تتميّز انتخابات الكنيست هذه المرة بتشكيل جسم جديد لفت انتباه عالميّ ومحليّ له، حيث من المتوقع أن يؤثر على نتائج الانتخابات الى حد بعيد بسبب قوته.
والحديث هنا يدور عن القائمة العربية المشتركة، التي اثارت بلبلة لدى الكثيرين من المواطنين في اسرائيل، بدءً بالقيادة التي باتت تتهم أن هنالك أطراف خارجية تعمل على دفع نحو وحدة العرب وزيادة تصويتهم لإسقاط اليمين ةرئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو وأنتهاءً بالمواطن اليهودي، خاصة اليساري، الذي يرفض بصورة عامة التصويت للعرب، لكن طرح القائمة المشتركة العربية الحالي يعّزز المبادىء التقدمية التي طالما تغنى بها.
ناشطتان يهوديتان، احداهما من التجمع الوطني الديمقراطي والاخرى من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، تدعمان المشتركة وستقومان بالتصويت لها يوم الثلاثاء، عن هذه الخطوة وعن مدى تقبل الفكرة في الدائرة المحيطة بهما، وعن البلبلة التي اثارتها المشتركة في المجتمع اليهودي كان لـ"بكرا" هذا الحديث معهما.
المشتركة كشفت حقيقة الاحزاب اليسارية مثل ميرتس
رافيتال مادار ناشطة سياسية واجتماعية في التجمع الوطني الديمقراطي قالت لـ"بكرا": من ناحية انا اعلم جيدا ان القائمة المشتركة غير شرعية لدى العديد من افراد المجتمع اليهودي، وما يؤسفني هو االمفهوم العنصري لدى المجتمع الذي انتمي اليه، حيث انني كثيرا ما سألت كيف ساقوم بالتصويت للعرب، واجابتي كانت انني لا ارى باعضاء القائمة المشتركة عربا، بل سياسيين رائعين يعرضون امامي رؤية من شأنها ان تعطيني املا في المستقبل، كما انني اتمنى ان تكون لديهم الطاقة والقوة اللازمة لتحقيق هذه الرؤية.
وتابعت: بشكل عام لدي شعور بان القائمة المشتركة تشكل خطرا على اليسار الصهيوني مثل حزب ميرتس، الذي خاف من انكشاف حقيقته لحظة تشكيل المشتركة، فهو ليس حقا حزبا يساريا، لانه لم يعترض ولو لمرة على الحروبات التي تقوم بها اسرائيل.
علينا دعم المشتركة لخلق واقع جديد بعيد كليا عن الفقر والعنف اليومي
واستمرت في حديثها لـ"بكرا": انا ابنة لاهل من تونس، انسانة مناصرة لقضايا المرأة، وقد انضممت الى المشتركة لانني لا ارى قائمة اخرى ممكن ان تمثلني او تعرض قضايا ممكن ان يستفيد منها المواطنين الاسرائيليين غير القائمة المشتركة.
واوضحت: الحياة تحت الاحتلال تؤثر عادة على المُحتل، علما انها تترك ايضا تأثيرات سلبية على سائر المواطنين في الدولة، حيث ان قمع عدد من الجماعات اليهودية الكبيرة في اسرائيل واضطهاد المراة هو ايضا نتيجة للاحتلال والحروبات المتكررة للدولة، ومن اجل خلق واقع جديد بعيد كليا عن الفقر والعنف اليومي ضد النساء وازمة السكن علينا ان نعمل حتى نغير الواقع الحالي للدولة اي الغاء الاستعمار الداخلي والفصل العنصري في اسرائيل.
لا فرق بين خطاب المعسكر الصهيوني واليمين المتطرف
وفيما يتعلق بالائتلاف مع المعسكر الصهيوني برئاسة يتسحاك هرتسوغ فعقبت قائلة: اتوقع من القائمة المشتركة ان تكون وفية لمبادئها وبعيدة كل البعد عن توقعات الحكومة القادمة منها، علما انني سعيدة لرؤية ان المعسكر الصهيوني جاء كاجابة على نتنياهو ويمينه المتطرف، ذلك لان نتنياهو لم يفعل اي شيئ منذ سنوات غير المحافظة على مكانه في الحكومة والوضع الراهن في اسرائيل مما ادى الى تدهور الاوضاع فيها.
وأوضحت: انا لا ارى فرقا كبيرا بين ما يعرضه المعسكر الصهيوني برئاسة هرتسوغ وبين ما يعرضه اليمين المتطرف برئاسة نتنياهو، حيث ان الخطابين يعبران عن الكراهية والعنصرية ضد العرب.
المواطن الذي لا يعرف نفسه كصهيوني القائمة المشتركة هي عنوانه
واضافت: انا لا اعتقد انني في مكان يؤهلني ان اقرر وجوب ائتلاف المشتركة مع المعسكر الصهيوني ودعمه ام لا، لان الوضع معقد جدا خاصة بعد دعم المعسكر الصهيوني العريضة ضد النائبة حنين زعبي، علما انني اتفهم جيدا موقف القائمة المشتركة في حال رفضها ان تكون جسما مانعا للمعسكر الصهيوني، كما انني اعتقد ان القائمة المشتركة عليها ان تدعم افراد المجتمع العربي قبل كل شيئ.
واختتمت لـ"بكرا": شخصيا اعتقد ان الصهيونية تبقى ذاتها في جميع القوائم والاحزاب، والاختيار في هذه الانتخابات سيكون بين الاحزاب الصهيونية وبين غير الصهيونية، لذلك المواطن الذي لا يعرف نفسه كصهيوني القائمة المشتركة هي عنوانه.
هنالك يساريين يهود برفضون التصويت للموارد التي لا تعطي افضلية لليهود مثل القائمة المشتركة
اما الناشطة الجبهاوية حانا الباج فقالت لـ"بكرا": من ناحية انا ارى ان القائمة المشتركة في المجتمع اليهودي كفرصة للتغيير ومن ناحية اخرى اعلم جيدا ان فكرة القائمة المشتركة ما زالت حديثة العهد وبالتالي فانه من الصعب ان يتقبلها جميع افراد المجتمع اليهودي، لكن عندما تدخل القائمة المشتركة الى الكنيست سيرى اليساريون انها تجيب على متطلبات اليسار على نحو كافي وتدعم الجماعات المستضعفة في الدولة من الشعبين العربي واليهودي.
وتابعت تقول: هنالك يهود يعرفون انفسهم كيساريين الا انهم في نهاية المطاف صهاينة يجدون صعوبة في التصويت واعطاء الدعم لكل الموارد التي لا تعطي افضلية لليهود مثل القائمة المشتركة.
القائمة المشتركة نجحت في تحديد هوية الشخص اليساري في اسرائيل
واضافت: القائمة المشتركة نجحت في تحديد هوية الشخص اليساري في اسرائيل كما انها وضعت معايير ومقاييس اليسار على الطاولة وخيرت الناخب بين الطابع الديمقراطي والطابع الصهيوني.انا اتمنى ان تكون القائمة المشتركة في المستقبل كبيرة بشكل كافي وذات مغزى حيث يكون من الصعب تركيب اي حكومة يسارية دون اخذها بعين الاعتبار وان يتم اعطائها ما تريد حتى وان لم تكن داخل الائتلاف بل جزءا منه فقط.
واختتمت: ارى ان القائمة المشتركة هي خطوة ضرورية ومهمة من اجل الضغط على المعسكر الصهيوني لانهاء الاحتلال، وانا لا اعتقد ان الائتلاف مع حكومة هرتسوغ هو قرار صحيح، وظيفة المشتركة ان تكون جسم يساري حتى وان شكلت في نهاية المطاف جسما مانعا للمعسكر الصهيوني الذي يرفض العمل كيساري.
[email protected]
أضف تعليق