انتقد خبراء وباحثون فى شئون الحركات الإسلامية التصريحات الأخيرة للدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، بإحدى القنوات الفضائية، عن أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يُعد أميراً للبلاد، وطاعته من طاعة الرسول، وعصيانه من عصيان النبى، معتبرين هذا النوع من الفتاوى تملقاً للحاكم، يضع الدعاة ضمن «علماء السلطان»، ويصرف الناس عن الإسلام المعتدل ويخلق عداءً بينهم وبين مؤسسة الأزهر التى تعتبر المؤسسة الإسلامية الأولى العالم.

وقال سامح عيد، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن المفتى فى حديثه هذا ساوى بين طاعة النبوة وطاعة الرئيس، وهو حديث فيه تزيد، لأن الرسول يوحى إليه وهذا جزء تشريعى، لكن «السيسى»، مع تقديرنا له، توجد سلطات ثلاث رادعة له، ومن حق البرلمان سحب الثقة منه، مضيفاً: «نحن نتحدث عن دولة ذات مؤسسات والرئيس ليست له وصاية على بعض منها، مثل المؤسسة القضائية، والرقابة الإدارية، فلا توجد أية مقارنة على الإطلاق».

وتابع «عيد»: «الرئيس مواطن مصرى انتخبه الشعب ليتولى مسئوليات محددة، طبقاً للدستور وعليه رقابة، سواء من الإعلام، أو السلطة التشريعية والرقابية، أو حتى القضاء، ومن حق الإعلام أن يراجعه ويتنقد قراراته فى أى وقت، لكن ما يفعله الدكتور جمعة، وغيره من شيوخ الإسلام الأجلاء، يزيد الناس بعداً عن الإسلام وعن مشايخ الأزهر، خصوصاً أن هؤلاء المشايخ كانت لهم مواقف سلبية من ثورة يناير، وكانوا يأمرون الناس بشكل واضح بألا ينزلوا وبطاعة ولى الأمر، وقتها وهو الرئيس المخلوع حسنى مبارك، وهؤلاء للأسف الشديد يؤكدون فكرة أنهم شيوخ السلطان، ويتذللون لكل زعيم وقائد، ويتملقونه، وهذا ما فعلوه مع مبارك ومحمد مرسى الرئيس المعزول، ويكررونه الآن مع السيسى، وأرى أن علماء السلطة وصمة عار، عليهم أن يتخلصوا منها». ووجه «عيد» حديثه لـ«على جمعة»، قائلاً: «أتمنى ألا تخلط الدين بالسياسة، وأن يترفق الشيوخ بالناس بعض الشىء فلا تكرهوهم فى الدين نفسه، لأن هناك حالة نفسية سيئة يمر بها الناس، فى ظل مخاطر الإلحاد التى تحدق بهم، فلا تبعدوهم أكثر عن الأزهر الذى يعتبر المؤسسة الدينية الأولى». وقال أحمد القطان، عضو الهيئة العليا لحزب النور، إن كلام «جمعة» عن أن طاعة السيسى من طاعة النبى مبالغ فيه، لأن طاعة «الرسول» مطلقة، بينما طاعة الرئيس واجبة وفقاً للدين الإسلامى، باعتباره ولى أمر المواطنين، الذى يعمل على حمايتهم والحفاظ على حقوقهم، وطاعة ولى الأمر واجبة فى جميع الأحوال طالما لم يدعُ لمعصية الله.

وأضاف عضو الهيئة العليا أن مفهوم الطاعة الواجبة يختلف عن «المطلقة»، خصوصاً أنه بالنسبة للرئيس يتدخل الجانب السياسى لتقييم أدائه، فكل أفعال الحاكم تخضع للرقابة والمناقشة من قِبل أجهزة ومؤسسات الدولة الرقابية وغيرها، مثل البرلمان.

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]