شهد مسجد "آيا صوفيا" الشهير في إسطنبول تلاوة آيات من القرآن الكريم للمرة الأولى منذ 85 عامًا داخل حرم هذا الجامع، الذي أنشئ ككاتدرائية، قبل أن يتم تحويله إلى مسجد، ومن ثم اصبح متحفًا، على ما أفادت بعض وسائل الإعلام التركية.
وظل "آيا صوفيا"، ذلك البناء المعماري الضخم المشيّد في القرن السادس، موقعًا مهجورًا لفترة قبل أن يصبح متحفًا في عشرينيات القرن الماضي إبان حكم مصطفى كمال أتاتورك العلماني؛ مما أثار الجدل المستمر بين مسلمين ومسيحيين يتنازعون عليه.
وشهد "آيا صوفيا" تلاوة آيات من القرآن الكريم، مساء يوم الجمعة الماضي، خلال افتتاح معرض يحمل عنوان "العشق النبوي"، لسيدنا محمد "صلى الله عليه وأله وسلم"، وشارك فيه مسؤولون أتراك، بينهم رئيس هيئة الشئون الدينية في تركيا محمد جورمز.
وتولى "علي تل" إمام مسجد "أحمد حمدي اكسكي" في أنقرة تلاوة آيات من القرآن الكريم للمرة الأولى داخل حرم "آيا صوفيا" منذ 85 عامًا، على ما ذكرت وكالة أنباء الأناضول.
ويستمر المعرض حتى الثامن من ايار المقبل، ويضم مجموعة من المخطوطات والأعمال الثقافية عن سيرة سيدنا محمد "صلى الله عليه وآله وسلم".
ومن المعروف أن "آيا صوفيا" الذى بني في القرن السادس، عند مدخل مضيق البوسفور، والقرن الذهبي، كان كنيسة يتم فيها تتويج الأباطرة البيزنطيين، ثم أصبحت مسجدًا جامعًا يرفع فيه الأذان خمس مرات يوميًا، في القرن الخامس عشر، عقب فتح القسطنطينية على أيدي العثمانيين سنة 1453، وجرى حينها تشييد مآذن في محيط القبة البيزنطية.
وظل "آيا صوفيا" مسجدًا حتى إلغاء الخلافة الإسلامية في منتصف عشرينيات القرن الماضي، حيث حوله مؤسسو تركيا العلمانية إلى متحف.
لكن منذ وصول حزب التنمية والعدالة الإسلامي بزعامة الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان إلى الحكم سنة 2002، وهناك سعي دائم لعودة "آيا صوفيا" لأداء دوره السابق كمسجد.
وألمح نائب رئيس الوزراء التركي بولنت أرينج في نوفمبر 2013 إلى ذلك قائلًا: "إن هذا الصرح حزين، لكنني آمل في أن يستعيد ابتسامته قريبا".
وفي المقابل ردت اليونان -التي يصل عدد المسيحيين بها إلى نحو (98%) من السكان- بعنف على هذه التصريحات معتبرة أنها "مهينة للمسيحيين".
[email protected]
أضف تعليق