إذا ما طالعت معلومات عن حركة "نساء يصنعن السلام" تجد أنها ولدت في أعقاب عملية "الجرف الصامد"، وهو الاسم الإسرائيلي للعدوان الأخير على غزة (2014)، والذي عرف فلسطينيًا بـ "العصف المأكول".
هي حركة نسائية، وليست نسوية، هي ليست حركة يسارية إنما حركة تضم عددٌ كبير من النساء من كافة الانتماءات السياسية والحزبية، هي ليست حركة لمخاطبة وحوار الجانب الفلسطيني إنما حركة تؤكد على ضرورة التعاون والشراكة العربية اليهودية، داخل إسرائيل، من أجل تغيير سياسة الحكومة نحو "التسوية السياسية"، الحل السياسي الذي يضمن للجميع العيش بكرامة وسلام.
النساء دفعن نحو التوقيع على اتفاق Good Friday
في حديثٍ مع بروفيسور ميخال شمير، محاضرة في قسم الفنون في كلية سبير في النقب، ومواطنة في بلدة "جبعات نيلي" في وادي عارة قالت لموقع "بكرا" عن تأسس الحركة: في الصيف الأخير، وبعد مقتل الفتية اليهود الثلاثة ومقتل الفتى المقدسي حرقًا، وعندما اشيع خطاب الكراهية والعنصرية، والقى الساسة وقيادات الجيش الإسرائيلي بخطاب العقلانية والسياسة إلى الهوامش، لم نستطع أن نبقى مكتوفات الأيدي، قررنا إسماع صوتنا والتحرك، نحو العمل لإيجاد حل سياسي، والمصادقة على تسوية ترضي جميع الأطراف.
وأضافت: لسنا مجرد مجموعة نساء، فنحن نملك الإرادة والقدرة على التغيير. التجربة في شمال ايرلندا ودفع النساء نحو توقيع القيادات على اتفاق Good Friday أكد لنا على قدرة النساء على فرض التسوية ووقف الدماء.
العضوات المشاركات ...
وأكملت عن تركيبة الحركة قائلة: تضم الحركة عدد كبير من النساء، العربيات واليهوديات، المواطنات في إسرائيل. الأعضاء في الحركة متنوعات ايضًا مناطقيًا، فهنالك من النقب وهنالك من الجليل وهنالك ومن سدروت ومناطق أخرى. هن متنوعات ايضًا دينيًا، فهنالك العلمانيات وهنالك المتدينات، وإلى ذلك هن متنوعات سياسيًا وحزبيًا فهنالك اليساريات وهنالك اليمينيات (سياسيًا) وهنالك من تؤيد أحزاب المركز مثل "هنالك مستقبل".
50 مظاهرة إسبوعيًا وعشرات الحلقات البيتية
وعن فعاليات الحركة قالت بروفيسور شمير: فعاليات متنوعة، الأهم فيها هي مظاهرات أسبوعية على مفارق البلاد. فلنا إسبوعيًا قرابة الـ 50 مظاهرة على 50 مفرقًا في البلاد، من النقب إلى أعالي الجليل. في هذه الوقفات نحمل اليافطات التي تُعرِّف بنا وتطالب القيادة الإسرائيلية، أيَّ كانت، بالحل السياسي للصراع الفلسطيني- إسرائيلي، لمصلحتنا ولمصلحة الجانب الفلسطيني.
وأكدت شمير في هذا السياق على أن مظاهرات المفارق هذا الأسبوع ستنظم كالمعتاد رغم سوء الأحوال الجوية، موضحة: لنا هدف، الوصول إلى حل سياسي، وحتى إحقاقه لن نتراجع ولن نخضع لأية ظروف، حتى تلك البيئية.
وأضافت في سياق الفعاليات قائلة: الأكثر تأثيرًا بين فعاليتنا هي الحلقات البيتية، وقد نظمنا عشرات الحلقات، في قرى عربية وفي بلدات يهودية. عادة يصل إلى تلك الحلقات عشرات الحضور، وما يميزها هي القدرة على الحوار وتبادل الآراء والتفاهم.
وقالت: قريبًا سنعمل على تنظيم حلقة بيتية في باقة الغربية، وسأستغل هذا المنبر للدعوة إليها، فمن المهم العمل سوية على التأثير على الحكومة القادمة.
لا نتواصل مع نساء فلسطينيات ونتواجد في كافة المهرجانات الانتخابية
وردًا على سؤالنا إذا ما كان هنالك حاجة للتواصل مع نساء فلسطينيات من أجل فرض تسوية سياسية قالت شمير: قمنا بعدة لقاءات مع نساء فلسطينيات، لكن هذا ليس هدفنا، نحن لسنا حركة يسار أو حوار، نحن حركة أسست للتأثير على السياسة والقادة الإسرائيلي، الدفع نحو التسوية من داخل إسرائيل، كنت آمل أن تقوم حركة فلسطينية نسائية مماثلة تدفع إلى التسوية، أي كانت، من قبل الجانب الفلسطيني.
وأكملت بروفيسور شمير متحدثة عن فعاليات الحركة قائلة: بالإضافة إلى ما ذكر من فعاليات، فنحرص في الحركة على التواجد في كافة المهرجانات الانتخابية الحالية، وهو مشروع بدأنا به مؤخرًا في أعقاب الانتخابات، في كل مهرجان انتخابي تقوم مندوبتنا بتوجيه سؤالين للسياسيين المشاركين؛ الأول ما فعلت من أجل تطوير إتفاق سياسي وما تنوي فعله مستقبلا في هذا السياق، حيث نقوم بتسجيل الإجابة لمواجهتهم مستقبلا انطلاقًا من الفكرة أن هنالك فجوة بين التصريحات قبيل وبعد الانتخابات.
خطاب بديل لخطاب نتنياهو
وشددت على أنه وضمن مسار الانتخابات تنوي الحركة تنظيم فعالية مهمة جدًا بتاريخ 4.3.15، حيث من المزمع أن يقدم رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطابًا أمام الكونغرس الأمريكي، وعن هذه الفعالية قالت شمير: بتاريخ 4.3.15 قررنا تنظيم قافلة "السلام إلى القدس" وهي قافلة تخرج من الجليل وتصل إلى القدس، تشارك بها عددٌ من النساء، القافلة تنتهي بخطاب موازي لخطاب نتنياهو نطلب من خلاله العمل على إيجاد حل سياسي عادل، بأسرع وقت ممكن، دون مماطلة ودون تسويف، فعدد الضحايا من الجانبين في تصاعد، ولا يعقل أن يخسر الجانب الفلسطيني أكثر من 2000 قتيل.
وعلى الرغم من محاولات التأثير على الخطاب السياسي في إسرائيل إلا أن بروفيسور شمير رفضت، بشكل شخصي أو حركي، تفضيل حكومة بقيادة بوغي هرتسوغ على حكومة بقيادة بنيامين نتنياهو او العكس، على الرغم من غياب أفق سياسي في خطاب هرتسوغ وتعنت نتنياهو في التوقيع على "تسوية سياسية"، مشيرة على أن الحركة ستعمل مع أي رئيس حكومة مستقبلي بغض النظر عن هويته الحزبية وبغض النظر عن أفقه السياسي، الذي سنعمل على توجيهه في كل الأحوال.
[email protected]
أضف تعليق