في اعقاب تفاقم وانتشار ظاهرة العنف في المجتمع العربي، تشكّلت قبل فترة لجنة "مكافحة العنف المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية"، والتي بدورها قامت بعدة وقفات احتجاجية وفعاليات مختصرة على خلفية التصعيد الخطير للعنف والجريمة التي تهدد بشكل جدي مجتمعنا العربي، بما في ذلك الامن والامان ومستقبل ابنائنا.

وقد بات واضحا انه وفي خضم التحضير لخوض الانتخابات القادمة وعدم وجود رئيس للجنة متابعة الجماهير العربية منذ اعتزال محمد زيدان الرئيس السابق في اكتوبر الماضي توقفت لجنة مكافحة العنف عن الفعاليات التي وعدت بها المجتمع العربي والانجازات والمشاريع التي كان من المتوقع ان تساهم في شل حركة العنف ومنع انتشاره، كما توقفت عن اصدار البيانات الاستنكارية، علما ان العنف لا يزال في انتشار وازدياد ولم ينتظر حتى عبور انتخابات الكنيست القادمة.

موقع "بكرا" تابع هذه المسألة حيث توجه لافراد من المجتمع العربي مستفسرا منهم حول لجنة مكافحة العنف، وان كانوا قد سمعوا بها، وحول ظاهرة انتشار العنف، حيث لوحظ ان هناك نقمة كبيرة على القادة السياسيين واتهامهم بالتقصير المتعمد في محاربة هذه الظاهرة، كما ان المعظم لم يسمع بلجنة مكافحة العنف المنبثقة عن لجنة المتابعة ولا عن الفعاليات والمشاريح التي قامت بها في محاولة منها لمحاربة الظاهرة.

احمد ابو احمد: قيادة الجماهير العربية لا تتخذ المسألة بجدية وتعمل على معالجتها

احمد ابو حلو من قرية الرينة اكد لـ"بكرا" بانه لم يسمع بلجنة مكافحة العنف في المجتع العربي مشيرا الى ان العنف في ازدياد واضح في وسطنا العربي ويجب ان تتم معالجته وقلعه من جذوره، كما اكد ابو حلو بان العنف اصبح اليوم الوسيلة الوحيدة لتحصيل الحقوق على الرغم من ان افراد المجتمع يعلمون بانه من الخطأ اللجوء اليه، علما ان البعض اتخذ العنف كوسيلة الوحيدة في نهاية المطاف لفرض السلطة والقوة خاصة في ظل الاجواء المشحونة التي نعيشها في دولة تستعرض العنصرية بكافة اشكالها ضد المواطنين العرب.

وتابع ابو حلو لـ"بكرا": سياسة الدولة تقتصر على السكوت عن مظاهر العنف ومسبباته في المجتمع العربي وعدم محاسبة الجناة بهدف القضاء علينا، كما ان وسائل الاعلام لا تطرح القضية بشكل فعلي حتى قيادة الجماهير العربية لا تتخذ المسألة بجدية وتعمل على معالجتها.

اماني بصول: عدم وجود دعم للجنة مكافحة العنف يساهم في تقاعسها

اما الشابة اماني بصول فقالت لـ"بكرا": لم اسمع بلجنة مكافحة العنف من قبل، علما انه من الممكن ان تكون نواياهم صادقة، الا انه لا يوجد دعم كافي للجنة.

واردفت قائلة: يؤسفني ان العنف في مجتمعنا العربي يتفاقم ويزداد بشكل يومي، ولا يوجد حل للظاهرة.

حسن شولي: "ان في الحياة لقصاص"

من ناحيته وجه حسن شولي اتهاما واضحا وصريحا لقادة الجماهير العربية متهما اياهم ببث العنف واحدى اسبابه الاساسية، حيث اوضح قائلا: "ان في الحياة لقصاص" لكننا نقتل بدم بارد ونقوم بصلحة ونلغي الجريمة بفنجان من القهوة يشربونه قياديو مجتمعنا ولجنة الصلح.

وتابع مفسرا ومفصلا: بهذه الحال سيستمر الجناة بالقتل، اصبحنا نقتل بدم بارد واصبح حالنا رخيص. مشيرا الى انه بدون تشديد العقوبة لن يصلح لمجتمعنا حال، وانه على الجاني ان يدفع الثمن حتى يرتدع عن عملية القتل.

واختتم قائلا بحرقة: عنف كلامي جسدي اجتماعي ونفسي ولا احد يحرك ساكنا، والمخفي اعظم.

ازهار بصول: ليس لدي ثقة بقرارات قيادة الجماهير العربية

اما الشابة ازهار بصول فقالت لـ"بكرا": لجنة مكافحة العنف لم اسمع بها قبلا انما سمعت بلجنة مكافحة العنف ضد النساء، وبشكل عام فأنني لا اؤمن بقيادتنا العربية ولا بحلولهم لان قضايا العنف في المجتمع العربي يتم بالنهاية نسبها الى مجهول، ليس لدي اي ثقة بقراراتهم او بمشاريعهم.

تعقيب المسؤولين عن لجنة مكافحة العنف ولجنة متابعة الجماهير العربية..

الى ذلك وفي اعقاب التعقيبات التي لم تشكل مفاجأة لدى "بكرا" كان لا بد من التوجه الى بعض القادة السياسيين في المجتمع العربي وخاصة قيادة لجنة مكافحة العنف المنبثقة عن لجنة المتابعة، لذا قمنا بالتوجه الى رئيس لجنة المتابعة للجماهير العربية سابقا والذي بادر وبقوة لتشكيل لجنة مكافحة العنف حيث عقب قائلا: من المعروف ان لجنة المتابعة الان شبه مشلولة بسبب الانتخابات.

محمد زيدان: شكلنا لجنة مكافحة العنف والقرار موجود لكنها لم تفعل..

وتابع زيدان لـ"بكرا": قد قمنا في وقت سابق بتشكيل لجنة مكافحة العنف والقرار موجود لكنها لم تبدأ بعملها كما يجب مقارنة بلجنة الحريات التي يرأسها الشيخ رائد صلاح. وكنا قد حرصنا على تعيين رئيس للجنة مكافحة العنف وهو المحامي طلب الصانع.

طلب الصانع: الاحزاب منشغلون بالتحضير للانتخابات ولم يستجيبوا للمظاهرة الاحتجاجية على خلفية احداث جت

وفي توجه لـ"بكرا" للمحامي طلب الصانع رئيس لجنة مكافحة العنف صرح بان اللجنة ما زالت تقوم بفعالياتها ومشاريعها وليس كما ادعى زيدان بانها لم تفعل، حيث انه يتم الان التحضير لمؤتمر الجماهير العربية لمكافحة العنف على اسس مدروسة ومنهجية ، بالتعاون بين كلية القاسمي ولجنة المتابعة العليا، لوضع برنامج شامل وترتيب وتقسيم مسؤوليات على الاطراف المختلفة منها السلطات المحلية، المدارس، البيوت والاهالي، لمحاربة العنف، كما سيتطرق المؤتمر الى اسباب العنف، البطالة والفقر، حيث سيتم تعاطي شمولي للقضية وليس جزئي.

وعن الاتهام المباشر التي وجهه البعض بتقاعس اللجنة على الرغم من ازدياد وتفاقم المجتمع عقب الصانع قائلا لـ"بكرا": الجميع مشغول بالانتخابات، لجنة المتابعة مركبة من الاحزاب والاحزاب منشغلون بالتحضير للمعركة الانتخابية، وقد قمنا مؤخرا بالدعوة الى مظاهرة احتجاجية على خلفية احداث جت المثلث ولم يكن هناك استعداد للمشاركة من قبل الاحزاب بسبب الانتخابات.

ويطرح السؤال في نهاية هذا التقرير، هل سينتظر العنف حتى تعبر الاحزاب المختلفة انتخابات الكنيست وتتفرغ لمحاربته!

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]