ماذا تلبس أبنتي التي توشك أن تصبح امرأة؟ ولماذا يتدخل أبي بملابسي بشكل سافر؟ ولا يبدو مستقبل ابني باهرا! لماذا يريد أبي أن يخرّب مستقبلي؟ الأب والأم تشغلهما سلامة وسمعة ومستقبل بنيهما، والبنون يدورون في فلك آخر.

حين تصل البنت أو الولد إلى سن المراهقة، يتغير حال الأسرة، وتضطرب الموازين، وقد ترتبك ميزانية الأسرة ، فقائمة الهاتف ترتفع باضطراد رغم أن ليلى لا تفعل سوى الثرثرة مع صديقاتها حول المدرسة ساعات طويلة وقائمة وصلة الانترنيت ترتفع شهريا لأن قيس ينزّل باستمرار العاب كومبيوتر مكلفة على الكومبيوتر اللوحي الخاص به. والقصة تستمر أبعد من ذلك.

موقع عيادة "مايو كلنك" الأمريكية وهي أشهر عيادة في العالم نشر جملة نصائح تُعين الأهل في التعامل مع المراهقين في بيوتهم. فكيف ينبغي على الأهل التعامل أبنائهم المراهقين:

- أظهر للمراهقة أو المراهق الحب. ويسمى عمليا الانتباه الإيجابي، فالمراهق بحاجة إلى من يصغي إليه ويأخذ كل أفعاله على محمل الجد.( ولا تنس أن تُثني عليه باستمرار).

- خفف من وطأة الضغط عليهما. لا تضغط على ابنك أو ابنتك ليكونا مثلك، وأفسح لهما أن يفعلا بشعرهما ما يشاءان وأن يختارا ملابسهما كما يحبان. ولا تغضب لثوراتهما، فهذا طبيعي في مثل سنهما.

- تعرّف إلى فضائهما الإلكتروني والمواقع التي يزورانها. والأفضل أن تضع كومبيوترهما في منطقة يسهل على الجميع رؤيتها دون اختراق خصوصيتهما الأثيرة لنفسيهما. ونبههما إلى ضرورة عدم وضع معلوماتهما الخاصة على النت، وعدم إرسال كلمة المرور إلى أحد.

- ارسم لهما حدودا. لتشجيعهما على حسن التصرف، ابذل وقتا لكي تعرّفهما بأصول السلوك الحسن والسلوك الرديء، وتجنب التعميم معهما، وكن واضحا ودقيقا في رسم الحدود، والأفضل أن تكتب القواعد المطلوب العمل بها وتعلقها في مكان ظاهر لكي تقطع سبيل سوء الفهم والنسيان.

- المرونة في تطبيق القواعد. هي ليست قواعد مقدسة بالطبع، ولكن الالتزام بها يُعلّم المراهقين أسلوب الحياة الأصح، ولكن الاستثناءات تبقى مقبولة وخاصة في مجال انجاز الواجبات المدرسية المنزلية، ومشاهدة التلفاز، ووقت النوم.

- ضع حدودا واضحة في علاقتك بهم. قد يكون هذا فيه قوة، ولكن يجب أن يُدرك المراهق أو المراهقة أنه إزاء أبيه أو أمه وليس إزاء زميله في المدرسة.

وأهم جانب في هذا التحدي هو تجنب الغضب والمشاهد الدرامية العنيفة التي قد تؤذي روحيتهما، وتصحيح سلوكهما دون تعنيف ( تأنيب).

- كن قدوة حسنة لهما.وهذا يعني أن تكون أفعالك مطابقة لأقوالك، فهما ينظران إلى ما تفعل ويقلدانه، فاحرص على أن يكون سلوكك مثاليا، وهكذا سيفعلان.

ولكن ما لم يقله مقال موقع" مايو كلينك" هو كيف ينظر المراهقون إلى أنفسهم و ما هي الأسئلة التي تؤرقهم؟

وقد شرح هذا الجانب مقال نشر على موقع "ايفاس اكستنشن" الملحق بصفحة جامعة فلوريدا مؤكدا أن الأسئلة التي تقلقك كمراهق تنحصر في التالي:

- في أي جانب أنا متفوّق؟

- كيف يراني الآخرون؟

- ماذا سأكون في المستقبل؟

- ما هي ميزاتي الشخصية؟

- أيّ نوع من الناس أنا؟

إجابات هذه الأسئلة سوف توجز مسار حياتك وتحل مشكلاتك في السنوات المقبلة. وهكذا سيكون بوسعك أن تتخذ قرارات صحيحة بشأن هويتك ومستقبلك.

صحيح أن المسألة تبدو صعبة لك، لكن التغيير سيجري في مراحل خصوصا في جانب تكوين شخصيتك ورسم ملامحها.

يريد الوالدان والأشقاء والشقيقات الأكبر أن يحفظوك من خطر الانحراف، لاسيما وان أغلب حالات الانحراف تبدأ من مرحلة المراهقة.

فيما تحاول -وأنت محق- أن تثبت للجميع أنك رجل وبوسعك أن تتخذ قراراتك، و تحاولين – وأنت محقة- أن تبرهني للجميع أنكِ امرأة كاملة تستطيع أن تحفظ نفسها وترعى مصالحها. 

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك 
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]