عقدت كلية العلوم الإدارية والاقتصادية في جامعة القدس المفتوحة وفرع رام الله والبيرة التعليمي، يوم الأربعاء الموافق 10-6-2015، مؤتمر "تنمية الموارد البشرية في القطاع الصحي الفلسطيني: واقع وتطلعات"، وذلك تحت رعاية معالي وزير الصحة الدكتور جواد عواد، في قاعة (الليدرز) بمدينة رام الله، عبر نظام الربط التلفزيوني (الفيديو كونفرنس) مع قطاع غزة، بدعم من شركة جوال.

وافتتح المؤتمر الذي تولى عرافته د. رسلان محمد مدير فرع رام الله والبيرة التعليمي، بتلاوة عطرة من القرآن الكريم، ثم السلام الوطني الفلسطيني وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء.

وعقد المؤتمر بحضور نواب رئيس الجامعة، ومساعدي النواب، ومديري الفروع، وعمداء الكليات ومساعدوهم، ومديري الدوائر، وممثلين عن مختلف المؤسسات الرسمية والخاصة في الوطن والمدراء العامون في مديريات الصحة في فلسطين، والوزير موسى أبو زيد رئيس ديوان الموظفين العام، والأب عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذوكس.

وقال د. جواد عواد وزير الصحة في كلمة ألقاها بالمؤتمر، إنه سعيد بالمشاركة في افتتاح فعاليات المؤتمر، ونقل للحضور تحيات رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله، الذي يتمنى للمؤتمر النجاح ولجامعة القدس المفتوحة مزيداً من التقدم والازدهار.

وأضاف عواد أن جامعة القدس المفتوحة أصبحت تلعب دوراً إقليمياً وليس محلياً فقط في مجال التعليم، بجهود إدارة الجامعة التي عملت على تطويرها بشكل كبير، عبر الشراكة والعلاقة مع مختلف المؤسسات الدولية والعربية والمحلية.

وقال إن علاقة وزارة الصحة وجامعة القدس المفتوحة علاقة تعاون وشراكة متواصلين، وقد حرصنا على الدعم الأكاديمي في الوزارة بالاعتماد على جامعة القدس المفتوحة. وسنعمل بالتعاون مع النقابات على التعليم المستمر في المجال الطبي، وندعم البحث الطبي الذي يساعد في بلورة السياسات الصحية لخدمة المواطن وتفعيل المعايير الصحية.

وتقدم الوزير عواد بالشكر لجامعة القدس المفتوحة على تشريف وزارة الصحة بافتتاح هذا المؤتمر، ولجميع الباحثين، ومن أسهموا في إنجاح المؤتمر.

من جانبه، قال المهندس عدنان سمارة رئيس مجلس أمناء الجامعة، إن جامعة القدس المفتوحة هي أسرة واحدة تعمل معاً من أجل رفعة الجامعة وتقديم التعليم لأبناء شعبنا الفلسطيني، خصوصاً أن جامعة القدس المفتوحة وجدت للتغلب على ظروف الاحتلال، ولا تزال حتى اليوم تنجح في التغلب عليه بتوفير التعليم لشعبنا.

وبين سمارة أن التعليم المفتوح أصبح من أهم وسائل التعليم في العالم، و"القدس المفتوحة" ستبقى رائدة وسباقة في التعليم المفتوح على مستوى الوطن، مشيراً إلى أن الجامعة تواصل القيام أيضاً بواجبها الوطني تجاه شعبها الفلسطيني.

من جانبه، قال أ. د. يونس عمرو رئيس الجامعة، إن المؤتمر انبثق بالتعاون مع وزارة الصحة، حيث حدثت مساجلات مع الوزارة مبنية على حاجة تتعلق بتطوير الكوادر الإدارية الصحية في الوزارة، فانبثقت فكرة تخصص الإدارة الصحية في فلسطين، ووقعت اتفاقية التجسيير مع الوزارة، وتم أخذ الموافقات اللازمة من وزارة التربية والتعليم العالي وهيئة الاعتماد والجودة.

وأضاف أنه جرى تأهيل العديد من كوادر المؤسسات الصحية الفلسطينية إضافة لوزارة الصحة منها كوادر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ثم تبع ذلك "الهلال الأحمر" لتطوير كوادره أيضاً وكوادر الخدمات الطبية العسكرية والخاصة، والتخصص يعمل منذ أكثر من ست سنوات حيث أُلفت كتب خاصة تتعلق بهذا التخصص باللغة العربية والتي تعتبر الأولى على مستوى العالم العربي .

وأكد أ. د. عمرو أن جامعة القدس المفتوحة هي جامعة الوطن، وكان الهدف الأول من إنشائها توفير التعليم لشرائح المجتمع عامة. فالجامعة لم تتوقف عند دورها الأكاديمي، بل شاركت شعبها همومه في كل القطاعات والأزمات، فشرعت تنظم مؤتمرات بكافة المجالات.

من جانبه، قال أ. عبد المجيد ملحم مدير عام شركة جوال، إنه سعيد بوجوده في هذا الحدث النوعي المميز، ناقلاً تحيات إدارة وموظفي جوال لهذا الحدث المميز، متمنياً أن يخرج المؤتمر بنتائج تسهم في خدمة التنمية البشرية في القطاع الصحي في فلسطين.

وقال إن "جوال" ملتزمة بالمساهمة المجتمعية الفاعلية مع مختلف الجهات، ومنها جامعة القدس المفتوحة، وهي ساعية لتطوير البناء المؤسسي ودعمه وتطوير الكوادر البشرية، والنهوض بالبنية التحتية للعديد من المؤسسات الفلسطينية المختلفة.

كلمة اللجنة التحضرية للمؤتمر

من جانبه، قال د. عطية مصلح عميد كلية العلوم الإدارية والاقتصادية، في كلمة اللجنتين العلمية والتحضرية للمؤتمر: إن المؤتمر يأتي في سياق المسؤولية المجتمعية للجامعة، لأن وطننا الحبيب يستحق من جامعة الشعب الفلسطيني، جامعة القدس المفتوحة، أن تعقد مثل هذه المؤتمرات التي يؤمل من توصياتها ونتائجها رفع كفايات وقدرات العاملين في القطاعات المختلفة ومنها القطاع الصحي الفلسطيني، الأمر الذي ينعكس على مستوى الخدمات المقدمة للمواطن، بهدف الوصول إلى الإبداع والتميز.

وقال إن اللجنة العلمية للمؤتمر استقبلت أربعة وعشرين بحثاً، حكمت بموضوعية وأمانة علمية ضمن معايير المؤتمر ومحاوره، وقُبل منها ستة عشر.

وبين د. مصلح أن تخصص الإدارة الصحية في "القدس المفتوحة" بدأ بالشراكة مع وزارة الصحة عام 2008/2009 ، وتخرج منه لغاية الآن نحو (200( طالب وطالبة، معظمهم من العاملين في القطاع الصحي. واليوم أصبحت كلية العلوم الإدارية والاقتصادية أكبر كليات الجامعة، تضم ما يقارب (24000) طالب وطالبة، أي ما نسبته (41%) من طلبة الجامعة.

وخلال الجلسة الافتتاحية، كرم المهندسُ عدنان سمارة رئيس مجلس أمناء جامعة القدس المفتوحة، وأ. د. يونس عمرو رئيس الجامعة، و استاذ عبد المجيد ملحم من شركة جوال الوزيرَ عواد على جهوده في دعم التعليم على مستوى الوطن.

جلسات المؤتمر:

في الجلسة الأولى التي أدارها د. أحمد عمرو من جامعة القدس في أبو ديس، وحملت عنوان: "محاضرات حول القطاع الصحي الفلسطيني"، تحدث فيها د. أسعد رملاوي مدير عام الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة الفلسطينية مداخلته بعنوان: "القطاع الصحي في فلسطين: تحديات وتطلعات"، وقدمت د هديل قسيس نيابة عن د . رند سلمان قراءة في "المرصد الفلسطيني للموارد البشرية في القطاع الصحي". ثم تحدثت د. أمل أبو عوض مدير عام التعليم الصحي في وزارة الصحة الفلسطينية حول "الالتزامات الوطنية نحو الموارد البشرية الصحية في فلسطين".

أما الجلسة الثانية التي أدارها أ. د. ذياب جرار من جامعة القدس المفتوحة، وعقدت بعنوان: "الموارد البشرية في القطاع الصحي الفلسطيني: واقع وآفاق التنمية والتطوير"، فقد قدمت فيها ورقة بعنوان: "واقع الحوافز على أداء الأطباء العاملين في المستشفيات الحكومية الفلسطينية"، لكل من: د. محمد تلالوة، ود. زكريا الجمَال، وأ. منتصر حمدان من جامعة القدس المفتوحة. وعن "الدور الريادي لجامعة القدس في توفير الكوادر الطبية وتطويرها" تحدث كل من: د. إبراهيم عتيق، وأ. فؤاد الكردي من جامعة القدس أبو ديس. وعن "قياس مستوى رضا المشغلين عن أداء العاملين في القطاع الصحي الملتحقين ببرنامج الإدارة الصحية في جامعة القدس المفتوحة–غزة"، تحدث كل من: أ. سلوى ثابت من جامعة القدس المفتوحة. وعن "الرضا الوظيفي وأثره في جودة الخدمات الصحية في المستشفيات الحكومية العاملة في جنوب الضفة الغربية"، تحدث كل من د. فضل عيدة، وأ. عبد القادر دراويش، وأ. رائد أبو عيد من جامعة القدس المفتوحة. وعن "واقع التخطيط الاستراتيجي للموارد البشرية في القطاع الصحي الفلسطيني وأثره في تنمية الموارد البشرية: محافظة جنين أنموذجاً " تحدث د. سامر عرقاوي من جامعة خضوري- طولكرم. وعن "اتجاهات العاملين في المؤسسات الصحية من خريجي الإدارة الصحية وأرباب العمل نحو برنامج الإدارة الصحية في جامعة القدس المفتوحة"، تحدث كل من: د. براء صبحة من جامعة القدس المفتوحة، وأ. أسامة راشد من مديرية الصحة-طولكرم. وعن "الاحتياجات التدريبية لممرضي الرعاية الأولية في فلسطين: محافظة رام الله والبيرة أنموذجاً " تحدث د. سامي عيدة من جامعة القدس المفتوحة.

وفي الجلسة الثالثة والأخيرة، التي ترأستها د. سمية الصايج من جامعة القدس–أبو ديس، وتمحورت حول "نظم المعلومات والتشبيك ودورها في تنمية الموارد البشرية في القطاع الصحي الفلسطيني"، وقدم د. حازم الحروب من جامعة الاستقلال ورقة حول "مدى تطبيق الأنظمة المعلوماتية وقواعد البيانات في إدارة الموارد البشرية في المؤسسات الطبية العسكرية والأجهزة الأمنية الفلسطينية". وعن "تطوير عمليات صنع القرار الإداري في ضوء الإدارة الإلكترونية في وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة"، تحدث د. حسام الدين حمدونة من الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية في غزة. وعن "إدارة الموارد البشرية الإلكترونية وأثرها في الأداء المنظم للعاملين في القطاع الصحي الفلسطيني الخاص: مستشفى مسَّلم التخصصي أنموذجاً"، تحدث أ. طارق المبروك من جامعة القدس المفتوحة. وعن "دور شبكات نظم المعلومات الصحية في تطوير قدرات العاملين الوظيفية في المستشفيات الحكومية في قطاع غزة"، تحدث د. رأفت العوضي من الكلية العربية للعلوم التطبيقية بغزة. وعن "أثر نظم المعلومات الإدارية الصحية المحوسبة في أداء موظفي القطاع الصحي الحكومي في فلسطين: محافظتي جنين ونابلس أنموذجاً"، تحدث د. شاهر عبيد، وأ. نهاد ربايعة من جامعة القدس المفتوحة. وحول "دور المنظمات الأهلية في تطوير الموارد البشرية في المؤسسات الصحية: دراسة حالة مستشفى العودة في غزة" تحدث كل من: د. جلال شبات من جامعة القدس المفتوحة، ود. نبيل اللوح من ديوان الموظفين العام بقطاع غزة. وعن "واقع التشبيك بين مؤسسات الصحة الفلسطينية وأثره في جودة الخدمات الصحية في قطاع غزة" تحدث د. نبيل الغول من جامعة القدس المفتوحة.

توصيات المؤتمر

في البيان الختامي للمؤتمر الذي قدمه أ. شبلي السويطي مساعد عميد كلية العلوم الإدارية والاقتصادية، عرضت مجموعة من التوصيات أبرزها: ضرورة السعي نحو تطبيق أنموذج التخطيط الاستراتيجي بمنهجه المتكامل في مؤسسات القطاع الصحي الفلسطيني لمعالجة قضاياه ومشكلاته والتحديات التي تواجهه، وضرورة التوعية بأهمية ممارسة عمليات الإدارة الاستراتيجية وتقنياتها لتطوير هذا القطاع المهم.

وأوصى المشاركون أيضاً بالعمل على تصميم برامج تدريبية متكاملة تعكس الاحتياجات الفعلية من المهارات المطلوبة لممرضي الرعاية الصحية الأولية في المؤسسات الصحية الفلسطينية، بصرف النظر عن شكلها القانوني.

ودعا المشاركون إلى إيلاء إدارات المؤسسات الصحية الفلسطينية أهمية خاصة بالرضا الوظيفي لدى العاملين فيها، من خلال توفير جودة حياة وظيفية ملائمة، حتى تحوز رضا الموظفين وولاءهم بما ينعكس إيجاباً على جودة الخدمات الصحية المقدمة إلى المستفيدين، ودعوا إلى تطوير التخصصات والمقررات الدراسية الجامعية ذات العلاقة بالمهن الطبية والصحية، مواكبةً للتطورات العالمية، وما يتلاءم واحتياجات سوق العمل والمجتمع، وإلى ضرورة إجراء دراسات علمية تربط بين رضا المشغلين ومستوى الأداء الوظيفي للموارد البشرية في مؤسسات القطاع الصحي الفلسطيني.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]