رغم تعاظم المسؤوليات المُلقاة على عاتقها، ما بين الأمومة والوظيفة ومقاعد الدراسة من جهة، ورغم إنقطاعها عن الدراسة لسنين طويلة منذ نيلها شهادة البكالوريوس من جهة أخرى، إلا أنها إستطاعت أن تحصل على أعلى معدلٍ تراكمي في جامعة النجاح الوطنية منذ تأسيسها، إضافة لكونها الأعلى معدلاً على مستوى كلية الدراسات العليا في الجامعة.
حنين أكرم مصطفى غانم"أم محمد" التي درست ماجستير الرياضيات في قسم الدراسات العليا، زوجةٌ وأمٌ وطالبةٌ ومعلمةٌ في آن واحد، تقول حنين غانم:"في صغري لم أكن متفوقة، بل كنت ضعيفة في المواد حتى الصف الرابع، ثم بدأت بالتفوق المدرسي تدريجياً بمساعدة شقيقي الأكبر مصطفى غانم، والذي يعمل الآن كمحاضرٍ في كلية الطب بجامعة النجاح".
حنين غانم متزوجةٌ من الدكتور مأمون بدوي طبيب متخصص في جراحة العظام والمفاصل، ولديهما ولدين هما "محمد" ذو الثمانية سنوات، و"عبد الله" ذو السبعة سنوات.
معدل 98.1%
تواصل غانم سرد حكاية تفوقها وتألقها وتحدّيها للصعاب:"في إمتحان شهادة دراسة الثانوية العامة حصلتُ على المركز الثالث على مستوى مديرية التربية والتعليم في محافظة طولكرم، حيث كان معدلي 98.1% في الفرع العلمي".
إنتقلت حنين غانم إلى الجامعة العربية الأمريكية لتلتحق بالتخصص الذي عشقته منذ صغرها، تقول غانم:"نجحت في الحصول على شهادة البكالوريوس في الرياضيات، وهو التخصص الذي أحببته منذ الصغر، ثم توقفت عن الدراسة مدة تزيد عن سبع سنوات بعد البكالوريوس".
كان من البديهي أن تنهمك حنين غانم في بيتها ومسؤولياته، وتنشغل في رعاية أولادها، لكنها فضّلت أن تضع بصمةً مميزةً، وأبت إلا أن تكون مثالاً جديداً للمرأة الفلسطينية المتعلمة والمكافحة، فقررت إكمال دراستها للحصول على شهادة الماجستير، تقول غانم:"عُدتُ مجدداً إلى مقاعد الدراسة ولكن هذه المرة في جامعة النجاح الوطنية بعد سبع سنين على تخرجي من الجامعة الأمريكية، حيث إلتحقتُ بكلية الدراسات العليا، وكان لزوجي وشقيقي الأكبر الفضلُ في تشجيعي الدائم على إكمال دراستي وهذا ما كان".
4 من 4 أي 97.8%
توضح حنين غانم أنها واصلت تفوقها في الدراسات العليا كما البكالوريوس من قبل، فحصدت المرتبة الأولى كصاحبة أعلى معدلٍ في تاريخ جامعة النجاح منذ تأسيسها، إضافة لكونها صاحبة المعدل الأعلى في الدراسات العليا، بمعدل 4 من 4 أي 97.8%.
وحول أبرز الصعوبات التي اعترضت مسيرة دراستها، تشير غانم إلى عملها كمعلّمة مدرسة إضافة لمسؤولياتها البيتية تجاه زوجها وأولادها، مؤكدة أنها استطاعت التغلب على هذه الصعوبات تدريجياً حتى نجحت في هزيمتها.
أما على صعيد أبرز العوامل التي أسهمت في تفوقها، توضح غانم أن إنحدار عائلتها وعائلة زوجها من طبقة المتعلمين، إضافة لتشجيع كلا العائلتين لها، كان له الأثر الأبرز الذي إنعكس إيجاباً وأعطاها دفعةً للأمام، وتضيف غانم " قدوتي هو شقيقي الأكبر د.مصطفى غانم وشجعني بشكل دائم، وبشكل عام الأجواء العائلية الرائعة هي أبرز أسباب تفوقي، إضافةً لدورِ مديرة المدرسة التي أعمل بها كمعلمة، فهي ساعدتني كثيراً على الموازنة بين وظيفتي وإكمال دراستي".
أما أبرز النصائح التي تقدّمها حنين غانم للطلبة، تتمثل بضرورة وجود الهدف الواضح المحدد وهو العامل الأبرز لتحقيق النجاح والتفوق، إضافة للمواظبة على تحقيق هذا الهدف والتحلي بالعزيمة والصبر، وعدم الاستسلام للإحباط.
أنهت حنين غانم برنامج الماجستير مع الرسالة خلال سنتين ونصف فقط، بتقدير ممتاز، وكان فحوى رسالة الماجستير يتناول تخصص (التبولوجيا)، وتهدي غانم نجاحها وتفوقها إلى عائلتها وكل من بادر إلى تشجيعها طيلة مسيرة حياتها.
[email protected]
أضف تعليق