كانت قد أصدرت القائمة المشتركة عدّة بيانات في شؤون دولية كبيرة، منها مثلا حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة على يد قوات الإجرام المدعوّة "داعِش" وحول ذبح الأقباط على يد القوات نفسها، كما جاء في برنامجها الانتخابي أن احدى أهدافها هو منه سلاح الدمار الشامل النووي في الشرق الأوسط !

لقد كان ذلك في فترة الانتخابات الجميلة، ولقد انتظر الجميع من القائمة المشتركة المكونة من الجبهة والتجمُع والحركة الإٍسلامية والعربية للتغيير موقفًا بالنسبة لما يحدث في مخيّم اليرموك، الذي ينتظر فيه منذ 64 عامًا مُهجرين فلسطينيين من هذه الأرض، أقاربهُم هُم من صوتوا للمنتخبين المندوبين الـ 13، ينتظرون فيه حتى تحقيق العودة المنشودة للفلسطينيين إلى أراضهم.

ولمن لا يعلم، فمُخيّم اليرموك يُعاني من الحصار، والوضع فيه مخنوق وتقع فيه كوارث انسانية بين الدقيقة والأخرى، ولا أحد يعرف تحديدًا ما يجري على أرض الواقع لضبابية الوضع هناك، ولكن ما هُو معروف أن جبهة الناصرة و"داعش" وعدة قوى أخرى تعبث في المخيم، ويُعاني المخيّم أيضًا من قصف النظام السوري تحت ادعاء أن هذا القصف هُو للميليشيات الارهابية المسلحة التي تحاول اقتحام المُخيّم، علمًا أنهُ من المُخيّم تنبعث رسائل الصمود والاستبسال من الفلسطينيين هناك، وليس رسائل الاستغاثة والاستجداء.

موقف الرئاسة الفلسطينية كان بسيطًا وواضحًا منذ اندلاع الأزمة السورية، ولم يتغيّر حتى الآن، وهُو تحييد المخيمات الفلسطينية من دوائر النزاع في سوريا، أمرٌ يبقى موقفًا شفويًا حتى الآن.

لقد غاب موقف القائمة المشتركة عن ما يحدث في مخيّم اليرموك، القائمة التي أصدرت بيانات في قضايا إقليمية لا تتصل بنا بشكل مباشر جدًا، لم يصدر منها موقف موحّد، في حين صدرت مواقف فردية من أعضاء كنيست مرشحين في هذه القائمة.

هذا وحاولنا الاتصال بعدد من المرشحين في القائمة المشتركة، لا أننا لم نجد عنوانًا نفهم منه سبب هذا الفتور في هذه القضية، لأننا علمنا أن غالبيتهم في فترة نقاهة خارج البلاد بعد الانتخابات العصيبة التي مرّت عليهم، في حين يؤكد مراقبون أن السبب يعود أن القائمة المشتركة ما زالت تتهرّب من النقاشات في داخلها، كون عناصر القائمة المشتركة موزعين، فمنهُم من يعتبر صديقًا للقطريين ويرى بالنظام السورية أصل كل جريمة، ومنهم من يرى النظام السوري نظامًا مُقاومًا شُجاعًا حامي حما العروبة.

للمعلومات فقط، إن مخيم اليرموك يُعاني ويُحاضر منذ مدة طويلة، ولكن الأسبوع الأخير الذي يمر عليه هُو من أحلّك أيام الأزمة السورية بالنسبة لأهالي المُخيّم.

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]