تم اليوم الجمعة توقيع اتفاق شامل بين دولة فلسطين والكرسي الرسولي (الفاتيكان)، في حاضرة الفاتيكان بحضور وفود رسمية من الدولتين، حيث قام وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي والمطران بول ريتشارد غالاغر وزير خارجية الكرسي الرسولي بتوقيع اتفاق شامل بين دولة فلسطين والفاتيكان، وهو الأول من نوعه في تاريخ الكنيسة مع دولة فلسطين التي تعترف بها رسميا دولة الفاتيكان.

وحضر توقيع الاتفاق البطريرك فؤاد طوال، رئيس مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة، عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية، رئيس لجنة الكنائس حنا عميرة، ومدير عام الصندوق القومي رمزي خوري، وسفير دولة فلسطين لدى الفاتيكان عيسى قسيسية.

كما حضر الحفل، السفيرة روان أبو يوسف مساعد وزير الخارجية، والمستشار اول عمار حجازي والمستشار عازم بشارة، والقائم بأعمال سفارة دولة فلسطين لدى الفاتيكان عمار النسناس، ورئيس بلدية رام الله موسى حديد، ورئيسة بلدية بيت لحم فييرا بابون. وضم وفد الكرسي الرسولي الرسمي الاسقف البريطاني بول ريتشارد غالاهر سكرتير العلاقات مع الدول، والبطريرك فؤاد الطوال، بطريرك القدس للاتين، والمطران جوزيبه لازاروتو، القاصد الرسولي في القدس، والمطران أنطونيو فرانكو، القاصد الرسولي السابق في القدس والذي لعب دورا هاما في المفاوضات التي سبقت توقيع الاتفاق.

والاتفاق الشامل مبني على "الاتفاق الأساسي" بين منظمة التحرير الفلسطينية والكرسي الرسولي عام 2000، ويشمل اعتراف رسمي من قبل الكرسي الرسولي بدولة فلسطين، واعترافا بحق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في تقرير المصير والعيش بحرية وكرامة في دولته المستقلة. كما يتضمن الاتفاق رؤية الطرفين المشتركة للسلام والعدل في المنطقة، وحماية الحريات الأساسية، ووضع الأماكن المقدسة، وسبل تعزيز تواجد الكنيسة الكاثوليكية وأنشطتها في فلسطين.

وتدعم أول اتفاقية بين الكرسي الرسولي ودولة فلسطين رؤية تحقيق السلام على أساس حل الدولتين اللتان تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن على حدود عام 1967. كما يجسد القيم المشتركة للطرفين والمتمثلة في ضمان احترام الحرية والكرامة والتسامح والعيش المشترك والمساواة للجميع.

كذلك يطوّر الاتفاق من الوضع الحالي الذي تتمتع بموجبة الكنيسة الكاثوليكية بالحقوق والامتيازات والحصانات، ويشيد بدور بدورها في حياة العديد من الفلسطينيين. كما يعزز العلاقة بين الطرفين بتضمنه لأحكام جديدة تتعلق بوضع فلسطين الخاص كمهد للديانة المسيحية وأرض الديانات السماوية.

وقد صرح وديع أبونصار، مستشار مجلس الاساقفة في الأرض المقدسة، بأن الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ حالما يتم اقراره من قبل قداسة البابا فرنسيس والرئيس الفلسطيني محمود عباس، الأمر المتوقع أن يتم خلال الأيام القليلة المقبلة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]