ذكر المركز الإعلامي "كيوبرس" في بيان له الاثنين 30/3/2015 إن عددا من الخبراء الإسرائيليين قدموا أفكاراً وطروحات تتضمن سيناريو تقسيم المسجد الأقصى ما بين المسلمين واليهود زمانياً أو مكانياً، فيما أعرب أكثر من خبير تخوّفه من المستقبل في حال أجريت أي تغييرات في الأقصى.

وجاء ذلك في أمسية دراسية عقدها " معهد القدس للدراسات الإسرائيلية" - مركز دراسات إسرائيلي يقع في غربي القدس، - تحت عنوان " الصراع على "جبل الهيكل" - المسمى الاحتلالي الباطل للمسجد الأقصى. وذلك يوم الخميس الماضي تحدث فيه عدد من الباحثين والمهتمين الإسرائيليين في الشأن المقدسي والمسجد الأقصى، وبحضور نحو 100 شخص.

وبرز في اليوم الدراسي أكثر من مرة التركيز على دور الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني في نصرة القدس والأقصى، وممارسات الاحتلال في محاربة المؤسسات والشخصيات الفاعلة في نشاطات تكثيف التواجد اليومي للمصلين والمصليات في الأقصى، وعلي وجه الخصوص الشيخ رائد صلاح، ونشاط التواجد الباكر والدائم في الأقصى.

تفاصيل اليوم الدراسي

د. أمنون رامون أوضح في محاضرته أن الفتوى الدينية اليهودية بخصوص "دخول وصلاة اليهود" في المسجد الأقصى قد تغيرت في الفترة الأخيرة، وأفسحت المجال لزيادة العدد والقطاعات التي تدخل الأقصى وتحاول الصلاة فيه، مشيراً الى أن لهذا الأمر تبعات ميدانية ظهرت في الأشهر والسنين الأخيرة على الوضع الحساس في المسجد الأقصى.

المصوّرة الفوتغرافية التوثيقة "جالي "تيوبون" قدّمت مداخلة وعرض مصور لفعاليات منظمات الهيكل المزعوم في العشر السنوات الأخيرة بخصوص المسجد الأقصى، وبالذات نشاطهم في التدرب على تقديم "قرابين الفصح العبري". وأبانت أن هناك اتساع في القطاع المهتم بمثل هذا الملف وازدياد المشاركين فيه، وعدم انحصاره في بعض التيارات الدينية، وأن هناك اتساع وتعميق في الوعي الإسرائيلي العام حول هذه القضية. فيما أعربت عن تخوفها من المستقبل بسبب ماهية الصور التي تظهر نية بإقامة مثل هذه المراسيم في المسجد الأقصى أو على حساب المسجد الأقصى.

الدارس والصحفي المتخصص " نداف شرجائي"، قدّم محاضرة ادعى فيها أن هناك تآكل في إفساح المجال لليهود بدخول وزيارة الأقصى او القيام ببعض الطقوس الدينية، في السنوات الأخيرة. وأضاف أن هناك تزايدأً في نشاط الحركة الإسلامية ومؤسساتها بقيادة الشيخ رائد صلاح في المسجد الأقصى، خاصة في ملف التواجد الصباحي واليومي، مشيرا ان الحكومة الإسرائيلية وان كانت قد مارست عددا من الإجراءات للتصدي لهذا النشاط من خلال إغلاق بعض المؤسسات وملاحقة الناشطين، لكنها لم تستطع معالجة الأمر بالحسم اللازم. كما ادعى محرضا على الدور المتزايد للمملكة الأردنية في شؤون الأقصى، وانه يتوجب تقليص هذا التدخل. واقترح "شرجائي" أنه على الجماعات اليهودية العمل على محوري التقنين – طرح القوانين والمصادقة عليها- في الفترة القريبة من أجل العمل على تغيير هذا الواقع المجحف بحق اليهود على حد قوله. كما اقترح العمل على زيادة وتكثيف " الزيارات " اليهودية للمسجد الأقصى، وتحويل الأقصى لمزار يهودي يشابه البؤرة الاستيطانية المسمى " مدينة داوود " جنوب الأقصى، وان تكثف الزيارات اليهودية لتصل الى الآلاف وحتى عشرات الآلاف بمشاركة مرشدين ومدرسين وآثاريين إسرائيليين، وبهذا يمكن تغيير الوضع ميداناً لصالح الإسرائيليين - على حد زعمه.

البروفيسور "يتسحاق رايتر" قدّم عرضا في محاضرة له عن الصراع "السياسي" حول المسجد الأقصى، وعرض ثلاث طروحات نظرية مستقبلية؛ الطرح الاول التقسيم الزماني أو المكاني الفعلي، اما الطرح الثاني توسيع مساحة المسجد الأقصى كخطوة لتوسيع مساحة القداسة فيه، ثم تنفيذ اجرءات التقسيم بين المسلمين اليهود. واعتمد الطرح الثالث على فرض الشراكة بين الطرفين المسلم واليهودي تحت سلطة رقابة وهي الجيش، على شاكلة الوضع في المسجد الابراهيمي (بمعنى آخر فرض التقسيم عسكريا - م.أ- ).

ورجّح "رايتر" أن الطرح الثالث هو ألأقرب والأنسب للتنفيذ، مؤكدا أن أي إجراء في المسجد الأقصى قد يؤدي الى ردود أفعال إسلامية وعربية وفلسطينية.

وفي حديث مع المحامي زاهي نجيدات – الناطق الرسمي باسم الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني – علق على المضمون العام لهذه الطروحات بقوله: "إذا كان هؤلاء أهل باطل وهيكل مزعوم يسهرون له، فمن باب أولى أن يسهر ويخطط اهل الحق والأقصى لحقهم."

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]