لا زال الفتى ساهر ابو غزال، من أم الفحم، يعاني من صدمة لما مر به بعد ان تعرّض لعملية خطف عنيفة من قبل متطرفين والاعتداء عليه بالسلاح الابيض وذلك اثناء مزاولة عمله في فندق دان بمدينة تل ابيب.

فما تعرّض له الفتى ساهر ابو غزال ليس بالهين على الاطلاق، وخاصة بعد الاحداث الاخيرة التي مرت بها البلاد من تحريض اعمى على فلسطينيي الداخل الفلسطيني والاعتداء على العديد منهم حتى وصل في بعض الاحيان الى عملية قتل مثلما حدث مع الطفل المقدسي محمد ابو خضير والذي تم خطفه قبل عدة اشهر على ايدي المتطرفين ومن ثم قاموا بقتله وحرقه!.

توقعت ان يتم قتلي مثلما حدث مع ابو خضير

كلها افكار كانت ترافق الفتى ساهر ابو غزال لحظة خطفه والاعتداء عليه بوحشية، فما زالت اثار الصدمة ظاهرة عليه ، حيث حدثنا عن ما جرى معه قائلا: أثناء عملي في فندق دان خرجت لبضع دقائق الى خارج الفندق وإذ بشخصين من اليهود المتدينيين ينادوني ، وكانت الساعة حينها حوالي الحادية عشر، وبعد أن استجبت لهم انهال عليهم احدهم بالضرب وقام بضرب رأسي بمقدمة السيارة واعتدى علي بالسكين وادخلوني عنوة الى داخل المركبة تحت التهديد بالقتل، فإنصعت لهم ودخلت الى السيارة بعد ان انهارت قوتي ولم اعد اقدر على المقاومة".

اقتادوني الى احد ازقة تل ابيب وقاموا بإلقائي هناك

واكمل قائلا: وضعوا السكين على عنقي وقاموا بتهديدي بالقتل واقتادوني الى مكان لا اعرفه، وحينها قام اخي بالاتصال بي على هاتف العمل ولكنهم قاموا بأخذ الهاتف مني وكسره، فقام اخي بالاتصال الى هاتفي الشخصي، واقتنصت الفرصة حتى افتح الهاتف واخبره ما جرى، وبالفعل نجحت أن اخبرته ما جرى، الا انهم قاموا بتكسير هاتفي الثاني وإقتادوني الى احد ازقة تل ابيب والقوني هناك وانا انزف.

لم ينتهي مسلسل الرعب والخوف الذي عاشه الفتى ساهر ابو غزال الى هذا الحد، فقد اعتقد حينها بأنهم سيقومون بالعودة لحرقه او قتله مثلما جرى مع الفتى محمد ابو خضير، حيث قال: خلعت بلوزة العمل وقمت بوضعها على بطني لاوقف النزيف وتوجهت زاحفا الى سيدتين كانتا تجلسن بجانب الطريق وطلبت منهن ان اتصل بأخي، الذي وصل واوصلني الى المشفى، وحينما دخلت لم اتلقى اي معالجة حتى انهت الشرطة التحقيق، فقد منعت الشرطة الاطباء من اسعافي حتى ينتهوا من تحقيقهم معي.

ما زالت اعيش بصدمة ورعب مما جرى معي

وعن ما عاشه ابو غزال والاثر الكبير الذي تركه نفسه قال:" انا اليوم استيقظ من النوم واعتقد اني ما زلت مخطوفًا وان هناك من يحاول قتلي، انا بصدمة كبيرة مما جرى معي، فلا يمكنني ان اوصف مدى الرعب والخوف الذي انتابني واتمنى ان تكون هناك حل جذري لهذه المشكلة، فما جرى معي كان من الممكن ان يحدث مع اي شب عربي اخر يعمل في البلدات اليهودية.

عم الفتى ابو غزال : اعضاء الكنيست تجاهلونا بشكل كامل 

اما السيد سامر ابو غزال عم الفتى ساهر ابو غزال فقد ابدى استياءه الشديد مما جرى وخاصة لعدم وجود تحرك جماهيري لمتابعة القضية ومعالجة ابعادها، حيث قال: توجهنا مرات عديدة لأعضاء الكنيست العرب وللقيادات العربية ولم نتلقى اي تجاوب، فالجميع تجاهل الموضوع وما قاموا به فقط بيانات تطالب الشرطة وما الى ذلك!! ولكن حتى الان لم يأتي احد منهم الى بيتنا ليطمئن على حال ابننا، ولم يقوموا حتى بمتابعة الموضوع وابعاده الخطيرة.

وقال ايضا: حتى بلدية ام الفحم لم نتلقى منها اي دعم او اطمئنان على حياة ابننا ، فقد توجهنا للجميع دون ان نلاقي اي تجاوبًا.

الشرطة طالبتنا بعدم نشر الموضوع الا اننا رفضنا

واكمل حديثه قائلا: وحدة اليمار طالبتنا بعدم نشر الموضوع على وسائل الاعلام ولكننا رفضنا هذا الامر لأن ما جرى في غاية الخطورة ويهدد حياة ابناءنا جميعا دون استثناء، هذا امر لا يمكن السكوت عليه، وما يثير غضبي هو تعامل اعضاء الكنيست ، البلدية ، وحتى وسائل الاعلام العبرية مع الموضوع ، فهناك تجاهل كامل للموضوع رغم انه بالفعل وقعت عملية خطف بمعنى الكلمة!!، لقد تعرض ابننا للخطف وكان على بعد لحظات من القتل لولا لطف الله.

نشكر الشيخ هاشم على موقفه الشريف فقد وقف معنا منذ البداية

واختتم قائلا: اين القيادات العربية مما يحدث في الوسط العربي؟ الم يروا ما حدث مع محمد ابو خضير؟ الم يروا ما حدث مع ابننا؟ الم يسمعوا عن بصير محاميد؟ اليوم والد المرحوم بصير محاميد يجلس وحيدا دون ان يتوجه اليه احد من القيادات العربية، فالوحيد الذي توجه الينا وساندنا هو الشيخ هاشم عبد الرحمن، فنحن نشكره ونقدر له هذا الموقف والمساندة القيمة.

الشيخ حمدان يبرق للمسؤولين

واستنكر رئيس بلدية ام الفحم الشيخ خالد حمدان هذا التصرف الهمجي ضد الشاب وارسل صباح اليوم الاحد الى المسؤولين رسالة عاجلة مطالبا فيها بالتحقيق العاجل والمكثف، كما طالب حمدان الجهات المختصة بمعرفة الجناة بشكل سريع وتوقيفهم على الفور وشدد على وضع حد لمسألة العنصرية ضد العرب في الدولة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]