أختتم قبل قليل مؤتمر "جفعات حبيبة الثالث" تحت عنوان "تطوير رؤية مشتركة للمجتمع المشترك في إسرائيل".

وبحث المؤتمر تطوير رؤية مشتركة للمجتمع المشترك في إسرائيل، حيث جمع المؤتمر بين قيادات وممثلين بارزين عن الحكومة والسلطات المحليّة، المجتمع المدنيّ، القطاع الخاص، الأكاديمية، الممولين، الإعلام، ومندوبين عن الجمهورين العربي واليهودي.

قفزة نوعية من التعايش إلى التعاون

محمد دراوشة، مدير مجال المساواة والمجتمع المشترك في جفعات حبيبة، قال معقبًا عن مداخلات المؤتمر: المداخلات كانت أكثر من رائعة، وضعنا أمام أعينا رؤية مشتركة، وليس فقط العمل المشترك والمشاريع العينية التي تدعم العمل المشترك. بودي التوضيح على أن العمل اليهودي العربي سابقًا كان يصف "بالتعايش" مما يعني لقاءات عربية يهودية لبحث مسألة العيش المشترك وتجاوز العقبات لكننا تخطينا تلك المرحلة واليوم نتحدث عن التعاون المشترك، سواءً الإقتصادي، التربوي أو على مستوى التشبيك بين السلطات المحلية العربية.

وقال: هذا يعّد برأيي قفزة نوعية يهدف إلى ايصال إسرائيل إلى مرحلة النضوج السياسي بنظامها، دستورها وبتعاملها مع المواطنين العرب.

تجسير الهوة ..والمدة الزمنية لتحقيق ذلك

وعن الخلافات التي طرحت في المؤتمر قال دراوشة: المؤتمر أظهر نوعًا من الخلاف يتعلق بحالة تشخيص الوضع الآني ومن المسؤول عن هذا الوضع، نحن بدورنا سنطرح خطة عمل طويلة الأمد تعتمد بالأساس على أن الحساسيات التي طرحت اليوم قد لا تكون موجودة، ناهيك على أن طرح مثل تلك الخطة لمدة 10 سنوات أو 15 سنة، يفرض مقدمًا، وهو لا خلاف عليه، أن وضع العرب الحالي الآن بحاجة إلى تحسين، وهو ليس مسؤولية الـ 8 جمعيات منظمة المؤتمر أو الـ 60 جمعية المشاركة فيه، إنما هي مسؤولية كافة الهيئات المؤسساتية الإسرائيلية، بدءً من التشريعية وحتى الخدماتيّة.

وعن مشاركة رئيس الدولة رؤوفين رفلين قال دراوشة: انا التقيت برئيس الدولة 3 مرات تحضيرًا للمؤتمر، أتفقنا على ضرورة خلق تصور ورؤية مشتركة لليهود والعرب لكن اختلفنا على المدة الزمنية لتطبيقها، أنا ادعيت على أن 3 سنوات كافية لتطبيقها فيما هو أدعى أنها بحاجة إلى 30 سنة.

وأكمل: وبدون أي علاقة، لمشاركة رئيس الدولة مقولة سياسية مهمة، ننجح عبرها في استقطاب فئات أخرى، ليست يسارية، لدعم مطالبا على مبدأ المساواة الاجتماعية والاقتصادية، مثلا الإسرائيلي في المركز.

غملئيل ليست داعمة للرؤية، لكن شريكة للحوار

وعن مشاركة النائبة غيلا غملئيل، ممثلة الحزب الحاكم الليكود، نفى دراوشة أن تكون المشاركة لتصحيح الغبن الذي ألحق به رئيس الحكومة عبر نزع الشرعية عن 20 من مواطنيه في الإنتخابات، مضيفًا: على أن المشاركة تأكيد على أهمية الموضوع خاصةً وأنه لا يضر المواطنين العرب فقط، إنما يضر اليهودي، فإنزلاق تلك العلاقة بين المجتمعين هو سيء للطرفين. غملئيل لم تطرح موافقتها على تبني رؤية مستقبلية لكن أكدت على أنها وفي الوقت الحالي شريكة للحوار.

الفرق بين الرؤى السابقة والمبادرة الحالية

وعن التقاطع بين الرؤية التي ستطرح اليوم والرؤية التي قامت لجنة المتابعة، بمشاركة عدد من الأكاديميين بإعدادها، قال دراوشة على أنه كان أيضًا عدد من المباردات اليهودية، مثال مبادرة "كنيرت" وأضاف: الفرق بين كل المبادرات هو الأخذ بعين الاعتبار الطرف الآخر، فمبادرة لجنة المتابعة لم تأخذ بعين الاعتبار الطرف الآخر في عدد من البنود، ناهيك على أن الحديث يدور هنا عن مبادرة مشتركة يقاس مدى نجاحها بمدى قدرة الطرفين تقديم تنازلات. وعن السؤال، هل هنالك قدرة للطرفين لتقديم التنازلات، الجواب لا، فقط 10% من الطرفين قادرين على ذلك وسنعمل على رفع تلك النسبة ومواجهة التحديات والمعيقات والتي منها وعلى سبيل المثال، جعل الخدمة العسكرية إختيارية وليست إجبارية، ففي مجتمع حر ومشترك الخدمة العسكرية هي قرار شخصيّ.

وأختتم دراوشة قائلا: إلى ذلك، هنالك ايضًا عدد من المواضيع التي ذهبنا فيها إلى أبعد من مكانها في الحيز العام الإسرائيلي، وبرأيي هذا نوع من التمرين العقلاني، وللمشاركين حق النقاش فيها والحسم لاحقًا، ربما بعد 3 سنوات كما اعتقدت أو بعد 30 عامًا كما أعتقد رفلين. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]