لم تنظر الطالبة ايناس أبو زهيا من قرية المغار وهي ابنة الـ22 عامًا، الى مستقبلها الناجح بعين واحدة، بل كانت ترى النجاح من ابعد الحدود، لم تتجاوز الـ18ربيعا حتى التحقت بصفوف الاكاديميين في البلاد وبدأت التعليم بموضوع المختبرات الطبية في كلية هداسا وانهت اللقب بفترة زمنية قصيرة مدتها 3 سنوات الامر الذي شرع لها كل أبواب التقدم والامتياز .
في حديث لمراسلنا مع إيناس، طالبة اللقب الثاني في موضوع الأبحاث البيولوجية في التخنيون قالت : رحلتي الدراسية تخللتها عدة انتقالات بين المراحل المختلفة, حيث ابتدأت بالمدرسة الابتدائية في القرية, المرحله الإعدادية أكملتها في مدرسة راهبات الفرنسيسكان-كفر كنا ومن ثم المرحلة الثانوية في كلية الجليل المسيحية- في عليبون والتي أنهيتها بامتياز الذي خولني للفوز بجائزة أم جابر- جائزة منحت في حفل التخريج للطالبة صاحبة المعدل الأعلى بين الخريجين.
انهيت اللقب الأول بامتياز خولني الفوز بمنحة تعليمية
عن رحلة نجاحها قالت :" رافقني الامتياز ايضا خلال تعليمي الأكاديمي للقب الأول في كلية هداسا القدس , في موضوع المختبرات الطبية , الذي أنهيته بامتياز حيث شرع لي الأبواب نحو اللقب الثاني في معهد التعليم العالي " التخنيون " في حيفا , لأبدأ رحلة جديدة في الأبحاث البيولوجية, التي لمعت منذ بدايتها فخولني معدل اللقب الأول لاستلام منحه من " التخنيون " التي تمنح لطالب واحد من بين طلاب اللقب الثاني في نفس الدورة.
وأضافت ايناس :" كل الامتياز الذي رافق رحلتي التعليمية كان مقرونا بصعوبات عديدة في المراحل المختلفة, أولها وباعتقادي أصعبها , كانت تجربة امتحان البسيخومتري, حيث قررت المجازفة بخوضه في أوائل المرحلة الثانوية, وبالتحديد في الصف العاشر, بأن أتقدم لامتحان البسيخومتري اعتقادا مني أن الوقت كان مناسبا لمجازفة كهذه وأني بهذه الطريقة اتمكن من "التعرف" على شكل الامتحان , ولكن كانت النتيجة ولأول مره هي تحقيق علامة اقل من المطلوبة وحتى انها لا تخولني الدخول لأي معهد اكاديمي في البلاد.
معضلة امتحان البسيخومتري
وتابعت :" ولكن ومع اقتراب نهاية المرحلة الثانوية , بدأت العمل على النجاح بعلامات اعلى في امتحان البسيخومتري في دورات مساعدة ودراسة مكثفة حتى وصلت الى العلامة العالية التي مكنتني من الدخول والقبول في التعليم العالي , رغم اني واجهت مشكلة بفارق العلامة الأولى عن علامتي الثانية في البسيخومتري حيث تم الغاء الامتحان ودعوتي لإعادة الامتحان مرة ثالثة ووحصلت على العالمة النهائية وهي 640 .
بدأت رحلة تعليمي مبكرا
وتحدثت عن بداية تعليمها فقالت :" لم امهل نفسي سنة او بعض الوقت ما بعد التخرج من الثانوية , فما كان مني الا اني ومباشرة وبعد الانهاء بدأت مرحلة التعليم الاكاديمي في ال18عاماً , حيث كنت الطالبة الأصغر في مجموعة اللقب الأول في موضوع المختبرات الطبية في كلية هداسا .
وتابعت ايناس قائلة :" قرار دخولي الى الحياه الأكاديمية جاء مبكرا , كان قرار اتخذته بكل ثقة وقناعة , بعيدا عن أي ضغط من قبل أي طرف, فقد كان حب التعليم والمعرفة دافعا أساسيا في حياتي لأبدأ رحلتي مبكرا. وأعتقد أن احد المواضيع التي لا يمكن تجنبها والتي ساعدتني في هذه الخطوه هو وضع العائله الماديَ الذي لم يشكل أمامي عائقا لأبدأ تعليمي مباشرة بعد الثانوية , ولم اضطر للعمل لفتره معينه قبل أو خلال فترة التعليم الجامعي.هذا اضافة الى كل الدعم الذي تلقيته من عائلتي, خولني أن أتميز منذ البداية بكوني كنت واحده من أصغر الطلاب في نفس الفوج.
وقالت :" لم اشعر ابدا اني الأصغر سنا في الكلية ولم اشعر بنقص في أي من الأمور التي تجعلني اتراجع او استسلم , بل على العكس, كنت دائما اشعر بالمتعة والتشوق للتعليم , وكانت غالبية اوقاتي ما بين التعليم والمحاضرات والدراسة والمختبرات مما جعلني انسى صعوبة الموقف ومعاناة الدراسة والتجهيز للامتحانات, لأني كنت دائما ادخل فترة الامتحانات بكامل الجهوزية المطلوبة ودون أي ضغوطات .
شعرت بصعوبة لم يكن بالسهل تجاوزها
وعن اهم الصعوبات التي واجهتها قالت :"شعرت بصعوبة لم يكن بالسهل تجاوزها, حيث انتقلت مباشره بعد المرحلة الثانوية الى القدس لبدء التعليم في كلية هداسا.
وقالت ايناس:" وأيضا من الصعوبات التي واجهتني هناك , هي الخوف , فكما هو معرف للجميع فأن مدينة القدس بلده معقده نسبيا لتعدد فئات مجتمعها, وهنا دائما كنت اضع نفسي امام تحد كبير, وهو مواصلة الطريق الى النجاح رغم كل هذه الحساسيات في الموقف والتي قد تهدد أيا منا وتضعه في موقف خطر, ولكن بحمد الله استطعت التأقلم مع الأوضاع وحتى اني اجتزت المراحل بتفوق وامتياز وعلامات مشرفة انستني كل الصعوبات التي كادت تحرمني هذه اللحظات .
وأضافت :" وأيضا اللغة العبرية كانت واحدة من المطبات في بداية مرحلة تعليمي , وانا كأي طالب عربي واجهت هذه المشكلة وخصوصا اني فتاة لم تتجاوز الـ18 من عمري ولم اختلط بالعالم الخارجي كما يجب , وأيضا لم نعتد في مدارسنا العربية على اكتساب اللغة كما يجب واعتقد هذا ما ينقص مدارسنا في المجتمع العربي , كي نستطيع التغلب على ذه العقبات .
قدمت الكثير من التنازلات والتضحيات حتى استطعت انهاء اللقب الأول في 3 سنوات
وعن انهاء اللقب الأول بفترة زمنية قصيرة قالت :" موضوع انهاء اللقب الأول في ثلاث سنوات لم يكن مفهوم ضمنا , حيث تطلب مني الكثير من الجهد والدراسة والكثير الكثير من التنازلات التي قدمتها بهدف تكريس اكبر وقت ممكن للدراسة وان أصل الى الغاية المطلوبة بأقل وقت ممكن , وبالطبع بأعلى علامات التي استطعت أن احرزها بجدارة .
وتابعت تقول:" كرست ثلاث سنوات للقبي الأول, امتازت بنجاح لامع الذي اعطاني الفرصه لتلقي عدة منح جامعيه خلال فترة التعليم وأهمها انهاء الدراسة بامتياز لافت , الأمر الذي جعلني أشعر بلذة كوني أحصد تعب ثلاث سنوات وبأنني كما نقول بلغتنا العاميّه "رفعت راس أهلي", نعم, الفضل لهم وهذه أقل مكافأة أستطيع منحها لهم.
وقالت :" كما ذكرت سابقا تطلب مني النجاح العديد من التعب والتخطيط المسبق لبلوغ غايتي, أمر هام جدا ميزني خلال فترة تعليمي هو التقسيم الصحيح للوقت, خصوصا خلال فترات الامتحانات, فكما يعلم أغلبنا ان فترات الامتحانات تتميز بالضغوطات بين الطلاب والتي تتعدد أسبابها , فبعضها ناتج عن عدم استغلال ساعات الدراسة بالشكل الصحيح أو الاستهتار بالمواد والبعض الأكبر منها ناتج عن ضغوطات جماعيه بين الطلاب الأمر الذي قد يربك الطالب ويشتت تفكيره فيقلل من تركيزه في الدراسة , وبالتالي يحرمه من فرصة الحصول على علامات كان يطمح لها .
صعب علي تحديد طموحي بأسطر قليلة
وعن طموحها ونظرتها الى المستقبل قالت :" أصعب سؤال بالنسبة لي هو عندما أسأل عن طموحي للمستقبل , صعب علي حد طموحي بأسطر قليلة , ولكن يمكنني القول بأن طموحاتي عالية جدا , انهاء اللقب الثاني والثالث بامتياز, التعليم الأكاديمي لأثبات وجود وتأثير المرأة العربية في الوسطين العربي واليهودي.
وفي رسالة لها حول تحقيق النجاح قالت :" نحن أبناء الحياة, والحياة لنا, وكوني واحدة من أفراد جيل المستقبل أوجه نصيحتي لجميع الطلاب بأن لا نترك للحدود مكانة في حياتنا, حدودنا هي السماء وعلينا التركيز في أهدافنا, ووضع الخطط اللازمة لتحقيقها, وأيضا الثقة في النفس وفي القدرات المنعمة علينا, وشقّ طريق للنجاح بكل عزم وإصرار, وتخطي جميع العقبات التي قد تعيق مسارنا لبلوغ الغاية بالنجاح والامتياز.
[email protected]
أضف تعليق