هل فكّرت يوما أن قطعة المجوهرات التي تتزينين بها ستضاف إلى رصيد الأعمال الفنية التي تقتنيها وليس فقط ثروتك المادية؟ لا بدّ أنك ستنتبهين لذلك ما إن تقع عينيك على مجموعة خلود الكردي “غلاميروس سينت″.

أطلقت خلود الكردي مجموعتها لعام 2013 من مجوهرات تبدو للناظر كما لو أنها منحوتات وأعمال فنية. ومع لمسة الإبداع التي فرضتها خلود في هذه المجموعة لم تعدّ قطعة الذهب صامتة بل إنك للوهلة الأولى ستشعرين وكأن الطير على أهبّة التحليق، والسناجب تتهيّأ للاختباء، والطاوويس تتباهى بألوانها، فيما الصقر يترصّد بنظرته ومنقاره المصقول من أحجار كريمة تكاد تشعرك بحقيقيته.

إنها القدرة الماهرة على العناية بالتفاصيل.. حيث ترى خلود الكردي إن تصميم الطير مثلا في مجموعة مجوهرات لا يحتاج فقط إلى ابتكار جناحين ذهبيين، بل يحتاج إلى رؤية فنيّة و إبداع يوجِدان لهذا الطائر فضاء في مخيلتك لتشعرين بأنه حقيقي بالفعل.

الطبيعة بكل مكوّناتها كانت البطل الأساسي في هذه المجموعة، حيث شكّلت نقطة إنطلاق لقطع تضفي على عالم المجوهرات خطاً جديداً من التصميم الإبداعي ينفي عن المرأة تهمة التزيّن بالذهب لمجرد الزينة، ويضعها في مصاف التذوّق الفني والتماس القيمة الحسّية والإبداعية لكل قطعة تقتنيها.

تتميز مجموعة خلود الكردي "غلاميروس سينت" بإدخال خشب العود إلى الذهب، وتوظيفه في تصميمات تنسجم مع فكرة المجموعة.

طيور بأنواع مختلفة، ببغاوات وبجع وعصافير، سناجب وزهور، بكامل بنيتها اللونية والشكلية اعتمدت المصممة في تصنيعها على المرجان الطبيعي والألماس الملون والذهب بألوانه الأصفر والأبيض والوردي إلى جانب خشب العود لإظهار القطع وكأنها ببيئتها الأصيلة ومشهدها الأساسي على الأغصان وفي الطبيعة ولم تغادره أبداً.

خشب العود الأخّاذ برائحته والذي يعدّ أحد ركائز العطور العربية الأصيلة، حضر بأشكال مختلفة، فقد استخدمته خلود بشكله الخام في بعض القطع، بينما عملت على معالجته في أخرى بصيغة فنية تتيح فكرة تزاوجه مع الذهب وتماسكهما معاً، فكان مرّة جناح طير ومرّة أخرى بتلات وردة تجعل من أذنيك نقطة ارتكاز لعطر أصيل سيرافقك ما دمت رفيقة “غلاميروس سينت”.

تقول خلود الكردي عن مجموعتها: إن قيمة ما يحمله أي مبدع في مختلف المجالات تكمن في إتقانه عمله وفي الرسالة التي يريد إيصالها، لقد تمكّنت من فرض خط مختلف في مجال تصميم المجوهرات، يتمثّل بإدخال خامات مستقاة من موروثنا الخليجي إلى المجوهرات والدمج بين الخشب والمعدن والأحجار الكريمة بشكل مدروس ومتقن، إنني بذلك أترجم رؤيتي بأن قطع المجوهرات ليست فقط مقتنيات ثمينة، بل هي أعمال فنية تعكس أفق ثقافة المرأة ووعيها الفني بالجواهر التي تتزين بها.

وتضيف خلود: في هذه المجموعة بالتحديد أردت أن أثبت بأن المجوهرات الثمينة هي تلك التي تستحوذ على حواس المرأة ولا تكتفي بإبهار بصرها فقط، بل يمكنها أن تشم فيها رائحة الطبيعة من خلال عبق العود الذي يستحضر تاريخها وحضارة بلادها، وتلمس فيها تعرجات الخشب وأشكال الطير ونقوش جناح الفراشة وترى بريق الألماس وألوان ريش الببغاء.. وتشعر بحركتها من خلال العناية الدقيقة برسم كل تصميم. وحين تلتمّ تفاصيل أي قطعة مجوهرات في مخيلة المرأة سيتنافس كل منهما هي ومجوهراتها على الإشراق والبريق وتحتار أي منهما هي الجوهرة؟!

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]