تعقد الجامعة العبرية اليوم الثلاثاء (19.5) المؤتمر الدولي، تحت عنوان "الجندرية والتدخل الدولي في الصراعات العنيفة"، وهو مؤتمر أكاديمي يرصد الصراعات والنزاعات بين الشعوب المختلفة، وتأثيرها على المجتمع وعلى المرأة وحقوقها بشكل خاص، لليوم الثاني على التوالي، حيث افتتح أعماله يوم أمس الاثنين.
ومن ضمن المشاركين في اليوم الثاني من المؤتمر، د. منار محمود - حاصلة على لقب دكتوراه في العلوم السياسية ومختصة في دراسة المجتمعات المتنازعة بشكل خاص والنظرية السياسية والسياسة المقارنة بشكل عام ، التي ستلقي محاضرة تحت عنوان " الحقيقة، المصالحة والعدل: نظر نسوية حول عملية السلام بجنوب أفريقيا".
وتعتبر حالة جنوب أفريقيا أحد الحالات التي تناولتها د. محمود في بحث الدكتوراة والذي كان حول "سياسة عمليات بناء الدستور والمصالحة في المجتمعات المتنازعة". إذ ستطرق خلال محاضرتها غدًا لوجهة النظر النسوية في الأحداث التي رافقت عملية السلام في جنوب أفريقيا.
النساء ترفض لجنة "الحقيقة والمصالحة"
وأشارت د. محمود خلال حديثنا معها، أنه تم إقامة لجنة " الحقيقة والمصالحة" من أجل إنشاء نظام ديمقراطي في جنوب أفريقيا، والتي تعتبر من أهم لجان المصالحة التي أقيمت في العالم، وتنبع هذه الأهمية -حسب قولها- لكونها ساهمت في التحول إلى نظام حُكم ديمقراطي، يحتكم بموجب القانون والدستور، ومبني على قيم وأُسس المساواة بين الأفراد ومن جهة أخرى ساهمت في كشف الحقائق المتعلقة بانتهاك حقوق الإنسان، وخاصة تجاه الأغلبية " السوداء" ، من قبل الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا، من أجل الوصول إلى المصالحة بين جهتي النزاع.
وتابعت: " بالرغم من أن أهمية هذه اللجنة، إلا أنها قوبلت بالانتقاد من قبل الجهات المهمشة داخل الأغلبية السوداء، وخاصة من قبل النساء، اللواتي اعتبرن أنها لم تأخذ بعين الاعتبار وجهة نظرهن حول الانتهاكات التي تمت بحقهن، في ظل حُكم الابارتهايد، وهذا الأمر يعود إلى عدة أسباب حسب ما أشارت، وأهمها:
- اعتماد اللجنة على توجه جندري محايد في الكشف عن الحقيقة، دون الاهتمام في خاصية النساء بالتعامل مع الانتهاكات التي تمت بحقهن، حيث كانت اللجنة تلخص الانتهاكات بحق النساء في إطار " القتل والتعذيب"، ولم تأخذ بعين الاعتبار أنواع أخرى من العنف الذي كانت تعاني منه النساء، مثل الاغتصاب، بالإضافة لكونها رهينة للنظام الأبوي المقيّد لحريتها، في المجال الاقتصادي، الاجتماعي والسياسي.
- صعوبة النساء في الكشف والحديث عن الانتهاكات الجسدية التي تعرضت لها، وهذا الأمر كان ينبع من الخجل بالحديث عن هذا الأمر.
توسيع مفهوم العدل
وقالت: " بعد مراقبة مجموعات النساء عمل هذه اللجنة، تبيّن لها أنها لم تنجح بشكل كافي في التعبير عن الصوت النسائي، وعن فكرتهن حول العدل والمصالحة، معتبرات مفهوم العدل الذي اعتمدتْ عليه لجنة المصالحة وهو العدل المصحح، رغم أهميته، غير كافي لأحقاق العدل بما يخص النساء وحقوقهن. اذ كان هناك حاجة الى توسيع مفهوم العدل ليشمل العدل التوزيعي، الذي يرتبط عادة بالحقوق الاجتماعية، والاقتصادية. ذلك، بسبب المنظومة الأبوية التي تميز المجتمعات في فترات ما بعد النزاع وحالة جنوب أفريقيا بشكل خاص"..
ومن الجدير ذكره، أن المؤتمر بدعوة من وذلك بمبادرة من "
The Sophie Davis Forum on Gender, Conflict Resolution and peace international "Workshop".
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
את גדולה