أمامكم شاب لا يحمل رخصة سواقة، يقود سيارة العائلة نزولاً عند طلب والدته – وتضبطه الشرطة متلبساً بالجرم المشهود : فمن برأيكم يستحق عقاباً أشد – الابن الذي ارتكب خطأ،أم الوالدة التي دفعت ابنها لارتكاب الخطأ؟!

هذه "المعضلة" حسمتها مؤخراً محكمة السير بالناصرة

فقبل حوالي سنة، طلبت سيدة (51 عاماً) من أبنها (25 عاماً) إخراج سيارة العائلة من مآب (كراج) المنزل. ولسوء حظه، فما أن أخرج السيارة إلى الشارع،حتى اصطدمت بسيارة شرطة عابرة،فترجل أفرادها منها لفحص المسألة،فتبين لهم أن الشاب لا يحمل رخصة سواقة،فأستدعي للمحكمة.

وفي المحكمة اعترف الشاب ببنود لائحة الاتهام،لكنه أدعي دفاعاً عن نفسه،أنه فعل ما فعل نزولاً عند طلب والدته. ووصف وكيله المحامي أن هذه الحالة "استثنائية" لكونها وقعت نتيجة استجابة الابن لطلب أمه أن يزيح السيارة التي أعاقت سيارة أخرى،وعلى بعد متر واحد من المنزل – كما قال – فما كان من الشاب إلا أن لبى طلب والدته،احتراماً لها،وعملاً بوصية "أحترم أباك وأمك".

عقوبة للأم والابن

ولم يكترث القاضي لا بالوصايا ولا بالمشاعر والعواطف،فحكم على الشاب بالعمل ثلاثة شهور للصالح العام (خدمة الجمهور)،وبحرمانه من رخصة السواقة (حين تكون) لمدة (11) شهراً – وبتغريمه بمبلغ (2500) شيكل.

وحكم على الوالدة (في إطار صفقة ادعاء) بالسجن ستة أشهر مع وقف التنفيذ،وبسحب رخصتها لمدة (11) شهراً،وبدفع غرامة قدرها (500) شيكل.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]