حجت جموع من المُصلين منذ الصباح الباكر ليوم عيد الفطر المُبارك إلى جامع عمر المختار يافة الناصرة لأداء صلاة العيد، وقد بدت وجوه المصلين آثار البهجة والفرحة والسرور وسط التكبير والتهليل والتحميد، هذا وبعد أداء الصلاة ألقى الشيخ موفق شاهين إمام وخطيب الجامع الخطبة حيث تضمنت هذه المناسبة الدينية الكريمة، الجائزة الكبرى عقب شهر الصوم الكريم.
واستهل فضيلته الخطبة بالتكبير ثم الحمد والصلاة والسلام على الرسول الكريم النبي مُحمَّد صلى الله عليه وسلم وأهل البيت، وقال: "يا من صمتم لله رب العالمين و يا من قمتم بين يدي الله رب العالمين شهرًا كاملًا بتعبه ومشقته وجوعه وظمأه ليله ونهاره بصلواته ودعاءه بساعاته ولحظاته، أقول لكم لن يخيب الله رجائنا ولن يجعل سعينا مشكورًا بإذنه حاشاه أن يُخيَّب ظن عبد فيه، هذا العبد الذي أجاع نفسه وأظمئ فؤاده وتلوى من شدة الجوع والظمأ والمآكل والمشارب أمامه بمتناول يده يستطيع أن يأكل ويشرب ولا أحد يتطلع عليه إلَّا الله، هذا الذي حبس نفسه عن تلك الشهوات في السر والعلن في الليل والنهار في السر والجهار ما هو تأكيد منكم على أنكم تؤمنون بالله فحاشا لله أن يعذب من صام له".
وأضاف: "الله مكننا وأكرمنا وأعطانا القوة والقدرة والصحة والإرادةَ لنصوم هذا الشهر الكريم فلا غر ولا عجب أن يُختم هذا الشهر بيوم هو عيد ويوم الجائزة هو عيد الفطر السعيد، كأنَّ الله عزَّ وجل يقول لكل من صام ولكل من قام ولكل من جاع وعطش وظمأ خذ هذه جائزتك هنيئًا لك أُدخل الجنة قد غفرت لك، بل هو لسان حال النبي المصطفى عندما يبشر الصائمين قائلًا (من صام رمضان ايمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه)".
ذاكرًا قول الشاعر (تعفو الملوك حين النزول بساحتهم كيف النزول بساحة الرحمن)، وتابع: "هذا العيد لنا مع ما تعانيه الأُمَّة من نكبات وكروبات وأزمات فظيعة لم يشهد التاريخ مثلها إلَّا أنَّ العيد يأتي من بين الرماد ذلك البصيص النوراني يأتي من آخر النفق ليبعث فينا الأمل من جديد وليحيي فينا الأمل بالله من جديد فلا قنوط ولا يأس لأنَّ أشد ساعات الفلكة ظلمةً هي ما قبيل طلوع الفجرِ، ونقول بإذن الله وإن شاء الله وببركة من صام وقام لله رب العالمين أن يكون الفرج قريب بإذنه".
واختتم: "الله أكبر كلما أذن مؤذن وكبر، الله أكبر نحيا بها ونستظل ظلالها ونتقوى بها على النكبات وعلى المحن وعلى الأزمات لأنَّ الأزمة والكرب مهما كان أكبر فإنَّ الله أكبر منه بكثير، كلمة الله أكبر تُغرس في نفوسنا ليهون الهم ويزول الغم وترقق الفتن فلا يتزعزع ايمان المرء بأنَّ الله أكبر، الله عز وجل لا بُد أن يرحم هذه الأمَّة بعز عزيزٍ أو بذل ذليل".
ودعا الله سبحانه وتعالى أن يتقبل الصيام والجهد والفقر والذل أن يجعل العيد خير على اُمة الحبيب المصطفى بل على الإنسانية قاطبةً.
وبعد انتهاء الخطبة تبادل التهاني العيد بين المُصلين في أجواء من البهجة والسرور قبل أن تشهد البلدة زيارات صلة الرحم بين الأهل والأحباب بمناسبة عيد الفطر السعيد.
[email protected]
أضف تعليق