خمسة عشر ربيعا قضاها عبادة بين اهله لتبقي اثر المها على مر السنين،  وما زالت الوالدة نجاح جبارين تتجرع لوعة الالم والاسى على فقدان ابنها عبادة جبارين بعد ان قضى نحبه جراء تعرضه لحادث طرق دام اودى بحياته وحياة صديقه وقريبه انس جبارين.

وما زالت والدة المرحوم عبادة جبارين تذكر كافة تفاصيل ما جرى يوم وفاة ابنها وعن تلك اللحظات قالت لمراسل موقع بكرا:" كان من خيرة الشباب...انسان مرح، اجتماعي ، فكاهي يحب الحياة، كان شابا متدينا ملتزما بتعاليم دينه، كان شابا مؤدبا ، احب كرة القدم وعشقها ومن صغره بدأ التدريب عليها، وواصل تدريباته حتى يوم وفاته...

وتضيف وتقول:" في يوم وفاته حضر مباراة في تل ابيب... كانت ليلة الاسراء والمعراج وكان يستعد للخروج في اليوم التالي الى المسجد الاقصى"، ومن كثرة تقربه للدين تسجل لأداء العمرة...

وتابعت تقول:" في يوم وفاته ، كان عليه امتحان رياضيات، كان يستعد لامتحانات البجروت، في اليوم الذي اجرى فيه امتحان الرياضيات تحدث معنا وطمأنني بأنه سيحصل على علامة فوق المئة ، وبالفعل بعد وفاته احضروا لي علاماته وكانت 122 من 125 في الرياضيات".

"الحلم انتهى بلحظات"

وعن كيفية وفاة عبادة وعن حيثيات ما جرى حدثت موقع بكرا ما سمعته من شهود عيان وقالت :" ما اعلمه انه توجه ليشتري مع اصدقائه الطعام ، قاد صديقه السيارة دون ان تكون معه رخصة ، فلم يكن يملك مهارات في السياقة ، واثناء طريق عودتهم قامت احدى دوريات الشرطة بمطاردتهم وانتهت المطاردة بتعرض السيارة للحادث وتوفى فيها انس وعبادة نتيجة اصطدامهما بشاحنة كانت على جانب الطريق".

واكملت قائلة:" طفولة عبادة كانت ممتعة جدا ، وكنا نعتقد انه سيبقى معنى مزيدا من الوقت، ولكن فجأة الحلم انتهى بلحظات".

"كان يناديني نجوحة..!!"

لم تنتهي آلام الأم الثاكل الى هذا الحد، وما زالت  ذكرياتها تطاردها بشكل متواصل ومستمر، وحدثتنا عن ذكرياتها مع ابنها عبادة قبل اسبوع من وفاته قائلة :" اخر اسبوع في حياته لم يكن غيرنا في البيت ، كان يساعدني ويعينني في عمل البيت ويقوم بمساعدتني واعانتي على  اعمال البيت، وكان يدللني ويناديني "نجوحة نجوحة"...

محاضرات في المدارس

وتابعت تقول:" الاثر الذي تركه في قلبي كبير جدا، ولكن بالرغم من وفاة عبادة الا ان وفاته كانت دعما لي لأكمل المشوار والمسيرة في العمل للحد والتقليص من الحوادث لدى الشباب، وبالفعل قمت بالتوجه الى المدارس والقيت المحاضرات لشريحة الشباب ليعلموا كم تتألم الام وكم يتألم الاب بفقدان ابنه".

"نصائح الاهل نابعة من تجارب سابقة وليس لأنهم يريدون السيطرة على ابنائهم"

كما وجهت رسالة الى شريحة الشباب وقالت :"بالرغم من عدم الادراك لابعاد ما يمكن ان يحصل ، انصحهم بأن لا يتصرفوا بشكل غير صحيح وخاطئ مثل سياقة مركبات او دراجات نارية، والذي يحاول فيها الشاب ابراز نفسه بالتمرد على القوانين والخروج عنها... ارجوهم واتوسل اليهم ان يفكروا قبل ان يتصرفوا اي تصرف قد يؤذي ويؤلم أهاليهم، وليتذكروا ان اهاليهم ينتظرونهم في البيت ليعودوا لهم سالمين، فنصائح الاهل غير نابعة لانهم يريدون ان يتحكموا بحياة ابنائهم، بل لانهم قد مروا بتجربة ويريدون ان ينقلوها لابنائهم، انهت اقوالها".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]