في حديثٍ خاص لموقع "بكرا"، أكد الناطق بلسان الشاعر المصريّ هشام الجخ، طارق شديد، على أن الشاعر الجخ حسم أمره وقرر زيارة الناصرة بتاريخ 11.2.15، حيث من المقرر أن يُقدم أمسية خاصة، على الرغم من الأصوات التي طالبته بالتراجع نظرًا وأن زيارته مخالفة للمعايير التي وضعتها جميع الحملات العربية والعالمية المناهضة للتطبيع مع إسرائيل.

وقال شديد لـ "بكرا" على أن قرار الجخ بالتواصل الثقافي مع الناصرة خاصةً، والداخل الفلسطيني المحتل عامةً، تأتي من قناعة على أنه يتوجب زيارة "السجين وليس السجان"، وأن إدعاء التطبيع مغالط حيث لا يتم تنسيق الزيارة مع الجانب الإسرائيلي إنما السلطة الفلسطينية.

وأضاف على أن الجخ واعٍ للنقاش الذي دار في الآونة الأخيرة ومطالبته بالعدول عن رأيه، عليه قرر أن يستشير أصدقائه ومتابعيه في الفيسبوك والعالم الافتراضي حيث أجمعوا على ضرورة إحياء الأمسية في الناصرة انطلاقًا من مبدأ تعزيز التواصل بين فلسطينيي الـ 48 والعالم العربي، خاصةً لما يتعرض له الفلسطيني داخل الـ 48 من سياسات إقصاء ممنهجة، تهميش وانتهاكات على كافة الأصعدة، منها الثقافية.

وقال شديد على أن لقاء الجخ جاء بعد توجه المئات من أهل الداخل إليه لإحياء الأمسية مؤكدًا على أن الجخ لن يصل تل أبيب ولن يقوم بالتواصل مع إسرائيليين، وكل محاولات عزل الفلسطيني عن امتداده الطبيعي في العالم العربي والاستغناء عن مشهد ثقافي غني، يخدم ويعزز أهداف الاحتلال الرافض لعملية صقل الوعي الفلسطيني.

وشدد الناطق بلسان الجخ على أنه تواجد في القدس سابقًا، وأكد في تلك المناسبة على ضرورة الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية، لكن هل يمكن الدفاع عنها عن بعد؟! فالدفاع عن أي مكان يحقق بالتواجد والرباط فيه وليس عن بعد.

وأختتم شديد بالقول على أن الجخ لا يرى بالزيارة تطبيعًا إنما رسالة إنسانية من الدرجة الأولى، وكسر للحصار الثقافي من الدرجة الثانية. كما وأنه يفتخر بفتح الباب للمعنيين من فلسطيني الـ 48 للتواصل مع العالم العربي.

في الـ 48...النقاش حول الزيارة يحتدم

وكان قد أثار قرار الشاعر المصري هشام الجخ، إحياء أمسية شعرية في مدينة الناصرة في الحادي عشر من شباط (فبراير) الجاري ردود فعل متباينة، بين الرفض واعتبارها تطبيعًا، وبين القبول واعتبارها تواصلا ثقافيًا.

ودافع عدد من الناشطين عن زيارة الجخ، وقالوا إنها لا تعتبر تطبيعا لأن الدعوة موجهة من مؤسسات فلسطينية وسيقدم العرض أمام جمهور فلسطيني. وقالوا إن التطبيع هو تلبية دعوة لمؤسسة إسرائيلية رسمية أو غير رسمية.

بدورها أصدرت مجموعة شباب "فلسطينيون ضد التطبيع" بيانا دعت فيه الجخ إلى إلغاء مشاركته، ومما جاء في البيان: كما هو معلوم، إن عروض الفنانين من الوطن العربي في الأراضي الفلسطينية هو أمر مخالف للمعايير التي وضعتها جميع الحملات العربية المناهضة للتطبيع مع إسرائيل والتي ابتدأ تشكيلها منذ قيام دولة الاحتلال الصهيوني، وفي هذه الزيارات الفنية اجتياز للخطوط السياسية الحمراء على مستوى الوطن العربي وخرق للثوابت الوطنية الفلسطينة.

وجاء فيه ايضًا: ضاف البيان: لسنا ضد التواصل الثقافي بين الشعب الفلسطيني والشعوب العربية، ولكننا لسنا معنيين بتواصل مشروط بإذن الاحتلال وفي ظل الاستعمار الصهيوني، والذي شئنا أم أبينا، سيحدد لنا أي ثقافة مسموح لنا أن نستهلكها وأيها لا، تماما كما يسيطر على كل مناحي حياتنا بحكم استعماره. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]