تنتظر الجماهير العربية بشوق قرار القائمة المشتركة بما يتعلق باللجان التي ستكون لها عضوية بها، في الكنيست الاسرائيلي، حيث يتم الان التفاوض حول موضوع عضوية المشتركة مع لجان اخرى. وقد ذُكرت على الساحة اسماء للجان مختلفة؛ منها لجنة المالية ولجنة الداخلية ولجنة العمل ولجنة الخارجية والامن وغيرها من لجان تم اقتراحها كملجأ وسبيل للقائمة المشتركة تعمل من خلالها على تحقيق اهدافها التي تنادي بها لتحصيل الحقوق المدنيّة الجماعيّة للعرب منها؛ إحقاق اللمساواة والعدل والعيش الكريم، وايضًا محاربة العنصرية المًتفشية في المجتمع الإسرائيلي بكافة مستوياته، المؤسساتية والشعبوية.

بند 102 (أ) لأنظمة الكنيست ..والمشاركة في اللجان 

هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى، على الرغم من الطروحات التي طرحها البعض من اسماء للجان الكنيست المختلفة الا انه بات من الواضح ان اعضاء المشتركة يرفضون رفضا تامًا الانضمام والمشاركة في بعض اللجان مما ذكرناه سابقا، منها لجنة الامن ولجنة الخارجية ولجنة استيعاب الهجرة كما اكد عضو الكنيست ورئيس القائمة المشتركة المحامي ايمن عودة لـ"بكرا"، علما أن هنالك مجال للمشتركة المشاركة في تلك الللجان وفق أنظمة الكنيست وخاصة بند 102 (أ) والذي يربط بين "كبر الكتلة من حيث عدد الأعضاء وعدد ممثليها في اللجان المختلفة"، حيث تعبر النسبة طردية، مما يعني أنه كلما كبرت الكتلة كبر عدد أعضائها في اللجان، ومن نافل القول على أن القائمة المشتركة هي القائمة الـ 3 من حيث الكبر في الكنيست. 

عودة: إمكانية التأثير أمنيًا مستحيلة ونطالب بالمالية، العمل والداخلية 

عودة أوضح لـ "بكرا" في هذا السياق: لا نريد اي علاقة مع ثلاثة لجان، الخارجية، الامن، ولجنة استيعاب الهجرة.

وأضاف: السبب ان هذه اللجان تُشكل نقيضًا للانتماء الوطني والاخلاقي، علما انه وفق المعايير البرلمانية يحق لنا ان نتواجد في هذه اللجان، ونحن الان نقوم بمفاوضتهم ان يبدلوا عضويتنا بعضوية اضافية في لجان المالية، العمل والداخلية كي نعمل على افادة جماهيرنا في الداخل، واعتقد اننا سننجح في ذلك وسنزيد تمثيلنا في هذه اللجان.

وعن الاسباب التي دفعت القائمة المشتركة للتفاوض على هذه اللجان بشكل خاص اوضح عودة لـ"بكرا": عن طريق وجودنا ككتلة كبيرة في لجنة المالية نستطيع تجنيد الأموال واستغلالها في الاماكن المناسبة لما فيه من مصلحة لجماهيرنا العربية، اما لجنة الداخلية فتعنى بالسلطات المحلية العربية وهي ناحية مهمة ايضا، حيث يجب الاهتمام بها والعمل على تحسينها بهدف خدمة المجتمع العربي. وفيما يتعلق بلجنة العمل فانها تهم العمال اولا واخيرا وتختص بشؤونهم ونحن في النهاية نبحث عن لجان نستطيع ان نفيد جمهورنا من خلالها.

كما افاد عودة لـ"بكرا" ان السبب في رفض القائمة المشتركة، القوة الثالثة في الكنيست الاسرائيلي، ان يكون لها تمثيلا او وجودا في لجنة الامن هو انه في هذه اللجنة سيتم اتخاذ قرارات ضد الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، و- "المشتركة" غير مستعدة لتحمل المسؤولية.

وعن احتمالية منع هذه القرارات من خلال وجود اعضاء المشتركة في الامن عقب قائلا: لا يمكن ومن المستحيل ان نمنع قرارات مماثلة، سنكون نسبة 1 من 20، لان معظم لجنة الامن هم ائتلاف حكومي، كما اننا لا نستطيع ان نخدم جماهيرنا العربية من خلال عضويتنا في لجنة الامن.

محاميد: المواضيع المهمة حولوها للجان فرعية أمنية لمنعي من الإطلاع عليها

تصريحات عضو الكنيست ورئيس القائمة المشتركة المحامي ايمن عودة لـ"بكرا" عن صعوبة التغيير في لجان تختص بـ الأمن القومي الإسرائيلي" وايضًا عن صعوبة تقبل النواب العرب العمل من خلالها لما تتضمنة من قرارات عسكرية وحربية تمس بأمن الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة العربية أكدها وبشدة عضو الكنيست السابق عن ثلاثة دورات والرئيس الاول لبلدية ام الفحم هاشم محاميد، والذي كانت له عضوية في عدة لجان في الكنيست منها لجنة الامن، ولجنة مراقبة الدولة.

وفي هذا السياق هاجم محاميد لجنة الامن بقوة مؤكدًا على انه كان هنالك محاولات جدية وحثيثة لمنعه من التواجد في اللجنة حيث قال لـ"بكرا": لجنة الامن هي لجنة فارغة، عندما كنت عضوًا بها قاموا بانشاء "لجان أمنية فرعيّة" ومنعوني من التواجد في هذه الفرعية وبقيت اللجنة الأم صورية وشكلية، علما انني اتخذت على عاتقي مسؤولية الاستمرار في لجنة الامن الأم وعدم الهروب، مع معرفتي التامة على أن القرارات التي تتخذ والأمور التي يتم مناقشتها ليس بمصيرية أو مهمة أمنية، وواضح أن هذا التعامل لأني عضو عربي. 

وتابع محاميد بالشرح لـ"بكرا" مفصلا: لجنة الامن لم تكن اللجنة الاولى المتعلقة بامور الدولة الداخلية التي كان لي عضوية بها، بل كنت قبل ذلك اول عضو كنيست عربي في لجنة مراقبة الدولة، وايضًا حاولوا اخراجي من اللجنة علما ان هذه الاساليب لم تخرجني، كان شعاري، بشكل دائم، اريد وأرغب التواجد بتلك اللجان، لأبقى قريبًا قدر اإمكان من القرارات الأمنية الإسرائيلية. 

محاميد يقدم مثال عن التضليل ويقترح على المشتركة: شاركوا من أجل الترهيب فقط 

واضاف محاميد لـ"بكرا" مستشهدًا بحادثة تؤكد كلامه: انا على قناعة بعدم قدرتي على التأثير في لجنة الأمن، لكن من ناحية أخرى هنالك "تلاعبات" من المهم كشفها، فعلى سبيل المثال في إحدى المرات تمت عدد من الإغتيالات في غزة، وتم إستعمال أنواع سلاح معينة أنكرتها إسرائيل والجيش، في اللجنة قمنا بإستدعاء خبير تشريح الذي أكد أكاذيب إسرائيل ومحاولتها تضليل الرأي العام العالمي، لكن بعد تلك الجلسة تم نقل كل النقاشات إلى لجنة فرعية أخرى!.

ورغم ما ذكره، ابدى محاميد تحفظه من قرار القائمة المشتركة بعدم التواجد في لجنة الامن موضحًا أن التواجد مهم لمجرد "التخويف والترهيب" وكشف "التلاعبات" الأمنية ليس اكثر، مشيرًا لـ"بكرا" بانهم "لن يعملوا على تحرير فلسطين، فحتى ابو مازن لا يريد تحريرها"- على حد تعبيره.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]