دفع الصحيفة الإسبانية للاهتمام بالطفلة البحرينية، إذ تصدرت صورتها الصفحة الأولى ، حيث نشرت الصحيفة الإسبانية تقريرا مطولا عن الطفلة البحرينية نقلا عن الموقع الإلكتروني الرسمي للبطولة، مشيرة الى أن "الزين" فتحت باب النقاش حول الحد الأدنى للأعمار المتنافسة في حدث مثل بطولة العالم في كازان عبر مشاركتها من عمر العشر سنوات فقط.
وكتبت الصحيفة الإسبانية تعليقا على الصورة مرتبطاً بإحدى الحملات الترويجية الإسبانية الشهيرة وهي حملة انطلقت في ثمانينيات القرن الماضي (1983) وأطلق عليها اسم " Pezqueñines ¡No, gracias!”، (أسماك صغيرة.. لا شكراً)، والتي تعني الحث على عدم صيد أو تجارة الأسماك الصغيرة من المياه حتى تكبر.

وتمتعت الزين طارق برباطة الجأش وأجابت ببرودة أعصاب على أسئلة الصحافيين باللغة الإنكليزية قائلة: "أنا سعيدة، أشعر بسعادة كبيرة"، مضيفة في ردها على سؤال حول شعورها بالسباحة الى جانب الكبار، قائلة: "إنه أمر جميل". وقال والد الفتاة انه سعيد جدا بابنته واثنى على مجهودها الكبير وسط السباحين الكبار.
من جهته اكد الاتحاد الدولي للسباحة عدم وجود أي حدود عمرية للمشاركة في بطولة العالم أو الألعاب الأولمبية التي تشكل هدفاً أساسياً لتلميذة المدرسة البحرينية قبل عام من أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، موضحا أنه ستجري مناقشة مسألة الحد الأدنى للعمر في الاجتماع المقبل.

وخلال مؤتمر صحافي في قازان، قالت رئيس الاتحاد الدولي للسباحة أوروغواي خوليو أنه لا يوجد أي قيود على المشاركة في مسابقات السباحة، على عكس ما يحدث في القفزات ، وانه "يجب علينا تشجيع المزيد من السباحين صغار السن. والمشاركة في كأس العالم هي فرصة لجميع الرياضيين، ويجب علينا تشجيع المزيد من هؤلاء السباحين صغار السن الذين مكنهم أيضا المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية".

واستفادت السبّاحة الصغيرة من قوانين الاتحاد الدولي للسباحة التي تجيز المشاركة في البطولات الدولية بأي سن على عكس الاتحاد الأوروبي للسباحة الذي لا يسمح للسباحين والسباحات بالمشاركة في بطولات أوروبا للسباحة إلا إذا تجاوزا سن الرابعة عشرة من العمر.

وعبّر السباح الألماني السابق فرانشيسكا فان المسيك، بطل العالم وحامل الرقم القياسي العالمي، عن دهشته لمشاركة الطفلة بالقول: "اعتقدت أن هناك حدودا للسن، لأنني في عام 1991 لم أتمكن من المشاركة في نهائيات كأس العالم في بيرث وكنت أبلغ 13 عاما فقط، ولكني في سن 14 عاما شاركت في دورة الألعاب الأولمبية في برشلونة، وأعتقد أن سن 14 عاما هي سن مناسبة".

وكان لبعض السباحات الكبيرات موقفهن من الزين طارق، ومن بينهن البريطانية فران هالسال، إحدى المرشحات للفوز بميدالية في سباق 50 م فراشة، إذ قالت: "لا أعلم ماذا سأقول في هذه الحالة، إنها صغيرة الحجم ، ولكن هنيئاً لها على جرأتها".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]