الطفل مؤتمن خلايلة (6 أعوام) من مجد الكروم، ووحيد والديه، ويعاني من سمنة زائدة منذ ولادته، و- "ما زاد الطين بلة"- كما يقول المثل العربي، أنه تبين لاحقًا أنه يعاني من "تخلف عقلي" خفيف، وهي حالة غير سوية من النمو العقلي، وبالتالي يقل اداؤه للوظائف العادية عن بقية أترابه في مثل سنه.
يُشار إلى أن معظم الأبحاث الطبية أشارت إلى انه هنالك صعوبة في تشخيص الحالات الـ "خفيفة" من "الإعاقة العقلية" حيث تكتشف مع بداية التعليم وحين يواجه الطفل المُصاب مشاكل في التعليم.
مراسل "بكرا" التقى عائلة خلايلة ليستمع الى معاناتهم اليومية مع مؤتمن، خاصةً في ظل غياب أطر مماثلة في قرانا العربية، حيث تقوم الوالدة كل صباح بالسفر به الى مدرسة "رننيم" في "كريات شمونة" وتعود بعد الظهر لتقله الى البيت، علمًا ان الوالدة اماني تركت عملها قبل مدة لهذا السبب وانخرطت في عمل جديد يلائم هذا البرنامج اليومي الصعب من النواحي المادية والجسدية.
مجتمعنا ظالم ولا يتقبل هذه الحالات
وتقول الوالدة اماني: الحالة التي يعاني منها مؤتمن نادرة جدًا. هناك 112 حالة في البلاد كحالة مؤتمن.
وأضافت: بالنسبة لي مؤتمن هو جوهرة وطيب كثير، لكن لا يمكن تصور وضع والدة في حالة مؤتمن، فقد عانيت معه كثيرًا عندما كان في الروضة، وللاسف الشديد مجتمعنا لا يتقبل مثل هذه الحالات في الاطر الرسمية، ومع مرور الوقت كان لا بد من ايجاد اطار مناسب له لينخرط في مدرسة تناسبه، وبعد الفحص والبحث المضني والتوجه للمؤسسات وجدنا ان مدرسة "رننيم" في كريات شمونة هي الافضل لمؤتمن.
المجلس المحلي يغرد في فضاء اخر
وتابعت اماني: تركت عملي السابق الذي استمر لمدة سبع سنوات كي استطيع السفر يوميا مع مؤتمن كل صباح الى "كريات شمونة"، ومن ثم اعود بعد ساعات الظهر الى هناك لأعود بمؤتمن الى البيت، هذا بالنسبة لي جهد كبير حيث اقضي على الطرقات يوميا اربع ساعات ناهيك عن المصاريف المادية المترتبة عن ذلك، وقبل بداية الموسم الدراسي توجهنا الى المجلس المحلي لمساعدتنا في موضوع السفر لكن الجواب كان ان المجلس لا يمكنه المساعدة بالامر دون موافقة وزارة المعارف.
وتتساءل اماني: هل يعقل ان يستمر هذا الحال دون مساعدة من أي مؤسسة رسمية وخاصة المجلس المحلي؟ !
مؤتمن حاليًا في المنزل...نريد حلا جذريا وليس جزئيا
بدوره فقد قال الوالد ياسر:لكي اكون منصفا مع المجلس المحلي فقد قدم الاخير طلبا الى الوزارة لكي تصادق على موضوع السفر، ووعد رئيس المجلس بالمساعدة بمقدار 25% فيما تمول الباقي وزارة المعارف، لكن مع عدم وجود مصادقة من الوزارة فلا يمكن للمجلس المحلي تمويل السفر لمؤتمن، وعتبي على رئيس المجلس الذي خاطب الوزارة بجملتين وكأن الموضوع "رفع عتب".
وختم ياسر: ادارة المدرسة في "كريات شمونة" تعمل جهدا مقابل وزارة المعارف لتأمين سفر مؤتمن، وفي هذه المرحلة قررنا التوقف وعدم اصطحاب مؤتمن لمدرسته في "كريات شمونة" لمدة شهر حتى نجد حلا منصفا، لأننا ضقنا ذرعا ولا يمكننا الاستمرار في هذا الوضع ، فموضوع مؤتمن يكلفنا اكثر من 3000 شيكل شهريا للسفريات.
وتابع ياسر: عرضت علينا بعض الحلول الجزئية وإحداها تامين سفر مؤتمن الى مفرق عميعاد ومن هناك تقله حافلة من طبريا، حافلة تقل أطفالا كحالة مؤتمن يتعلمون في "كريات شمونة"، لكننا ما زلنا مترددين ونحاول ايجاد حل جذري اكثر.
مراسل "بكرا" حاول اكثر من مرة التحدث الى رئيس المجلس سليم صليبي لمن هاتفه كان مغلقا!، وسنقوم بنشر الرد حال توفره.
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
انا ابني نفس المشكله عمر10 وزن 75 عندو مشاكل بعقلوا تفكيرو اصغر من اولاد جيلوا هو صار يستحي من جسمو انا مش عارفي شوالحل الولد نفسيتو تعباني وانا كمان بشفق على ابني