حقق الأطباء خريجو جامعة القدس في أبو ديس نتائجَ متميزةً في امتحان البورد الإسرائيلي، حيث اجتاز الامتحان 38 طبيباً من أصل أربعين تقدموا للامتحان بنسبة نجاح 94% وهي الأعلى لخريجي الجامعات الأجنبية في الامتحان الإسرائيلي حيث يتدنى متوسط العبور ل 35%.
هذا ومنعت وزارة الصحة لسنينَ طويلة خريجي الكلية من التقدم لامتحان البورد لأنها لا تعترف بجامعتهم كجامعة أجنبية مثل باقي
الجامعات الفلسطينية بذريعة وجود مكاتب للجامعة في القدس الشرقية، وهو الإدعاء الذي دحضه محامي الخريجين شلومو ليكر في المحاكمِ الإسرائيلية اللوائية والعليا.
ويخوض ليكر مع الخريجين لسنين طويلة نضالاً قضائيا وتفاوضيا وإعلاميا وأكاديمياً للضغط على السلطات الاسرائيلية للاعتراف بشهادة الخريجين، جنّد خلاله الصحافة الاسرائيلية والعالمية واستقطب مساهمين ومناصرين لقضية الخريجين من الأطباء والحقوقيين والإعلاميين وأعضاء الكنيست، تتوج أخيراً بأروقة المحكمة العليا التي أجبرت الوزارة على الاعتراف بشهادة الخريجين والسماح لهم بدخول امتحان البورد.
ويُعزِّز هذا الانجاز فرصة المحامي ليكر بالحصول على اعتراف وزارة الصحة بشهادة خريجي باقي الكليات الطبية والصحية الذين يمثلهم.
"من شأن نجاح الأطباء أن يُغذي المراكز الصحية والمستشفيات في شرق القدس بالكوادر الطبية اللازمة" يقول د.باسل نصار وهو أحد الخريجين الحاصلين على البورد الاسرائيلي ويعمل حالياً في مراكز كوبات حوليم كلاليت للصحة العامة، ويضيف "إذْ يعاني سكان شرق القدس منذ سنوات من نقص الخدمات والكوادر الطبية والصحية، حيث يفتقر 300.000 مواطنٍ عربيٍ لمراكز الطوارئ، والعيادات الليليّة، والعلاج الطبيعي، ومراكز الرعاية الخاصة بالحوامل والأمومة والمسنين. ويفتقد المواطنون العرب في القدس بشكل خاص إلى الأطباء والكوادر الصحية المتحدثة باللغة العربية، خاصةٌ في مستشفيات غرب القدس، مما أدى إلى اعتلال في نظام وجودة الخدمة الطبية وخللاً طبياً قاتلاً في بعض الحالات. وتعلل وزارة الصحة هذا النقص بقلة الكوادر الطبية العربية المؤهلة".
"لقد حُرمنا من العمل في مدينتنا وخدمة أهلنا"، يقول د.محمد الأعور، وهو أحد الناجحين في الامتحان والمتخصص في طب الأطفال، "مما أُجبرَنا على التهجير الوظيفي القسري اليومي، والعمل برواتب زهيدة لا تكفي حاجتنا في ظل غلاء المعيشة داخل القدس، مما دفع بعضنا للهجرة لأوروبا وأمريكا التي فتحت أبوابها لنا، لكنهم سيعودون الآن للعيش في بلدهم وخدمة مجتمعهم.
وقد خاض ليكر قضايا شائكة في مجال حقوق الفلسطينيين، منها الجدار ومصادرة الأراضي وهدم البيوت وسحب الهويات، لكنه يصف قضية الخريجين "بالقضية الأصعب في حياته المهنية خلال 23 عاماً".
[email protected]
أضف تعليق