نظّم المنتدى الثقافي بلدنا في الجامعة العبرية امس الاربعاء، الموافق 11.3.2015، ندوة تحت عنوان : "الجنسانية في الأديان السماوية والجنوسة في المجتمع" والذي شارك فيها كل من الباحث والشاعر علي مواسي والكاتب والناشط رأفت آمنة جمال. تمّ افتتاح الامسية من قبَل مُركّز منتدى بلدنا الثقافي في القدس– خليل غرّة، وتحدث عن جمعية بلدنا والمشاريع التي تعمل عليها في مجتمعنا الفلسطيني، كما تطرق إلى فكرة المنتدى الثقافي في الجامعات وقام بإطلاع الجمهور على مجمل البرامج التي ينظمها المنتدى وتحديدًا حول الندوة قال:" تنبع اهمية تناول هذا الموضوع من ان المنظومة الدينية حاضرة وبقوة في واقع مجتمعنا وأمتنا، وهي تؤثر في سيرورة حياتنا جميعًا، المؤمن وغيره. وهناك أيضًا "ضوابط ومعايير" يضعها المجتمع لنفسه سنحاول قراءة هذه المعطيات قراءة نقدية وتفكيك الأساطير وتحليلها بمساعدة ضيفينا رأفت وعلي.
المُداخلة الأولى في المحاضرة قُدّمت على يد رأفت آمنة جمال، كاتب وناشط، بها طرح قراءة لتناول مجتمعنا للتعددية الجنسية والآراء المُسبقة المُستشرية في عقول الكثيرين في كُل ما يتعلّق بالمثلية.
بدأ رأفت ببعض التعريفات للمصطلحات والمفاهيم، كما سأل الجمهور بعض الأسئلة وإنطلق الحديث عن الموضوع، تطرق إلى قصة شخصية في الصغر وعرض كيف تعاملت معه مربية الصف في موقف معين ومن ثم تطرّق للسياق التاريخي والأسباب المُمكنة لهذا النهج وأهمّها ذكوريّة المجتمع وتحقيره المستمر للمرأة ورفضه التامّ لكُل ما يمكن أن يمِس بقيمَة "الرجولة" والتي أوضح بأنّها قيَم اجتماعيّة وليست بالضرورة بيولوجيّة كما يُروّج لها. ومن ثمّ تمّ طرح موضوع الجندر في الإعلام، حيث أن هناك نهج متفشي بالتعامل مع المرأة والرجل وفق معايير المجتمع الذكوري، هو يكرس الواقع بصور "أجمل" وأكبر.
اِفتتح علي مواسي مداخلته معرفا بمفهوم الجنسانية في الدين، قائلا إن “هذا العنوان يشمل كل الموضوعات التي تدخل في علم الجنسانية من وجهة نظر دينية، عقائدية كانت أم فقهية تشريعية، وما يرتبط بها من أحكام وحدود إن وجدت، مثل الذكورة والأنوثة والتعدّدية الجنسية، والحمل والولادة والإرضاع وتنظيم وتحديد النسل والعقم والحيض والإخصاب الخارجي والختان والعذريّة والمثليّة والزنا والاستمناء وما يسمح للزّوجين أن يمارساه جنسيّا، ومفهوم الشّهوة واللذة وأزياء النساء والرجال وإجراءات التحول الجنسي وما إلى ذلك.”
وتطرق مواسي في حديثه حول الجنسانية في الديانات السماوية الثلاث دون باقي الديانات، اليهودية والمسيحية والإسلام، موضحًا أنّ هناك مبادئ كلية تشترك فيها جميعًا، مثل أنّ تلك الديانات تتفق على أنّ التعددية الجنسية ثنائية، ذكر وأنثى، وأنها وإن كانت تذكر وتعترف بوجود النوع الثالث في نصوصها وفقهها، إلا أنها لا تتعامل معه بصفته شكلا من أشكال التعددية الجنسية الشرعية الطبيعية. ومن الأمور التي تشترك فيها الديانات جميعا كذلك، أن نصوصها المقدسة لا تجد حرجا في وصف مشاهد أو حوادث أو قصص أو موضوعات جنسانية، أكان ذلك بألفاظ مباشرة وصريحة أم بشكل مجازي، فقصة النبيين يوسف ولوط مثلا، والآيات التي تتناول الحيض أو الزنا، أمور مشتركة ويرد ذكرها واضحًا وصريحًا في الكتب المقدسة.
ونهاية، تمّ فتح المجال للأسئلة والمداخلات من الجمهور وكانت هنالك مداخلات قيّمة عديدة منها الداعم للخطاب السابق ومنها الناقد للخطاب ولطرق العمل في هذا الحقل. من أهمّ ما نبع من الأسئلة كان تعامُل الديانات مع التعدديّة الجنسية ومع المثليّة بشكل خاصّ.
[email protected]
أضف تعليق