عقد رئيس دولة اسرائيل رؤوفين (روبي) ريفلين صباح اليوم الخميس لقاء تعارف رسميا مع نحو 50 رئيس سلطة محلية عربية حيث تباحث الحضور خلال اللقاء في القضايا المطروحة على جدول أعمال الجمهور العربي من ناحيتي الاندماج والمبادرة، ثم اتفقوا على تشكيل طواقم عمل يقوم على إدارتها مقر الرئيس لحل مشاكل تم طرحها خلال اللقاء.
ومما جاء في بيان وصلنا من مكتب الناطقة بلسان الرئيس:
رحب الرئيس برؤساء المجالس، منوها إلى أن بيته مفتوح أمامهم، إذ قال: "أهلا وسهلا بكم، وبيتي هو بيتكم، وأود قبل مباشرة مناقشة مواضيع جدول الأعمال الرسمي التعبير عن تعازيّ القلبية لعائلات حورة التي فقدت أرواحا غالية". وأكد الرئيس أهمية اللقاء ومدلولاته العميقة بقوله: "لا ينبغي انتظار الأزمات لعقد لقاء، بل علينا المبادرة إلى إيجاد قنوات دائمة للتحاور، بهدف خلق الروح الإسرائيلية المميزة، علما بأن الأقلية العربية لم تعد أقلية، ما يملي مواءمة أجهزة الحكم والسلطات المحلية مع الميزان الجديد الذي نشأ بين مجمل شرائح المجتمع الإسرائيلي. وقد جئت اليوم للاستماع والإصغاء أساسا، ولكن تحدوني رغبة حقيقية في التغيير ودعم مركز الوسط العربي لدى المواطنين الإسرائيليين".
مازن غنايم: نطلب تدخلكم لحل مشاكل المجتمع العربي
وألقى رئيس بلدية سخنين ورئيس لجنة رؤساء المجالس المحلية العربية، مازن غنايم، كلمة استهلها بقوله: "لقد جئنا لنعرض عليك التحديات والمعوقات التي تقف بوجه المجتمع العربي في إسرائيل، كما جئنا لنطلب تدخلك في قضية البطالة المتزايدة بين الرجال في الوسط العربي، وهي ظاهرة تعم جميع مناطق البلاد. إننا نحن رؤساء البلديات نواجه شكاوى المواطنين ومطالبهم الخاصة بالثقافة والعمل، ورغم أن لدينا نسبا متزايدة من الجامعيين، إلا أنه ليس ثمة وزارات حكومية على استعداد لتشغيلهم، ونحن نشعر بحاجة حقيقية إلى استقطاب المستثمرين على غرار ما تم في كريات غات ويوكنعام، بما يزيد من عرض فرص العمل لإتاحة النمو في الوسط العربي. وهناك مشكلة أخرى صعبة نجابهها تتمثل في كثرة السلاح في الشوارع مما يكلفنا ثمنا باهظا ولا سيما لدى شبابنا، ونعتبرك أيها الرئيس نقطة ضوء ومصدر أمل متمنين أن تكون بالنسبة إلينا عنوانا لإحداث التغيير".
وفيما يلي مقتطفات من كلمات رؤساء مجالس آخرين شاركوا في اللقاء:
رئيس بلدية رهط طلال القريناوي
تحدث رئيس بلدية رهط طلال القريناوي عن العلاقات مع شرطة إسرائيل في ضوء الأحداث الأخيرة وضرورة مواصلة التحقيق فيما حدث، فقال: "أرجوك بشديد الألم أن تدعم الدولة في تقريبنا كمواطنين لا إقصائنا، فنحن نعرف أن علينا مواصلة العيش هنا كمواطنين، ونرى أن دعوتنا إلى هنا تزيدنا قوة إلى حد بعيد".
رئيس بلدية شفاعمرو، أمين عنبتاوي
وقال رئيس بلدية شفاعمرو، أمين عنبتاوي: "هناك ثلاثة أمور لا تستعاد إذا ولت، وهي الكلمة إذا نُطقت والوقت إذا مضى، والثقة إذا فُقدت. لقد مضت 66 سنة على قيام الدولة، وعلينا أن نكون مقتنعين إلى أبعد الحدود بأنه قد حان وقت التعارف وبناء الثقة واللقاء الحقيقي، بعيدا عن التعارف السطحي المضلل، إذ لن يتحقق لنا أدنى تقدم لو أننا لم نقتنع بكوننا في مركب واحد رغم كل شيء، وأن الثقب الموجود تحت المكان الذي أجلس عليه يعرض إلى الخطر ركاب المركب جميعا".
رئيس بلدية كفر قاسم، عادل بدير
وقال رئيس بلدية كفر قاسم، عادل بدير: "نحتاج لكي ننجح إلى رؤيا وطاقة وفرصة. أما الرؤيا والطاقة فواجب علينا، وأما الفرصة فنحه نعتمد عليك فيها. لقد تعرضنا مؤخرا لتقليص شامل للميزانيات لا يساورني شك في أنه أضر بجميع المجالس العربية، وإن كنا نتحمل مسؤولية ضرب العنف المتفشي بيننا، إلا أننا يجب أن نستعين في ذلك بالأمل، ولدينا فعلا الكثير من الأمل والإيمان، ونحن على أمل كبير في أن التغيير سيبدأ من هنا".
رئيس بلدية الطيرة، عبد الحي مأمون
وتطرق رئيس بلدية الطيرة، عبد الحي مأمون، بقدر أكبر من الإسهاب إلى قضية العنف الشديد المتزايد في الشوارع بقوله: "نواجه الإرهاب الجنائي، إذ يعيش بين ظهرانينا العشرات ممن يقتلون الناس بدم بارد، ونحن في انتظار القتيل القادم، ولكنها مسؤولية الدولة والشرطة لأن أيدينا مقيدة باعتبارنا رؤساء مجالس محلية".
رئيس مجلس طوبا زنغرية حسين الهيب
وأجمل رئيس مجلس طوبا زنغرية حسين الهيب كلام رؤساء المجالس مخاطبا رئيس الدولة: "سيدي الرئيس، إنك الأب الروحي لإسرائيل، ونرجوك بإلحاح التدخل لدى الحكومة التي سيتم تشكيلها في الشهر المقبل لتتحقق حياتنا هنا في ضوء ما نصت عليه وثيقة الاستقلال: "دون تمييز في الدين والعنصر والجنس".
كلمة ختامية
ثم ألقى الرئيس ريفلين الكلمة الختامية فقال: "أشكركم على تمكيني من لقائكم سوية، وأعتبر رئاستي فرصة لوضع الأصبع على الجرح، علما بأننا كمجتمع إسرائيلي قد تسببنا في آلام كثيرة خلال ستة وستين سنة. إن مكافحة الجريمة تستلزم التعاون التام والتفاهم التام، وأعلم بأن الشرطة واعية بالخطر الواضح الكامن في العنف والمحدق بإسرائيل كلها وإنني لأثمن عاليا دور مفتش الشرطة العام في هذا المجال أيضا، فالمجتمع الذي لا قانون له ولا نظام مآله إلى المعاناة الشديدة، وسوف تعمل في مقر الرئاسة طواقم تقدم المساعدة والعلاج لحل أي مشكلة تثيرونها. ومع أني لا أعدكم بأن أكون متعهد نجاحات، غير أن لجميعنا أطفالا وعلينا العمل من أجل مستقبلهم، واعتقد جازما بوجوب إنشاء مدينة عربية جديدة ومواصلة تعميق جذور اللغة العربية في نفوس أطفالنا جميعا. كنت قد تابعت كعضو كنيست وكرئيس للكنيست جميع عمليات التشريع والمبادرات الهادفة إلى النهوض بالاندماج والتنمية في الوسط العربي والبدوي، ولا يساورني شك في أن الحكومة القادمة أيضا ستعلق على هذا الأمر ما يستحقه من أهمية، كما أعرف أن الله موجود في التفاصيل الصغيرة، ونحن نمثل الجسر الذي ينبني عبره فهمنا لكون التعايش مكتوبا علينا، وإذا أدركنا أن مستقبلنا كامن في ذلك، فسوف يكون النجاح حليفنا".
اقرأ ايضاً، بيان اللجنة القطرية الذي وصل موقع بكرا تحت عنوان: اللجنة القطرية تعرض قضايا ومطالب ومواقف الجماهير العربية امام رئيس الدولة روبي ريفلين
[email protected]
أضف تعليق