يشير بحث أجرته مؤخراً جمعية "كاف مشفيه" (التي تعنى بالمساواة وتكافؤ فرص العمل بين العرب واليهود) – إلى انه منذ العدوان الأخير على غزة (حملة "الجرف الصامد")،سجل ارتفاع ملحوظ في عدد المشغلين اليهود الذين "يتخوفون" من تشغيل أكاديميين عرب.
فقد صرح 52% من المشغلين الذين أستطلع معدو البحث آرائهم في هذا الإطار،بأن الأوضاع الأمنية والسياسة الناجمة عن الحزب،تجعلهم "يتهيبون ويترددون" في تشغيل العرب-بينما بلغت هذه النسبة عام 2013 أقل من ذلك بكثير،بواقع 20%.
العمل المشترك يؤدي لانفراج التوترات
وشمل البحث مئة مشغل،بالإضافة إلى عشرين مقابلة مسهبة ومعمقة مع مديري أماكن عمل يشتغل فيها عرب ويهود،وجاء هذا البحث استمراراً لأربعة أبحاث سابقة حول هذا الموضوع،منذ العام 2008.
وتحليلاً لمعطيات البحث،تبين أن 25% من مجمل أصحاب العمل يعتقدون أن موظفيهم (اليهود) يتخوفون من العمل سوية مع العرب،ويعلن هؤلاء المشغلون صراحة أن التوتر الأمني يؤثر عليهم سلباً،ويؤجج المخاوف من تشغيل الأكاديميين العرب..
وكتبت المحللة الاقتصادية طالي حروتي سوفر (صحيفة "ذا ماركر") أن توقيت إجراء البحث،بين يناير كانون الثاني ومارس آذار من هذا العام (2015) يتيح التشخيص الواضح لتأثيرات التوتر الأمني على علاقات العمل.
وفي هذا السياق صرح 85% من المشغلين بأنه في الأوقات العاديةلا تنشأ توترات سياسية بين العرب واليهود،لكن 70% من المشغلين صرحوا بحدوث توترات خلال الحملة الأخيرة على غزة.
وأظهر البحث أن تجارب ومعايشات العمل المشترك للموظفين العرب واليهود – لها تأثيرات وانعكاسات ايجابية .وأشار عدد كبير من أصحاب العمل الذين يشغلون أكاديميين عرباً أن وجود هؤلاء الموظفين يفرج ويبدد المخاوف المتبادلة،ويخفف من وطأة الأفكار المسبقة،ويعزز التقارب – ما يشجع على تشغيل العرب مستقبلاً.
بعد النشر في "ذا ماركر"
وتبين من البحث أيضاً أن طواقم العمل المشتركة (للعرب واليهود) تتميز على الغالب بعلاقات عمل جيدة جداً،وأجواء طيبة ومنفرجة،تسودها المودة والصداقة والتفاهم.وفي هذا الإطار صرح 80% من مجمل المشغلين،بأنهم لا يرون أية صعوبة في المسؤولية عن إدارة طواقم عمل مشتركة "كتفاً إلى كتف" – كما ورد في البحث.
واستناداً إلى البحث،ارتفع منسوب الوعي والإدراك لأهمية تشغيل أكاديميين العرب،من 51% عام 2011،إلى 86% طبقاً للبحث الأخير.وفي هذا السياق يشير المسؤولون في "كاف مشفيه" إلى تحسين كبير في ملاءمة إجراءات ومسارات التشغيل والاستيعاب مع التعددية والاختلافات في شرائح المجتمع الإسرائيلي،حيث ارتفعت نسبة المؤسسات التي تلتزم بهذا المبدأ من 22% عام 2011،إلى 80% حالياً.
وكتبت المحللة طالي حروتي،أنه في أعقاب النشر في صحيفتها ("ذا ماركر") حول هذا الموضوع،توجهت عضو الكنيست ايليت نجمياس فيربن(من حزب العمل) إلى مفوضة المساواة في فرص العمل،تسيونا كينيغ يئير،معربة عن "ذهولها" من نتائج البحث،وربطت بين هذه النتائج والحملة التحريضية التي تعرض لها المواطنون العرب خلال انتخابات الأخيرة،وكأنهم "مصدر تهيد" في نظر قيادات متنفذة في الدولة والحكومة !
وأضافت النائبة "فيربن" أن عدم مشاركة قطاعات وشرائح معينة في سوق العمل يشكل أضراراً وخسارة اقتصادية هائلة،بالإضافة إلى ما ينطوي عليه من خطر اجتماعي ومجتمعي على المدى البعيد.واستهجنت استمرار الخوف من تشغيل العرب "في دولة إسرائيل 2015" وشددت على أهمية حملات تشجيع العرب،على كافة المستويات.
[email protected]
أضف تعليق