( نشرتْ صحيفة " هآرتس" ( 10/12) مقالاً للطالبة الجامعية سجى أبو فنّة، من قرية كفر قرع بالمثلث، وتدرس موضوعي الصحافة والعلوم السياسية في جامعة حيفا- تعبّر فيه عن هواجسها القومية والوطنية، كمواطنة عربية فلسطينية في إسرائيل، اختارت له العنوات أعلاه (" عربيّ دومًا"). ونخن إذ نضمّ صوتنا ( وهواجسنا) إلى صوت " سجى"، نرى أهمية، بل واجبًا، في تبنّيه ونشره، معربين عن فخرنا واعتزازنا بجرأة وصراحة هذا الصوت الوطني الصادق- وصاحبته) " بُـكرا".
* * *
عربي دومًا
" حتى لو كانت لديك بطاقة هوية زرقا، وأنت مواطن في دولة إسرائيل، فهذا لا يهمّ، إذ أنك تبقى عربيًا. وإن كان الأمر يتعلق بالجرف الصامد، عامود السحاب، الرصاص المصبوب أو حرب لبنان الثانية- فإنك متهم على الدوام، ودومًا تكون خائنًا، ودومًا تكون مخربًا، ودومًا تكون طابورًا خامسًا- لأنك عربي.
وإذا دخلت إلى الدكان لتشتري حليبًا، ووجدت عند صندوق المحاسبة إعلانًا كبيرًا مكتوبًا عليه " نحن لا نشغّل العرب"- فلا تستغرب. فرئيس بلدية أشكلون قد قرر أن اليهود لا يشغّلون عربًا. وإن كنتَ ذلك " الأحمد" الذي يحب إٍسرائيل ويدرس في الجامعة التي يغنّي عنها " عمير بنيون"، وإذا قال المحاضر أن الكراهية ضد المسلمين غير مبررة- فدائمًا تكون هنالك من تتساءل: " لماذا غير مبرره"؟ لأنك حتى في عالم الأكاديميا، تبقى عربيًا.
وفي كرة القدم أيضًا، لعبة الجميع دون استثناء، دومًا يصادرون أعلام فلسطين في المدرجات، ودومًا يكون هنالك أنصار فريق بيتار القدس، ليخربوا الملعب، لأن ملعب العرب، هو ساحة تدريب على العمليات التخريبية.
وحتى لو كنت عضو كنيست، مثل جمال زحالقة فرضًا، وتعتلي المنصة لتلقي خطابًا، وتقول أن مدير الجلسة، موشيه فيغلين، ذلك الذي يدخل إلى الأقصى بين الحين والآخر لتهييج الخواطر- هو فاشيّ، فعلى الفور سيستدعي فيغلين حرس الكنيست لإنزالك عن المنصة، ولجرّك مثل الكبش، لأنك حتى لو كنت ممثلا لأقلية في الدولة اليهودية، لا يجوز لك أن تنسى: أنت عربي.
أأنت تنتمي إلى مواطني الدولة المخلصين: درزي أوبدوي خدم بالجيش الإسرائيلي خلال حملة " الجرف الصامد"؟ هذا لن ينفعك عندما تريد الدخول إلى ملهى في كرمئيل، لأنه لا يهمّ الإخلاص، ولا تهم سنوات الخدمة- فأنت عربي. بإمكانك أن تكوني حتى " لوسي هريش"، النموذج الأمثل للاندماج والإنصهار- ناهيك عن النفاق- في المجتمع الإسرائيلي، والتي تختار إدانة القتل في القدس وتصمت خلال الأحداث التي سبقته- وهذا أيضًا لن يحدي، لأنك عربية.
حتى لو لم يمرر قانون القومية، فإنك ستبقى مواطنًا من الدرجة الثانية في دولة إسرائيل الديمقراطية، لكن إذا سُنّ القانون فعلاً، فإنك ستتوّج بهذه الصفة، رسميًا!
( ترجمة غسان بصول)
[email protected]
أضف تعليق