منذ كان صبيا يرتاد مقاهي بغداد القديمة، جذبته أقداح الشاي أو "الاستكانات" وهي تتراقص في أيدي العاملين فيها، فقرر مهند أن يتخذ من هذه الأقداح مهنة له.

وبعد مرور أكثر من 15 سنة على إعداد الشاي وتقديمه، تعلم خلالها الكرادي ممارسة العزف على الاستكانات عبر مراقبة اَخرين سبقوه في هذا الباع، تحولت هوايته إلى مهارة فتحت له شيئا فشيئا أبواب العمل.

وعن مهارته قال الكرادي للشرفة "أعزف على أقداح الشاي وأحوّل رناتها إلى موسيقى".

ويستذكر الكرادي بداياته قائلا "كنت أراقب من يقدمون الشاي، خاصة أولئك الذين تمتاز أيديهم بالخفة، وشيئا فشيئا تعلمت كيف أدرّب نفسي وكيف أضبط الإيقاعات بواسطة الأقداح".

وكان يعمل الكرادي في السابق بأحد المطاعم العراقية عندما شاهده أحد الأشخاص وهو يعزف على الاستكانات، فطلب منه مرافقته للعمل بمطعمه في الدوحة حيث يعزف الاَن لزبائنه ألحانا موسيقية مستخدما استكانات الشاي العراقي المهيّل.

الكرادي الذي يقدم عرضه العازف بواسطة الأقداح لرواد المطعم كلما طلب منه ذلك، يرى أن هذه المهارة لا يتقنها سوى القليل، فهو عمل من وجهة نظره "يحتاج إلى خبرة وخفة يد وسرعة على التعامل، بالإضافة إلى أنه يتطلب حسا فنيا وذوقا عاليا يمكّنان صاحبه من العزف على تلك الأقداح".

الدوحة 

وبلغت شهرة الكرادي في الدوحة حدا جعل من المطرب العراقي سعدون جابر يطلب منه أن ينضم إلى أعضاء فرقته الموسيقية خلال الحفل الفني الذي قدمه مؤخرا في الدوحة.

ويقوم الكرادي بعرض فيلم عزفه مع فرقة جابر على شاشة المقهى الذي يعمل فيه في الدوحة، ويقول بفخر "كان ذلك بمثابة اعتراف من قبل فنان كبير وأصيل مثل سعدون جابر بموهبتي، وقد أتاح لي فرصة كبيرة لكي يتعرف علي الجمهور".

ويرى الكرادي أن ما يقدمه هو فن لا يقل شأنا عن أي فن آخر.

وفي هذا السياق، يقول أحد رواد المطعم، القطري محمد العمادي، إنه معجب جدا بما يقدمه الكرادي، فهو على حد وصفه "فنان بكل ما تعنيه الكلمة من معنى".

ويؤكد العمادي للشرفة أن الكرادي "أحد أهم الأسباب التي تدفعني لأزور المطعم باستمرار".

وبالفعل الكرادي اليوم بات مصدرا أساسيا لجذب المزيد من الزبائن إلى المطعم، حيث أن العديد منهم لا يأتون إلى المطعم لتناول الطعام فقط وإنما للاستمتاع بعروضه، وهو ما يؤكده ابراهيم العاني، عراقي مقيم بالدوحة للشرفة.

ويضيف العاني قائلا "أبلغت العديد من زملائي في العمل عن موهبة مهند، وبعضهم جاء إلى المطعم لمشاهدته والاستمتاع بالعروض التي يقدمها. الفكرة جاذبة جدا، وأتمنى أن أشاهده مشاركا في برنامج المواهب العربية، لأنه فعلا موهبة".

وعلى الرغم من أن الكرادي لا يفكر حاليا بإنتاج أي عمل فني مستقل بعيدا عن عمله الحالي في المطعم، إلا إنه يقول إن الأمل يراوده بأن يجد من يتبنى هذه الموهبة بالصقل والتدريب حتى يصل بها إلى مصاف النجومية التي ينشدها، والتي قد توفر له موردا ماليا يجعله يترك مهنة تقديم الشاي إلى الأبد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]