يشهد مجتمعنا العربي في الآونة الأخيرة هجرة شبه تامة للكتاب والمطالعة وهناك الكثير من الطلاب الجامعيين وطلاب المدارس الذين يلجأون في نهاية المطاف الى المواقع الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي لجمع المعلومات ظنا منهم انها الاسهل والاسرع.
فكيف ترى شريحة القراء هذه الظاهرة وما هو تعقيبهم حول أهمية الكتاب في حياتهم؟
في هذا التقرير التقى مراسلنا عددا من الشخصيات الممثلة بطلاب جامعيين وثانويين ومعلمين ومدراء مكتبات للكتب واعد التقرير التالي:
سلام حصري: الكتاب سفير علمي وثقافي
الطالبة الجامعية سلام حصري 23 عاما تدرس سينما وتلفزيون في جامعة تل ابيب، قالت :" شخصياً أعتبر الكتاب سفيرا علميا وثقافيا ينتقل بين المجتمعات المختلفة على النحو العالمي ليعم علينا بفوائدهِ الكثيرة".
وتابعت تقول:" خلال حياتي رافقني الكتاب في مراحلي التعليمية منذ الطفولة وكان وسيلة للتعلم داخل اطار المدرسة, استمريت بممارسة قراءة الكتب والروايات بعد أن نمت القراءة بداخلي واصبحت مهارة مُكتسبة وهواية تحقق لي المتعة والنجاح بناء على قناعتي الخاصة بأن الكتاب هو مفتاح لأبواب كثير تواجهنا في حياتنا الاجتماعية والشخصية, وبذلك يسهل علينا مواجهة التحديات والعوائق خلال مسيرتنا بالحياة.
لا توجد نقطة اكتفاء
وأضافت سلام :" على الصعيد الشخصي لا أعتقد بأن هناك نقطة اكتفاء في مجال القراءة فنحن نحتاجُ دوماً للاطلاع أكثر على الحياة من حولنا ومن وجهات مختلفة ومُتَعدِدة لكي نستطيع بِناء وجهتنا الشخصية بشكل أصح, وبذلك فإن حاجتنا هذه لا تُقتصر ضمن دراستنا على النحو العلمي والأدبي في المدارس والمؤسسات الأكاديمية. وبما أننا نعيش في عالم تجتاحه لُغة التكنولوجيا الحديثة والشبكة العنكبوتية في الدرجات الأولى فواجبنا أن ننمي بداخلنا أهمية الكتاب بشكل أكبر كي لا تقل أهميتهُ بالنسبة للأجيال الصاعدة وذلك لاحتوائه على الكثير من الفوائد والمهارات وأخص بذلك مجتمعنا العربي الذي يعاني من أزمة ثقافة وفكر والتي لا يمكننا حلها دون أن نثقف أنفسنا وننور عقولنا بالعلم والمعرفة.
عرين نصار: صديق الانسان هو الكتاب
الطالبة عرين نصار في مدرسة البطوف الشاملة عرابة :"ورُبَّ خليلٍ للمرءِ كِتابَهُ". حيثُ يكون العقل والمعرفة وغذاء الرّوح وحجار الأساس لبناء الذات , بحثتُ جاهدةً عن ذاك المكان لأقع في صفحات كتاب!!
وتابعت تقول:" عندما أقرر البحث عن أية معلومة ألجأ لصديق الانسان علّني أجد إجابة لأجد نفسي غنية بالأجوبة التي تجيب عن أسئلتي والتي تجيب علّى ما لم أسأل!
رأيي الشخصي يوافق جدًا لجوء الاكاديمي للكتاب ذي الأوراق وتفضيله عن الكتب الإلكترونية لإنّ جل المعلومات التي صُنفت فيه صحيحة تحتضنها اوراق قد اهترأت فوق مكاتب العجزة الذين ما زالت تسعفهم ذاكرتهم بفضل هذه الكتب المهترئة اوراقًا غنيةً بالأفكار , طبعًا اوافق استعمال الكتب لإنه الطريق الأصح لبناء الإنسان -الإنسان.
شادي نصار: القراءة هي الجذر الاساسي الحي والمسؤول عن دفع الدماغ اليافع قدما
الطالب شادي نصار ثانوية البطوف الشاملة عرابة :" بالطبع وبعد مرور كل هذه الفترة الزمنية الطويلة على حقبة المكتبات والقراءة حاملة في طياتها كل انواع التطور التكنلوجي وخصوصا في مواقع التواصل الاجتماعي العام فإن كل هذا العبء الالكتروني صب وبشكل مباشر لجامه ونيرانه على المركز في قلب موضوع القراءة الحرة والهوس في امتلاك الولوج داخل الكتب بكل انواعها.
هذا المركز الذي امسى هشا بشكل واضح وخصوصا في الوسط الشبابي اليافع رغم ان القراءة هي الجذر الاساسي الحي والمسؤول عن دفع الدماغ اليافع قدما نحو افق تفكيري ونقدي اوسع مما كان.
وأضاف نصار :" انا كملازم للكتاب في حيز القراءة الحرة انتقد وبشكل واسع هجران شبابنا لمضاجع الكتب واوصي بالعودة اليها مهما كلف الثمن غاليا لان وبحسب رايي مهما توسعت قدرة الالكترونيات فإنها تجلب السلب معها للطرف الاخر وبشكل مساو وهذا ما لم نجده في الكتاب.
الكاتبة والصحفية خلود خوري من شفاعمرو :" سفيرنا الى عالم المعرفة من بدء العصور الى نهايتها لا يمكننا قط مهما تطورت افاقنا ومشينا في عالم العولمة ان ننكر حق الكتاب علبنا من اصغر طالب الى اهم مثقف .
وتابع يقول:" الكتاب هو مرآتنا الى عالم الثقافة حتى لو استبدلناه للأسف بعالم النت والشبكة العنكبوتية في زمن العولمة".
هو لن يفقد قيمته مهما تنحينا عنه,وهو الصديق المخلص دائما حتى لو خناه وافقدناه قيمته, وأيضا هو من يرافق اطفالنا في مشوارهم حتى يصل بهم الى اعلى الرتب الأكاديمية والعلمية ,وأخيرا هو الشمعة المضيئة التي تنير دربنا وتمنحنا العلم والثقافة.
الجامعية يافا عمر واكد: علينا الحفاظ على علاقة وطيدة بين فكرنا والكتب
الجامعية يافا عمر واكد قالت :" لا شك أن ادمان شبكات التواصل الاجتماعية قد أدى إلى ابعادنا عن المطالعة والابحار الفكري في ثقافتنا، وأنا اؤكد على كلمة إدمان إذ أن الاعتدال في الابحار في شبكات التواصل الاجتماعية هو أمر غاية في الأهمية لما تقدمه معظم شبكات التواصل الاجتماعي من غذاء فكري وثقافي. علينا أن نجيد استعمال هذه الشبكات والتصرف بها، وأن نحرص دائما على مراقبة استعمال أبناء مجتمعنا لهذه الشبكات وإرشادهم إلى الطريق السليم.
الكتاب هو عالم بحد ذاته، ففيه تحفظ ثقافات المجتمعات العديدة. لذلك من المهم جدا أن نحافظ على علاقة وطيدة بين فكرنا والكتب. هناك أيضا كتب كاملة متوفرة عبر شبكات التواصل الاجتماعي مما سهّل الأمر وقرّبه إلينا.
[email protected]
أضف تعليق