بمشاركة العشرات من أبناء الناصرة وضواحيها ،نظم مركز السبييل في الناصرة مؤخرا محاضرة خاصة جداً بعنوان "رسالة السبيل ولاهوت التحرر" والتي قدمها مؤسس السبيل القِس الدكنور نعيم عتيق والسيدة سيدِر داغر دعيبس،وذلك لمرور 25 عاما على تأسيس مركز السبيل.
القِس الدكنور نعيم عتيق من الناصرة وهو صاحب فكرة لاهوت التحرر الفلسطيني و مدير عام السبيل في البلاد والعالم ،كاتب ومؤلف وخدم النسية الأسقفية في شفاعمرو ،حيفا والقدس. والسيدة سيدر داغر دعيبس من الناصرة ، هي من مؤسسي السبيل وناشطة فعالة فيه حتى اليوم.
إفتتحت المحاضرة السيدة فيوليت خوري مديرة مكتب السبيل في الناصرة مرحبة بالحضور و الضيوف ومن ثم باشر القس الدكتور نعيم المحاضرة وتحدث عن نشأت مركز السبيل ورسالة السبيل للاهوت التحرر الفلسطيني وقال " السبيل نشأ كحركة لاهوت متواضعة منفصلة عن أي هيأة كنسية ،تأسست خلال فترة الإنفاضة الأولى عام 1987 وإحدى الركائز اللاهوتية التي إستندنا عليها منذ البداية كمسيحيين كانت ،أننا إكتشفنا أن يسوع المسيح كان فلسطينا ولد وعاش كل حياته في فلسطين ،تحت الإحتلال الروماني وقتل من قبل الإحتلال وبالتعاون مع السلطات الدينية في ذلك الوقت. هذا الإكتشاف دفعنا لدراسة الإنجيل من منظار أخر ،من خلال ترجمة أسلوب يسوع بحيانتا اليومية ، في كيفية تعامله مع الإحتلال وماذا نتعلم من أقواله وإستراتيجياته وعلاقته معهم".
كما"وأكد أن لاهوت التحرر ليس لاهوت جديد إخترعناه ،بل إكتشفنا من جديد لاهوت المسيح ،وهو لاهوت عملي واقعي جيدا، قمنا بترجمته بلغة جديدة عصرية ،بناء على رسالة المسيح لنا ، التي تخاطب حياتنا اليوم ،بالإنخراط بالمجتمع والوقوف مع المهمشين. وعندما إبتدئنا بالعمل المسكوني ، ترجمنا لاهوت المسيح العملي ببرامجنا التي نقدمها للمجتمع في الضفة والجليل ،ونعني بالمسكونية أي الذي يوحدنا كمسيحيين جميعنا ،بأننا واحد في المسيح والذي يوحدنا مع الأديان الإخرى ،من خلال التسليط الضوء على الأمور التي تجمعنا بوحدانية الله ، أي اننا نؤمن بالله واحد وجميعنا أخوة في الإنسانية ، وكبشرعلينا أن نحترم الأخر والإمتناع عن دينونته. مما يفتح باب العمل مع أخوتنا المسلمين للعمل معا من أجل بناء مجتمع عادل وسليم ، وتحقيق المصالحة بين جميع الفئات في المجتمع.
ومن ثم واصلت السيدة سيدر المحاضرة .وركزت على لاهوت التحررالفلسطسيني وقالت " أن من أهم إنجازات السبيل هو أنه ساهم في تغيير المشهد اللاهوتي المسيحي الصهيوني في العالم الغربي التي كانت سائدة منذ فترة طويلة والذي كان تفسرأن إحتلال إسرائيل لفلسطين هي إرادة الله بينما هو يتناقض مع الإيمان المسيحي الذي فيه الله هو اله محبة ،عدل ومساواة. وأصبحنا نقراءة الكتاب المقدس بعيون فلسطينية."
و أشارت بالذكر أيضا " أن كل لاهوت تحرر بالعالم نبع من الحالة التي يعيشها شعبها ،كما يعيش الشعب الفلسطيني من معاناة الإحتلال ،القمع والتهجير.والذي جسدناه من خلال اللاهوت التحررالفلسطيني."
وإختتمت المحاضرة بطرح الأسئلة والنقاش , ومن ثم أتحفتنا جوقة الكنيسة الأورذودكسية بترانيم بيزنطية للزمن الفصحي.
[email protected]
أضف تعليق