وجاء في الخبر، أن البيان " صيغ بشكل حذر، بحيث لم يتضمن انتقادًا إلى جهة محددة، متضمنًا، بالعموميات، التمني والأمل، بحلول السلام وتحقيق الحريات".
وأشير إلى أن البيان لم يعمّم على جمهور الطلاب ولا على طاقم المحاضرين، بل اكتفى مصدروه بنشره في مكان مغمور في موقع الجامعة على الشبكة العنكبوتية.
وأرجعت مصادر في الجامعة السبب في "تغييب وطمس البيان بهذا الشكل" إلى خشية سُلطان الجامعة من تسبّبه في إغضاب الحكومة وإزعاجها، رغم " تواضع واعتدال ضيغته ومضمونه"، وخشيتها من تداعياته عليها!
يهود ومسلمون ومسيحيون...
وتتكون "اللجنة التنفيذية" للجامعة، من ستين عضوًا، بالإضافة إلى " ممثلي جمهور" من إسرائيل والخارج، وممثلين عن الطاقم الأكاديمي.
وجاء في الخبر أن مجموعة من أعضاء " اللجنة" بدأت قبل شهر، بصياغة بيان يدين استخدام العنف، وجرت سلسلة من الإضافات والتعديلات عليه، إلى أن تم الاتفاق قبل أقل من أسبوعين على " صيغة معتدلة توافقية، جاء فيها أن الجامعة تتابع بقلق بالغ التطورات الأخيرة في المنطقة، التي تشكل عقبات وعوائق أمام الحياة المشتركة في القدس، وتشكل تهديدًا على أمن وسلام مواطنيها. ولأن مؤسستنا تُعنى بنشر العلم والمعرفة والمساهمة في إعلاء شأن المجتمع، فإننا نبدي قلقنا البالغ من تداعيات وتأثيرات الأحداث الأخيرة على طلابنا وباحثينا"- كما ورد في البيان، الذي شدد أيضًا على أن الجامعة هي أسرة متناغمة متناسقة، مكونة من اليهود والمسلمين والمسيحيين، وغيرهم، كما أنها جزء من الأسرة الأكاديمية العالمية التي تعمل وفقًا لمبدأ حل النزاعات بالحوار المقنع، وليس بالإكراه أو العنف.
إسماع صوت الجامعة....
وتضمن البيان إشارة إلى أن الجامعة العبرية كانت وما زالت تصبو إلى الحفاظ على روح التسامح والتفهم تجاه كافة المجموعات الإثنية والدينية التي تتكون منها الأسرة الطلابية المتعددة الأطياف وأسرة الباحثين.
واختتم البيان بدعوة كافة الأطراف ذات العلاقة للامتناع عن اللجوء إلى العنف، بل اللجوء إلى الحوار وصولاً إلى حل النزاعات " وبودنا أن نذكّر كافة الزعماء والمسؤولين القلقين مما هو آتٍ- أن القدس ليست مجرد مدينة مكونة من أماكن مقدسة ومواطنين متعددي الثقافات، بل هي أيضًا أزمنة السلام والحرية، فقط".
وتضمن البيان الذي صدقت عليه " اللجنة التنفيذية" كذلك، بندًا يتعلق بتعميمه على جمهور الطلبة والمحاضرين، لكن هذا البند لم يتحقق.
وعن ذلك قال مصدر في الجامعة، رفض الإفصاح عن هويته، أن الجامعة تحتوي على عدد لا يستهان به من الطلاب العرب، وكان يمكن أن يشعروا بالبهجة والارتياح حين يعرفون أن الجامعة لا تعتبرهم " هلاميين مغيّبين" بل هي تهتم بهم. ولذا فلا مغزى ولا تأثير للبيان طالما ظل طيّ الكتمان ومقتصرًا على فئة ضيقه من الناس. ولا حكمة في أن نخاطب أنفسنا فحسْب!
وأضاف مصدر آخر، أنه ما لم يُسمع صوت الجامعة، وطالما التزمت الصمت وخاطبت نفسها فقط- فإن هذا يعني وجود كم زائد من الرقابة الذاتية غير المبررة، بينما يتوجب على أية مؤسسة أكاديمية ثقافية أن تعبر عن مواقفها دون خوف أو وجل.
[email protected]
أضف تعليق