مسلمون ومسيحيون وأيزيديون، أناس من جميع الأعمار والأديان يتجهون الى منزل النحاتة باسمة الصفارليلقون نظرة على أعمالها الفنية في منزلها الصغير الذي تحول إلى متحف يضم منحوتات ورسوم تحكي التاريخ المسيحي ومراحل حياة النبي عيسى عليه السلام.
في بلدة القوش (30 كم شمال الموصل)، أصبح منزل الصفار الكلاسيكي المشيد على مساحة 200 متر، ذائع الصيت، كونه غني باللوحات والمنحوتات التي تعرف بالديانة المسيحية، وتبرز دور مسيحيي العراق في بناء بلدهم وارتباطهم بأرضهم وتراثهم، وتلاحم بقية الأديان معهم.
وقالت الصفار إن أعمالها "تمكنت من تعريف الزوار الذين يقصدون المنزل بالديانة المسيحية"، مبينة أن "زوار المنزل يأتون من مختلف المناطق ومن جميع الديانات لرؤية الأعمال الفنية التي تجسد جزءا مهما من تاريخ المسيحية".
الصفار: "المسيح يمثل حق المسلم والمسيحي والأيزيدي والصابئي".
وترى الصفار أن "التعرف على حياة ومسيرة المسيح مهم جدا، كون المسيح يمثل حق المسلم والمسيحي والأيزيدي والصابئي".
وتعمل الصفار حاليا على تطوير مشروعها الفني، ليشمل مسيرة بعض الشخصيات المسيحية التي ساهمت في الحياة العامة، وتقول إن "المشروع يهدف الى إبراز الدور الذي لعبه المسيحيون في العراق وإقليم كردستان وارتباطهم بأرضهم وتراثهم في العراق".
وشهدت بلدة القوش وغيرها من مناطق سهل نينوى موجة نزوح كبيرة خلال الأيام الماضية عقب سيطرة مسلحي تنظيم "داعش" على مدينة الموصل، ما أثار هواجس القلق لدى المكونات الدينية والقومية خشية من استهدافها من قبل الجماعات المسلحة.
وتصر الصفار على إتمام مشروعها رغم الظروف الصعبة التي تشهدها المنطقة، وتؤكد أن ذلك "جزء من مواجهة هجمات الجماعات المسلحة التي تحاول تدمير التنوع الديني والتعايش السلمي بين المكونات الدينية والقومية في العراق".
وتبدي الصفار أسفها لما "يتعرض له العراق من مخططات وهجمات تستهدف تطوره في مختلف المجالات"، معتبرة أن "العراق تحول إلى جثة الكل يريد أن يأكل جزءا منها، لكن رغم ذلك يتطلع العراقيون لمستقبل أفضل".
[email protected]
أضف تعليق