ادانت واستنكرت القيادة الروحية والسياسية في الطائفة الدرزية الاعتداء على سيارة الإسعاف العسكرية في "نفيه اتيف" في هضبة الجولان ومهاجمة من فيها وكذلك ما حدث في قرية حرفيش صباح امس من رجم سيارة عسكرية اسرائيلية بالحجارة لنقلها جرحى من سوريا.
وقال الرئيس الروحي للطائفة الشيخ موفق طريف ان هذه الاعمال لا تمت باخلاق وإنسانية الطائفة الدرزية بصلة .
ودعا الشيخ طريف برسالة له عبر موقع "بكرا" جميع الشباب الدروز بالتروي وعدم جر المجتمع الدرزي في البلاد الى حرب كما في سوريا اليوم.
عن هذا الموضوع وتبعاته تجوّل مراسلنا في قريتي جولس ويركا ليرصد نبض الشارع اذا كان مؤيدا او مخالفا القيادة الدينية والسياسية في رأيها.
الدروز لا يعتدون على احد، لكن الويل لمن يعتدي علينا
وقالت الناشطة الاجتماعية ومديرة جمعية لذوي الاحتياجات الخاصة في جولس انشراح كبيشي: نحن كابناء لهذه الطائفة نتمنى ان يحل السلام في المنطقة وخاصة في سوريا، ونحن كابناء معروف نتضامن مع اهلنا من ابناء الطائفة الدرزية العربية في سوريا .
وتابعت كبيشي: بلغتنا الاخبار المؤسفة من السويداء وما حصل هناك من مذابح لاخواننا من قبل المتطرفين والارهابيين وهذا الامر المنا وحز في انفسنا كثيرا، ونحن كابناء هذه الطائفة يشهد لنا التاريخ اننا لا نعتد على احد لكن اذا حاول احد الاعتداء علينا فحسابه عسير.
وعن ما جرى في حرفيش وهضبة الجولان تابعت كبيشي وقالت: اعتقد ان ما جرى هناك عبارة تعاطف وهي ردود افعال نابعة عن مشاعر واحاسيس، ولا اعتقد ان الخطا يعالج بخطا، وبني معروف مشهورين بكرمهم واخلاقهم الحميدة والبطولية.
وحول موقف القيادة المحلية قالت: اعتقد ان القرارات التي اتخذتها القيادة السياسية والدينية هي قرارات تمت بالتشاور والاجماع، اما بعض الاراء التي نسمعها احيانا في الشارع والتي تخالف رأي القيادة فهي اراء تنبع من العاطفة والمشاعر وليست اراء عقلانية.
قادرون على حماية انفسهم
بدوره فقد قال حسن خشان من جولس: موقف القيادات الدينية والسياسية الدرزية المحلية هو عدم التدخل المباشر في سوريا، وما يمكن فعله بالنسبة لاخواننا في سوريا تقديم العون المعنوي والمادي لهم فحسب، واعتقد ان دروز سوريا العرب ليسوا بحاجة لاكثر من ذلك وهم قادرون على حماية انفسهم بانفسهم من أي اعتداء عليهم.
الاعتداء على سيارات اسعاف عسكرية ليست من اخلاقنا
اما الشيخ نايف نجم ابو وجيه فقال: ما جرى في حرفيش امر خارج عن المعهود في طائفتنا، ونحن كابناء معروف يعرفنا القاصي والداني في كرم الضيافة وكرم الاخلاق، ولا يعقل ان يقوم البعض في ايقاف سيارة اسعاف عسكرية تنقل جرحى من سوريا ومحاولة الاعتداء عليها، فهذه الامور ليست من اخلاقنا وشيمنا، وكل ما نستطيع فعله لاخواننا في سوريا دعمهم ماديا ومعنويا .
وعن القيادة الدرزية ختم قائلا: اعتقد ان القيادة الدرزية معتدلة في اراءها وتعمل في المسار الصحيح.
حكومة اسرائيل تتحمل المسؤولية
بدوره فقد قال اباد خطار ابو حسين من يركا: شخصيا اتفهم غضب الشباب في الشارع لما يجري في سوريا، ولكن رغم كل الألم لا اوافق على ما جرى في حرفيش وهضبة الجولان، وهذا العمل يتنافى مع ديننا وعاداتنا وتقاليدنا، ونحن نحمل الحكومة الاسرائيلية المسؤولية عما يحصل فهي من يدعم ويعالج جبهة النصرة والارهابيين هي حكومة اسرائيل ، فكيف يعقل ان يقوم الجيش بنقل جرحى من سوريا عبر شوارع قرانا التي تغلي بسبب ما يحصل في سوريا.
القيادة الدرزية غير جدية وحاسمة
اما لبيب ابو حمدة من يركا فقال:اعتقد انه يتوجب على القيادة الدينية اتخاذ موقف اكثر جدية واكثر حسما ومساعدة اخواننا الدروز في سوريا، فكما تفعل دولة اسرائيل في مساعدة أي يهودي في العالم اينما وجد، هكذا بالضبط يجب على القيادة الدينية ان تتصرف ولا تترك دروز سوريا لقمة سائغة للارهابيين.
وختم ابو حمدة: دروز سوريا مخلصون لسوريا ونظام بشار الاسد كما دروز اسرائيل مخلصون لدولتهم، لذلك على القيادة الدينية والسياسية اتخاذ موقف اكثر صرامة في مساعدة دروز سوريا.
[email protected]
أضف تعليق