بدأت الجمعية الاستيطانية "عطيرت كوهانيم" الصلاة والتعليم في المدرسة الدينية اليهودية في قلب القدس في قسم من مبنى البريد المركزي القديم في مدخل شارع صلاح الدين ، بعدما اشترت المبنى من شركة الاتصالات الإسرائيلية "بيزك"، العام الماضي .

وشرعت المدرسة في فتح مدخل خاص لها في واجهة المبنى بحفر مدخل مستقل الى الطابق الاول بعد إغلاق الاقواس التي تتصل بالقاعة الرئيسة للاستقبال في البريد وفتح مدخل خلفي في وسط شارع الرشيد للمدرسة التي تستولي على القسم الأكبر من المبنى البريد وتعزز الوجود الاستيطاني وسط القدس ما يثير الكثير من المخاوف والتكهنات في شارع صلاح الدين .

اللمسات الاخيرة من ترميم المبنى

وأكد احد المهندسين في الموقع أن الجمعية تقوم باللمسات الاخيرة من ترميم المبنى ليتلاءم واهداف الجمعية كمدرسة دينية وأخرى تمهيدية لإعداد المتدينين قبل الخدمة العسكرية وحاخامات الكتائب والفرق العسكرية في الجيش الإسرائيلي ، وويجري العمل على أن يجهز المبنى قبل عيد الفصح اليهودي المقبل.

وقال ان العمل يجري ليلا ونهارا لفتح الابواب الخارجية وبات المكان جاهزاً باستثناء الابواب الخارجية وشبكة الامان والكاميرات الخاصة والحراسة الخارجية .

وقال الدكتور جمال عمرو خبير الاستيطان وشؤون القدس ان طواقم المدرسة الاستيطانية "شرعت الاسبوع الماضي بالتخطيط الداخلي للمبنى وتقسيمه، ويوم السبت الماضي قام وفد كبير من الحاخامات والمدرسين بزيارة المبنى والصلاة فيه لمباركته .

واضاف ان هذا التوجه من الجمعية الاستيطانية التي يرعاها ويمول نشاطاتها المليونير اليهودي الاميركي (ايرفننيغ موسكوفيتش) هو قفزة وتحول استراتيجي إذ كانت الجمعية تركز على البلدة القديمة والمسجد الاقصى المبارك وسلوان اما اليوم فهي تؤسس لكلية دينية صهيونية واخرى للجيش لتدريب الحاخامات العسكريين .

ضربة لاكبر اسواق القدس

واوضح عمرو ان هذا يمثل ضربة لاكبر اسواق القدس العريقة شارع صلاح الدين ،ووجود مثل هذه المدرسة في مدخل شارع صلاح الدين سيتسبب في المزيد من الضغوط والعراقيل وضرب للحركة التجارية التي تمر اصلاً بصعوبات ومشاكل جراء سياسات السلطات الإسرائيلية الأمنية والضريبية وتجاهل العمق الفلسطيني والعربي والإسلامي .

ولفت الى خطورة سيطرة منظمة او جمعية استيطانية هدفها اقتلاع الفلسطينيين المقدسيين من مدينتهم وتفكر بالسيطرة والتهويد على هذا المكان الاستراتيجي ،وقال ان أهمية المبنى تكمن في ان شارع صلاح الدين يشرف على تقاطع أربعة شوارع ومكون من طوابق اربعة مشرفة على كل القدس تقريباً وهو من أعلى المباني في الشارع، وتشغل الشرطة الإسرائيلية جزءاً من المبنى والجمعية استولت على جزء كبير وحيوي منه .

يذكر ان الحكومة الاسرائيلية سيطرت على مبنى البريد المركزي الذي بنته الحكومة الأردنية عام 1965، بعد احتلال القدس الشرقية وضمها في حزيران 1967، ثم باعت قسماً منه لشركة الاتصالات الهاتفية الخاصة "بيزك" والتي بدورها باعت حصتها الى الجمعية الاستيطانية "عطيرت كوهنيم" .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]