قام النائب د. عبد الله ابو معروف (الجبهة – القائمة المشتركة)، ورئيس كتلة الجبهة في الهستدروت النقابي سهيل ذياب، وعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الرفيق منصور دهامشة، بزيارة تضامنية إلى كنيسة الطابغة على شواطئ مدينة طبريا، والتي تعرّضت بالأمس إلى عملية حرق وكتابة شعارات عنصرية دموية على جدران الكنيسة، من قبل عناصر متطرفة، يشتبه أنهم من المستوطنين اليهود اليمينيين. والتقى الوفد الجبهوي برجال الدين ورعاة الكنيسة واطّلعوا عن كثب على حجم الأضرار المادية والأبعاد السياسية والنفسية لهذا الاعتداء الجبان غير الأخلاقي.

وألقى النائب د. عبد الله ابو معروف كلمة أمام الحضور، أكد من خلالها، أن مثل هذه الزعرنات ما كانت لتحدث لولا سموم التحريض العنصري التي تُسمع يوميا عبر وسائل الاعلام من قبل وزراء وأعضاء كنيست يمينيين ضد العرب، وحتى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو نفسه الذي أصدر بيانا يستنكر فيه هذا الاعتداء ولكنه في نفس الوقت هو من يقود حملة التحريض ضد العرب ويواصل تشريع القوانين العنصرية.

واستعرض النائب د. ابو معروف أمام الحضور، جريمة سجّلها التاريخ حدثت خلال الحقبة النازية في ايار عام 1933، عندما قامت مجموعة من الطلبة الألمان بجمع أكثر من (20 الف كتاب)، لكُتّاب غير ألمانيين من اشتراكيين ودعاة سلام ويهود، ثم وضعوا الكتب كومة واحدة في إحدى ميادين برلين، وقاموا بحرقها أمام أعين 70 الف انسان، مرددين "ها نحن نحرق كل ما هو غير ألماني".

وتابع د. ابو معروف، إن هذه الحادثة التاريخية التي تقشعر لها الأبدان لا تمتّ لأي حسّ أخلاقي وإنساني بصلة، يُحرق هذا الإرث الأدبي وحضارة شعب كاملة بدم بارد دون وازع من ضمير. كذلك الأمر نقف اليوم أمام مشهد مشابه، في هذا المعلم الديني التاريخي في كنيسة الطابغة، المرتبط بعجائب السيد المسيح عليه السلام، ويقدم ثلّة من الفاشيين اليهود الجدد على حرق المكان بما فيه من كتب وآثار قديمة يعود تاريخها لعشرات بل لمئات السنين. عمل إجراميّ كهذا لا يمكن المرور عليه مرّ الكرام، ولهذا على حكومة اسرائيل وأجهزتها "الأمنية" أن تعطي الإجابات الشافية عن انتشار عناصر تدفيع الثمن وارتكابهم الاعتداءات الإجرامية العنصرية، في ظل "عجز" الشرطة عن ردعهم ووقف نشاطهم التخريبي، ونطالب بالقبض على الجناة المجرمين حالا، وإلى جانب بيانات المسؤولين الحكوميين الاحتجاجية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، يتطلب منهم أولا وقف تحريضهم العنصري ضد المواطنين العرب ومحاولة زرع بذور الفتنة الطائفية والمذهبية بين جماهيرنا العربية في البلاد، فالاعتداء على كنيسة الطابغة، هو اعتداء على الجماهير العربية كلها وعلى القيم الانسانية في العالم ككل.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]