ما عدا الجبهة، فلدى البقية من المفروض أن الدخول للكنيست استثناء، ولكنه مع الوقت تحوّل إلى ثابت
لا يجب تخويف الناس من الترانسفير لأن هذا يدفع الناس للأسرلة، كما أن هذا أمر غير واقعي ولا يمكن تطبيقه
أعترف أنني أحمل رأي الأقلية، ولكن هذا لا يعني أنني على خطأ، كما أن ما كان رأي الأٌلية قبل سنوات قليلة، هو اليوم رأي الأغلبية، كما أن الاحزاب لديها ميزانية انتخابات تصل 15 مليون شيكل، بينما ليست مع المقاعين شاقلا واحدًا
اسرائيل استخدمت أعضاء الكنيست لتبييض وجهها أمام العالم، فلا يمكن أن يصدق العالم أنك ضحية عنصرية بشعة وأنت تصرخ في الكنيست
الكنيست ظاهرة صوتية والانجازات القليلة التي حققت كانت قبل عشر سنوات وانتهى الأمر ونحن في مرحلة جديدة
مدة حدة دعوتنا للمقاطعة لها علاقة مباشرة بالجو العام والظروف المحيطة القريبة
أجرى زميلنا الصحفي وائل عواد لقاء مع مع أيمن حاج يحيى، نائب الأمين العام لحركة كفاح وكان الحوار التالي..
موقع بكرا: هل أنت من المقاطعين مبدئيًا أم من المقاطعين تكتيكيًا؟
أيمن حاج يحيى: أنا من الملتزمين في حركة كفاح التي أنتمي لها، ولدينا أسبابنا الجدية، وإن مهوم المقاطع المبدئي والتأتي غير موجود، ففي السياسة، ما عدا الثوابت والمحرمات كُل شيء خاضع للنقاش، هي أساليب عمل، أحيانًا تكون ناجعة ومطلوبة، وأحيانًا قد لا تكون ناجعة، نحن في حركة كفاح نؤمن بعروبة فلسطين وانتهى الموضوع، وفي سبيل هذا الإيمان نسمع لأنفسنا بالمناورة.
موقع بكرا: إذًا أنت أيضًا تُجيب على أنكُم تقاطعون على الانتخابات لأنها لا تحقق مطالب العرب في الداخل؟
أيمن حاج يحيى: المشاركة بالكنيست استثناء وليس أمر ثابت، حتى العام 1995 أنا وآخرين في حركة كفاح كُنا لا نؤمن بجدوى الانتخابات، ولكن حدثت ظروف سياسية أربزها اتفاق أوسلو، دعت إلى التفكير بأساليب نضالية جديدة منها الكنيست، ولكن الظروف السياسية تغيّرت، ولا يمكن مقارنة ما كان حينها بمحا يحدث اليوم، أدوات الهجوم الصهيوني علينا تغيرت عن السابق ولا يصِح استعمال نفس الأهداف مع تغير الهجوم.
موقع بكرا: عينيًا أكثر، مثل ماذا؟
أيمن حاج يحيى: مثلا، حينها، كان هنالك اندفاع كبير من العرب اتجاه الاحزاب الصهيونية أردنا وقفه، وكانت لدينا فكرة فضح الصهيونية بعقر دارها وجلبها إلى نقطة الصدام المركزية في الكنيست، واستغلال العكنيست لتشكيل قيادة وطنية خارج الكنيست، ولكننا فشلنا في الكثير من النقاط، كما أننا اليوم لسنا بحاجة لفضح الصهوينية من داخل الكنيست، فهم فهم يفضحون أنفسهم بأنفسهم، ولا حاجة للكنيست للتوجه للعالم، فنحن نعيش في عصر العولمة، كما أن هنالك ثمنًا باهظَا ندفعه وهو اعطاء الشرعية للكنيست، حينها كان لهذا ما يبرره، ولكن اليوم ليس هنالك مبرر لأمر كهذا.. وحتى الآن لم يتم تقييم جدي لجدوى الكنيست.
موقع بكرا: حتى الآن أنت تتجاهل الكثير من الانجازات مثل أن الكنيست بوابة للكثير الأماكن أو قانون المهن الطبية المساعدة مثلا.. لماذا تتجاهل كل ذلك؟
أيمن حاج يحيى: في السياسية لا يوجد أبيض وأسود في التقييم، لكل شيء سلبيات وإيجابيات، أنا أقول أنه تم تحقيق بعض الأمور، ولكن ليس في العشر سنوات الأخيرة، الكنيست تحولت إلى منصة صراخ وظواهر صوتية فقط، إن ما نحصل عليه من مشاركتنا في الكنيست لا يُساوي ما نخسره.
موقع بكرا: عن أي ثمن تتحدث؟
أيمن حاج يحيى: مجملنا لا يعرف كم تتاجر سرائيل في الخارج في قضية مشاركتنا في الكنيست، من الصعب أن تسوّق قضايانا في الخارج كقضايا عنصرية وأنت تصرخ في الكنيست، موقفنا ضعيف لهذا السبب.. اسرائيل نجحت بتبييض صورتها، على الأقل اتجاه قضيتنا.
ونحنُ لسنا الأقلية الوحيدة التي ترفض المشاركة في الانتخابات في الظروف والشروط التي يفرضها المحتل.. معركتنا خاسرة حتى الآن، فأقل بكثير مما يحدث معنا يحدث مع غيرنا تقوم الدنيا ولا تقعد، والسبب أن العالم ينظر لأعضاء الكنيست العرب يصرخون ويعبرون عن رأيهم، فالأجنبي لن يقترع أننا تحت نظام عنصري وأبارتهايد، إنما سيرون بأحسن الأحوال أنه ينقصنا حقوق.
موقع بكرا: قد يكون ذلك صحيح، ولكن المشكلة أن القيادة الوطنية ضعيفة دون علاقة بأعضاء الكنيست؟
أيمن حاج يحيى: أعضاء الكنيست العرب يحلمون بتحقيق إنجازات كي يرفعون أسهمهم، ولكن المشكلة أننا نصرخ وننظّر لبناء قيادة وطنية منتخبة، ولكن ما دام بديل الكنيست موجود (وهو بديل مُريح يختصر أمور مثل التمويل مثلا) فلن تتخذ الأحزاب قرارًا بالخروج من الغرفة المُريحة للعمل الوطني الحقيقي.
موقع بكرا: هل مجتمعنا ناضج لانتخابات من الذي تتحدث عنها لبناء قيادة وطنية؟
أيمن حاج يحيى: إذا كنا ندعي أن لدينا 9 أحزاب ، وكل حزب لديه صيد ضخم وووو .. فالمفروض أن لدينا جماهير ناضجة، يجب أن يكون لدينا خطة واضحة، ولكن أولا يجب الانسحاب للكنيست، وبعدها، الحاجة أم الاختراع، الظروف ستدفعنا لتشكيل قيادة وطنية حيقيقية.
موقع بكرا: هل تفكر أن أعضاء الكنيست العرب انتهازيون ومصلحجيون أم أنهُم بكب بساطة يحملون رؤية وطنية مختلفة عن رؤيتك؟
أيمن حاج يحيى: أولا أود الإشارة أنني لا أرى أن من يذهب للكنيست هو أقل وطنية من الذي لا يذهب للكنيست، المسألة مسألة وجهات نظر، هذه اجتهادات سياسية.. وطبعًا أنا أتحدث عن الذين يذهبون للأحزاب العربية، فمن يشارك مع الأحزاب الصهيونية فهو صهيوني .. وانتهى الأمر.
موقع بكرا: وأنت في التجمع قبل استقالتك، هل طرحت هذا الموضوع أم لا؟
أيمن حاج يحيى: في التجمع كان هنالك نقاش وقرار مؤلم حينها للذهاب للكنيست، وهنالك في الكنيست من يتألم في الذهاب للكنيست، وأنا كنت أتألم وأمارس العمل للانتخابات مُرغمًا، وقبل الخروج لم يكن هنالك مباشر على هذه المسألة، ولكن دائمًا كان هنالك نقاش مستمر، ولكن لم يطرح الموضوع للنقاش بشكل جدي في الفترة الأخيرة لأنه لم يكن هنالك نقاش جدي في هذا الموضوع.
موقع بكرا: غالبية الاستطلاعات تقول أن نسبة التصويت في حال وحدة ستزيد عن الـ 60%، والـ 40% الباقين قسم كبير منهم لن يذهب للتصويت بسبب اللامبالاة، أي أنكُم الأقلية، ألا ترى ذلك؟!
أيمن حاج يحيى: نعم، نحن أقلية، ولكن هذا لا يعني أنك غير صداق أو غير مصيب، هنالك قضايا تطرح اليوم تكون رأي الأقلية، ولكن بعد ثلاث أو أربع سنوات يصبح رأي الأغلبية.. ولكي نضع الأمور في السياق الصحيح، الأحزاب لديها ميزانية انتخابات نحو 15 مليون شيكل وللمقاطعين لا يوجد ولا شاقل واحد، وهذا أمر مركزي، ولكن هنالك أيضًا مسألة التخويف التي ساهم فيها أعضاء الكنيست العرب ضد جمهورهم، وذلك من حيث يدرون أو لا يدرون، فهم يقولون أن هنالك خوف على وجودنا في هذه البلاد لذلك يجب أن نصوّت، ولكن هكذا من حيث لا ندري خوّفنا الناس من الترانسفير، وندفعهم هكذا للأسرلة، المسألة ليست لعبة، ولا أحد يستطيع لا طردنا والمسألة ليست بهذه السذاجة، ولا يوجد حل دولتين، هذه مسألة غير قائمة، لن نصل لهذه المرحلة برأيي.
موقع بكرا: هل ستكون وحدة بين الداعين للمقاطعة كما يفكرون بقائمة مشتركة للكنيست؟
أيمن حاج يحيى: القرار في حركة كفاح هو المقاطعة، وبعد أن تقرر الحركة إلى أي مدى ستذهب في مسألة المقاطعة، نستطيع الدخول لهذا المدخل، وهالك تفاهمات مبدئية مع مُقاطعين آخرين.. فعندما تعمل في السياسة أنت لا تعمل في الفضاء الخارجي، فما يحدث حولنا يجعلنا نقرر مدى العمل، وأقول لك أننا سنهتم أن لا يتضرر طرف أكثر من طرف في الدعوة للمقاطعة، ولدينا طرقنا لفحص وتنفيذ ذلك.
موقع بكرا: هل ستكون سعيدًا إذا فقت بعد الانتخابات ولم ترى عضو كنيست عربي واحد؟
أيمن حاج يحيى: الموضوع ليست انبساط أو عدم انبساط، إنما هو تحقيق رؤوية سياسية، ولكن لن أكون سعيدًا ف حالة كهذه لأن لدي أصدقاء يعزّون علي سيخيب أملهم وستتعرقل رؤيتهم.
[email protected]
أضف تعليق