إسرائيل تعتقل الفلسطينيين بسبب... "فيسبوك"

بدأت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، في تطور خطير وجديد، بمحاكمة المقدسيين على خلفية مشاركاتهم على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بتهمة "التحريض".
وقالت شرطة الاحتلال في بيان لها إنّ محققين وأفراداً من مباحث شرطة الاحتلال في القدس المحتلة، قاموا أخيراً باعتقال الشاب المقدسي محمود عسيلة (32 عاماً) من سكان البلدة القديمة بالقدس، بشبهة التحريض.

وأشار البيان إلى أن الشاب عسيلة نشر خلال الأشهر القليلة الماضية، عبر صفحة التواصل الاجتماعي الخاصة به، صوراً مع مقاطع فيديو وبيانات "تحريضية" تضمنت إلحاق الأذى بقوات الاحتلال، بمن في ذلك أولئك الذين أحبطوا تنفيذ عملية الدهس في القدس المحتلة يوم الخامس عشر من الشهر الحالي، عبر بيانات ومنشورات تحرض على دهس إسرائيليين.

ويستشف من مادة التحقيقات المتوفرة، أنه بعد تنفيذ عملية الدهس سابقة الذكر، نشر عسيلة عبر صفحته، صور بيانات مع أقوال وأشرطة فيديو، مشيداً بمنفّذ العملية، إلى جانب الشتائم والإدانات الموجهة ضد قوات الأمن الذين أطلقوا النيران باتجاه منفذها في حينه. كما عثر على صور مرفوعة لعسيلة وهو يحمل مسدساً، وسكاكين وهراوات وبندقية.

وادعت الناطقة بلسان شرطة الاحتلال أن المنشورات المنسوبة إلى عسيلة، أدت إلى العديد من ردود الفعل من قبل آلاف متتبعي صفحته على "فيسبوك" الذين أشادوا وعززوا من أقواله معربين عن تأييدهم. وحتى نشروا صوراً ورسوماً كاريكاتورية ترويجية تعبّر عن الدعم لدهس إسرائيليين.

وكشف التحقيق، مع الشاب المقدسي، على زعم بيان الشرطة، أن المشتبه فيه نشر عبر صفحته على "فيسبوك" تهديدات ضد الفتى النصراوي البالغ من العمر نحو 16 عاماً والذي كان قد نشر خلال شهر يونيو/حزيران الماضي شريط فيديو يعبر فيه عن "تضامنه" مع إسرائيل مع دعوته إلى إعادة الفتية الثلاثة الإسرائيليين المختطفين، ووصفه بـ"خائن للشعب الفلسطيني".

وبحسب المزاعم الإسرائيلية فإن "المشتبه به اعترف خلال التحقيقات معه بوضع هذه المنشورات على صفحته. وقال، إنه فعل ذلك كجزء من "حرية التعبير" وكرد فعل فقط على سوء المعاملة والشتائم الموجهة ضده على فيسبوك".

وكشفت الناطقة بلسان شرطة الاحتلال، أنه، وفقاً لسياسة مفوض الشرطة العام الإسرائيلي، بشأن مزيد من التشديد في تطبيق وإنفاذ القانون المتعلق بـ"جرائم التحريض والعنصرية"، فقد أوعز قائد شرطة الاحتلال في القدس، موشيه أدري باتخاذ كافة الاجراءات القانونية المتاحة ضد كل مشتبه فيه بالتحريض ونشر مواد مسيئة وتحديداً على الشبكات الاجتماعية، مشيراً إلى الخطورة البالغة التي تحتويها، وقد تنطوي مثل هذا الجرائم على تشجيع على القيام بأعمال انتقامية وعنف.

ويذكر أنه تم تمديد اعتقال الشاب عسيلة، المرة تلو الأخرى في محكمة الصلح في القدس وحتى نهار الثلاثاء حيث من المقرر إحالته مرة أخرى إلى المحكمة لتمديد اعتقاله على ذمة التحقيقات الجارية.