من المتعارف عليه عالميًا على أن 26 تشرين ثاني من كل عام هو اليوم العالمي لمكافحة المخدارات لما لها من مخاطر جسيمة تهدد العالم، وتمثل ظاهرة تلقى مقاومة شديدة من الحكومات لمنع انتشارها. ويهدف هذا اليوم إلى توعية المجتمعات بالمقصود بمعنى الإدمان، وأضراره، وكيفية التعرف على أعراضه والعلامات التي تظهر على متعاطي المخدرات، والتبصير بما يجب إتباعه لتفادي الوقوع فيه هذا الخطر الكبير وكيفية الوقاية من انتشاره عن طريق التنشئة الاجتماعية السليمة وتلبية احتياجات الشباب في وقت مبكر يتناسب مع نموهم الفكري والجسدي. 

وفي هذا السياق فضَل موقع "بكرا" التحدث إلى مدمن سابق، يعمل اليوم كمرشد في الشؤون الاجتماعية، في الناصرة، محذرًا من موضوع ادمان المخدرات وناشطًا في مجال توعية الشبان.

عطا جبارين، من الناصرة، ادمن المخدرات والكحول مدة 35 عاما، واليوم يتساءل كيف اضاع عمره على هذه الحال حيث قال لـ"بكرا": بدأت بالادمان عندما كنت في العاشرة من عمري عن طريق ادمان شرب الكحول والنبيذ خاصة في الاعياد والاعراس، حيث كنا نسرق المشروب عن الطاولات في الاعراس. لاحقًا، وبعد عدة سنوات بدأت بالتدخين ومن ثم في الخامسة عشر من عمري بدأت بتعاطي المخدرات نتيجة للاختلاط الموجود في الشارع والمقاهي، وكنت عندها احاول تقليد العالم السفلي وعالم الجريمة، واستمريت بالادمان مدة طويلة ما يقارب الـ 35 عامًا، حيث تطورت المسألة معي من حشيش الى مخدرات من نوع اثقل وحتى انني دخلت الى السجن بسبب المخدرات والادمان.

التجار وزعوا مجاني المخدرات..!

وتابع: الحياة لم تكن سهلة، كانت هناك عدة اسباب ادت الى هروبي من المنزل وبالتالي بحثت عن انتماء خارج المنزل وانجررت وراء قطيع من الشبان يستعملون المخدرات والمشروب ويعيشون حياة سهلة لا يريدون ان يعملوا. في البداية كنت استعمل الحشيش ومن ثم هيرويين ومورفين وحبوب مختلفة علمًا انه قد مرت فترة في الناصرة كانت توزع فيها المخدرات بشكل مجاني من قبل التجار.

اعمل كمرشد في هذا المجال من خلال المؤسسة التي ساعدتني على الشفاء من الادمان

واشار لـ"بكرا" قائلا: اندمجت بعالم الجريمة والمخدرات ووصلت الى مراحل صعبة جدًا وسجنت اربعة مرات، عندما تمكنت مني المخدرات اصبحت خارجًا عن القانون الاجتماعي وبعيدًا عن الدين واصبحت عبد للمخدرات.

وأكمل: عن طريق السجن دخلت عدة مرات الى برنامج العمل الاجتماعي واعادة التأهيل، علما انه لم ينجح معي من المرة الاولى حتى وصلت الى مرحلة رأيت ان اولادي قد كبروا وبان زوجتي قد تعبت من الوضع وقامت بتربية اولادي لوحدها اثناء وجودي في السجن فاردت ان اغير حياتي والالم الذي كنت اعيش به واستطعت في النهاية التغلب على المخدرات بمساعدة الشؤون الاجتماعية.

وأضاف: اليوم انا متواجد في برنامج اعادة التأهيل منذ عشرة سنوات، واعمل كمرشدًا في هذا المجال من خلال المؤسسة التي ساعدتني على الشفاء من الادمان، الشؤون الاجتماعية، كما ان اولادي لديهم لقب اول وثاني ، واحدى بناتي تعمل كمحاسبة.

لا يوجد اطر تضم شبابنا وتحميهم من الضياع

كما تطرق جبارين في حديثه الى ان المجتمع العربي يفتقر الى اطر هادفة تدعم الشبان وتبعدهم عن طريق الادمان حيث قال لـ"بكرا": ما ينقصنا اليوم في المجتمع هو توسيع المعرفة ونشر الرسالة اضافة الى توعية في المدارس والشوارع فيما يتعلق بالموضوع، انا شخصيا اعمل كمتطوع في الشؤون الاجتماعية منذ سنوات وللاسف لا اجد الدعم الكافي، لا يوجد اطر تضم شبابنا وتحميهم من الضياع، المسؤولية تقع على الاهالي والمجتمع وليس نقص الميزانيات.

في النهاية دعا جبارين الشبان الحذر من الوقوع في براثن المخدرات كما دعا الاهالي الى الحذر والانتباه لابنائهم مؤكدًا الى ان نسبة الادمان في الشارع العربي كبيرة جدا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]