منذ طفولته، كان أمير يحلم أن يصبح طبيبًا، هذا الحلم الذي كبر معه ورافقه، لم يقف أمام العقبات والتحديات التي يواجهها معظم الطلاب العرب في البلاد، ، منذ لحظة التفكير بالتسجيل إلى الجامعة، وحتى لا يبقى هذا الحلم هاجسًا في نسفه، قرر أمير الدراسة في الخارج.

فلم يكن اختياره للدراسة خارج إطار المؤسسات الأكاديمية في البلاد، نتيجة صدفة، فهو مثل الكثير من الطلاب العرب في البلاد، اتخذ من " الغربة" ملجأً، يبعده عن العقبات التي تواجه معظم الطلاب العرب، من تحديد السن الدراسة، وامتحانات القبول، وخاصة في المواضيع الطبية.

يدرس أمير أبو رمحين (27) عامًا، وهو من بلدة المكر، موضوع الطب العام، في الجامعة الحكومية للطب والصيدلة في جمهورية مولدوفا – تحديدًا في العاصمة كيشيناو، وهو في سنته الدراسية الرابعة، إضافة إلى ذلك يشغل منصب للطلاب العرب وطلاب السنة الرابعة في الطب داخل الجامعة.

الدراسة في مولدوفا تحديدًا...

وعن اختياره للدراسة في مولدوفا قال: اخترت جمهورية مولدوفا بسبب العقبات التي تواجه الطالب العربي في البلاد، وتصعيب شروط القبول على الطلاب، وامتحان القبول، والمقابلة الخاصة بشروط التعليم.

مُشيرًا إلى حُبه وتصميمه لدراسة موضوع الطب منذ صغره.

وتابع: كان اختياري للدراسة في مولدوفا عن طريق الصدفة، فكنت برفقة أحد الأقارب، وذكر حينها عدد الطلاب الدارسين في مولدوفا، ونصحني بالدراسة بها.

"بالإضافة إلى أن الحياة المعيشية في جمهورية مولدوفا، رخيصة نسبيًا مقارنة مع البلاد، والدول المتبقية، ولأن الدراسة فيها باللغة الإنجليزية، التي كنت متمكنًا منها، وهي لغة مستخدمة عالميًا، وستهون علي العمل والامتحانات في البلاد وأنحاء العالم".

وعن الصعوبات التي واجهته في سنته الدراسية الأولى وكيف واجهها وتخطاها، قال: الصعوبات التي واجهتني خلال سنتي الدراسية الأولى، هي صعوبات عادية تواجه أي طالب عادي، حتى لو درس في البلاد، لكن، أضف إليها، الغربة، والشوق للأهل والأصدقاء، والالتقاء بشعوب أخرى، ولغات مختلفة، كانت بمثابة " طلاسم"- مبهمة بالنسبة لي بداية التعليم- وهذا الأمر ينطبق على غيري من الزملاء في التعليم.

1500 طالب عربي في مولدوفا

وتابع: ما يخفف علينا أحيانا هذه الأعباء هو وجود نسبة كبيرة جداً من طلابنا العرب من البلاد في مولدوفا الذين يقدر عددهم نحو 1500 ويزيد طلابا وطالبات وكلنا ندرس في نفس الجامعة ونسكن في المدينة العاصمة (كيشيناو) وهذه أيضا أفضلية عن دول أخرى أننا بالنهاية في العاصمة وليس في مناطق نائية، وحتى نقطن في نفس الأحياء والبنايات، وكثيرًا ما يتصادف الطلاب بين بعضهم في الطرقات، مما يخفف عنا الشعور بالغربة.

ونوه، حتى بالنسبة لإيجاد السكن قال: أنه دائمًا يوجد تسهيلات في إيجاد مساكن للطلبة وشقق للإيجار، بالإضافة إلى أن الطلاب دائمًا على تواصل فيما بينهم على شبكات التواصل الاجتماعي، نتبادل من خلالها المعلومات، والخدمات مثل البيع والشراء وما إلى ذلك...".

وردًا على سؤالنا قال: أن الدراسة خارج البلاد، منحته العديد من الأمور الإيجابية، والجيدة، مثل الاستقلالية، والاعتماد على النفس، ومن بينها " الطبخ"، والتعرف على أصدقاء وأخوة له في الغربة من مختلف البلدات العربية في البلاد.

بالإضافة إلى لغة جديدة، وثقافة وحضارة البلاد، والتعرف على شعبها البسيط – " الناس في أوروبا الشرقية بسطاء"- كما قال.

الطلاب العرب في مولدوفا..

وعن رأيه بالطلاب العرب الدارسين في مولدوفا قال: بشكل عام هنالك الصالح وهنالك الطالح، الجامعة يوما بعد يوم آخذة بالتطور والقوانين لا يوجد بها تهاون، وخاصة أن مولدوفا على عتبات الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، ومن الجدير بها أن تكون متطورة علميًا وأكاديميًا.

مُشيرًا أن معظم الطلاب أكفاء، وعلى مستوى عالٍ جدًا من المسؤولية والانضباط والتربية الفاضلة، ولكن الأمر لا يخلو من وجود طلاب غير مسؤولين ومنضبطين في أخلاقهم ودراستهم، وهذه الحالات والظاهرة الطلابية، نجدها في أي جامعة أخرى، وليس فقط في مولدوفا.

وما يزعجه من البعض الطلاب غير المسؤولين في دراستهم، هو افتعالهم للضجيج والإزعاج، وعدم احترام الشعب المضيف له، بالإضافة إلى أن بعض الطلاب مبذرين، ويتصرفون بتهور ملفت. عدا عن الغياب عن الجامعة والمحاضرات دون أسباب مقنعة ودون أي لازمة، ومن الجدير ذكره أن الجامعة تقوم بتغريم الطلاب الذين يتغيبون عن التعليم بمبالغ باهظة، وتجبر الطالب على تعويض المحاضرات بعد الظهر، وذلك محاولة من الجامعة لكبح هذه الظاهرة الطلابية.

اختياره لأن يكون ممثلاً للطلاب في الجامعة..

وعن اختياره لتمثيل الطلاب في الجامعة قال: تم اختياري بالتوافق علىّ من قبل الطلاب الممثلين لكل مجموعة طلابية خلال السنة الماضية، وتم اختياري أيضًا من قبل إدارة الجامعة.

وردًا على سؤالنا حول المساعدات التي يقدمها قال: أحاول قدر المستطاع التواصل مع الطلاب، والتقريب بينهم وبين إدارة الجامعة، حيث أجتهد دائمًا لتحصيل التسهيلات للطلاب الذين أمثلهم، أحاول دائمًا إيجاد الحلول لمشاكل الطلاب، وإرشادهم لما ينبغي عليهم فعله.

كما أقوم بتزويد الطلاب عن أخبار الجامعة، وعن مواعيد الامتحانات- أضاف. 

ومن الجدير ذكره، أن هذا المنصب، لا يوجد فيه أي مقابل مادي، ولا يمنحني أية منفعة شخصية. أن تكون ممثلا للطلاب ليس بالأمر السهل، لكن العمل فيه ممتع رغم صعوبته".

وعن " الوصمة" المرتبطة بالطلاب الذين يدرسون في مولدوفا بأنهم غير جديين قال: الطلاب في مولدوفا هم عينة (نسخ لصق) عن مجتمعنا العربي في الجليل والمثلث والنقب والساحل فيهم من هم خيرة الشباب وعلى خُلق ودين وعلم بمستويات تنافس أرقى جامعات البلاد والعالم ومنهم أيضا خريجين وحملة شهادات عليا ثابروا في اجتهادهم بدراستهم لموضوع الطب العام أو الأسنان لأنهم يحبون هذا الموضوع وهو حلمهم منذ الطفولة، الذين حين ا سنحت لهم الفرصة أتوا ليدرسوا هنا " في مولدوفا.

وتابع: أما على جانب المحاضرين في الجامعة فهم على مستوى أكاديمي عالٍ جدًا، ولكن، الطلاب غير الجديين وغير المسؤولين عن دراستهم، يعطون المحاضرين انطباعًا سيئًا والذي في المعظم يستخدموها ضد معظم الطلاب العرب".

نصيحة لطلاب سنة أولى في الجامعة..

وأسدى أمير النصيحة لطلاب سنة أولى في الجامعة، في تكريس وقتهم للدراسة والاجتهاد، ولا يضيعوا وقتهم بالكسل واللهو مع طلاب غير مكترثين لمستقبلهم وعلمهم.

طالبًا منهم أيضًا في حُسن التصرف والأخلاق، داخل الجامعة وخلال التجول والتنقل في المدينة، وأن يعطوا انطباعًا جيدًا عن مجتمعنا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]