نظّم التجمّع الطلابي في جامعة تلّ أبيب- الشيخ مونّس والكلّيات المجاورة، يوم السبت، جولة تثقيفيّة إلى مدينة اللد الفلسطينيّة وقرية دهمش مسلوبة الاعتراف.

بدأت الجولة من البلدة القديمة، مرورا بمسجد دهمش وذلك بمرافقة الناشطة فداء شحادة التي عرضت على الطلاب قصة احتلال مدينة اللد الفلسطينيّة بعد مرور أشهر على محاولات الصهاينة ومُقاومة أبناء اللد لهم. وذكرت شحادة أنه في حينه، دخلت إحدى دبابات الصهاينة إلى البلدة، وكان الصهاينة متنكرين بزيّ الجيش الأردني حتى لا يُشتبه بهم ولا يتعرضوا لهجوم من أبناء البلدة. وتابعت شحادة "وعند دخول الصهاينة بزيّ الجيش الأردني إلى مسجد دهمش، قتلوا كلّ من اختبأ به".

واتجه المشاركون بعد ذلك إلى كنيسة مار جريس، مرورا بالسوق الكبير في مدينة اللد قبل الاحتلال. بالإضافة إلى ذلك، زار المشاركون أماكن ومعالم أخرى في المدينة مثل خان الحلو وهو فندق كان مشهوراً قبل الاحتلال، وحيّ المحطّة وشنير. وأشارت شحادة أثناء زيارتهم لحيّ المحطّة وشنير في اللد إلى النكبة المستمرّة حتى هذا اليوم في المدينة عامًة وهذا الحيّ خاصّة، حيث تمارس بلديّة اللد اليوم سياسات عنصريّة ومُجحفة تجاه سكانها العرب وتحديدًا في هذه الأحياء التي تعاني من انعدام الخدمات الحياتيّة الأساسيّة.

وروى غسّان مُنير، سكرتير فرع التجمّع الوطني الديمقراطي في مدينة الرملة، قصّة جدّه الذي اضطر إلى تهجير أولاده عام 1948 إلى مدينة رام الله ليحميهم من إرهاب العصابات الصهيونيّة، وتطّرق منير إلى قصّة تهجير أهالي اللد الذيا قاوموا طويلاً حتى سقطت وكانت آخر مدينة فلسطينيّة تسقط بيد الاحتلال.

وانضمّت مهى النقيب ، عضو في مجلس بلديّة اللد سابقًا وسكرتيرة القائمة المشتركة في اللد اليوم، إلى الطلاب المشاركين في الجولة وتطرّقت في حديثها عن السياسات العنصريّة التي تمارسها البلدية تجاه المواطنين العرب، وما تتعرض له هي بشكل شخصي من ملاحقات وتحريض بسبب عملها لصالح السكان العرب وانتقادها لعمل المجلس.

واختتمت الجولة التثقيفيّة في قرية دهمش مسلوبة الاعتراف، والتي ما زالت تعيش النكبة هي الأخرى حتى يومنا هذا. واستقبل أهالي دهمش الطلاب، وحدّثوهم عن قضيّة القرية التي ترفض مؤسسة الاحتلال الاعتراف بها على الرغم من أنها مُقامة منذ عام 1951، ويعيشون تحت خوف هدم منازلهم في كلّ لحظة. يُذكر أن منازل عديدة هُدمت في السابق.

وشارك الطلاب أطفال دهمش بفعاليات مختلفة، منها رسم عريضة تحمل اسم "دهمش أقوى من الهدم" واستمعوا للأطفال وعن عدم الاستقرار الذين يعيشونه بسبب عدم الاعتراف بقريتهم وبطش الاحتلال بهم.

"هُنا الشيخ مونّس"

ويختتم التجمّع الطلابي أسبوع الذكرى الــ 67 للنكبة الفلسطينيّة بتوزيع منشور على طلاب جامعة تلّ أبيب- الشيخ مونّس حول تاريخ قرية الشيخ مونّس التي أقيمت على أنقاضها جامعة تلّ أبيب اليوم، وتحديدًا كليّة العلوم الاجتماعيّة. ويحمل هذا المنشور اسم "هُنا الشيخ مونّس".

وقال الطالب بدر طه، عضو في كادر جفرا التجمّع الطلابي، إن "أهميّة هذه المنشور تكمن بأهميّة معرفة تاريخ المكان، فكم بالحري إذا تحدّثنا عن قرية فلسطينيّة منكوبة وأهلها هُجّروا قصرًا وأصبحوا لاجئين وعلى أنقاضها أقيمت جامعة تلّ أبيب التي لا تعترف بمسؤوليتها تجاه ما حلّ بأبناء شعبنا؟". وتابع طه أن "دورنا كحركة طلابيّة أن نحافظ على تاريخنا ونسرده لكل طالب جديد في هذه الجامعة التي تحمل كلّ زاوية فيها قصّة من الماضي، وشخصيّات عاشوا بها حياة كريمة حتى جاء العصابات الصهيونيّة ودمّرت ما دمّرت.".

وجاء في ختام المنشور رسالة مُباشرة إلى الطلاب العرب مفادها " عزاؤنا الوحيد هو ذاكرتنا الصلبة العنيدة الرافضة لكلّ محاولات التشويه والتزوير والنسيان. عزاءنا بكم\ن أنتم\ن شبابنا وشاباتنا أن تحملوا حقائق التاريخ بأسمائه وعناوينه الكاملة لتنقلوها كما هيَ جيلاً إثرَ جيل ، لا تشوبها أيّة أوهام . فامشوا على هذه الأرض، أرض الشيخ مونّس، بخطًى واثقة متيقّنين\ات تمام اليقين أن لنا على هذه الأرض ما لا ولن يملُك أي محتلّ مغتصب".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]