يستنكر "اتّحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيين" الجريمة النكراء التي ارتكبتها وحدة المهمّات الخاصة في الشرطة الإسرائيلية "يسام"، بإعدامها ميدانيّا الشّاب خير الدّين حمدان من قرية كفر كنّا، بدم بارد ونيّة مسبقة مبيّتة، كما ويدين الاتحاد السّياسة السّلطويّة والّتي هي الرّاعي والحاضن لمثل هذه الهستيريا الّتي تغذّيها سياسة الحكومة بكل أحزابها ومؤسساتها.
إنّ قتل خير حمدان ما هو إلاّ حلقة في سلسلة السّياسة العنصريّة المجرمة الّتي تشرعن قتل العربيّ لمجرد كونه كذلك، وقد أشارت كافّة التّقارير والمصوّرة منها إلى أنّ حمدان قتل وهو لا يشكّل أيّ تهديد للشّرطة، وقد أطلقت النّار عليه من الخلف وفي أعلى الجسم، ممّا يبدّد مزاعم رواية الشّرطة بأنّ المغدور شكّل خطرًا على أفرادها.
ويشير الاتحاد إلى حقيقة أنه منذ العام 2000 (هبّة أكتوبر) قتلت أذرع الأمن من العرب حوالي 40 عربيًّا يحمل المواطنة في إسرائيل، وإنّ دلّ ذلك على شيء فإنّما يدلّ على أنّ سياسة العداء للعرب متجذرة وآخذة في الاستفحال، بل وصارت تنحو مناحي جديدة وتتغذّى من السّلطات والدّوائر الرّسميّة والحكوميّة، فإنّ هذه الجريمة تأتي متزامنة مع الهجمة على القدس والمسجد الأقصى والارتفاع في وتيرة الاستيطان، وهي موجة متجددة التحريض الأرعن والعداء المفضوح ضد كلّ ما هو عربيّ في البلاد والمنطقة.
فاليد الّتي أطلقت النّار في الحقيقة ما هي إلا بعوضة خبيثة تعيش على مستنقع عنصريّ، ولذلك نحن لا نرى جدوى في أن يحقّق المستنقع مع البعوضة، فالشّرطة لا تدين نفسها. نحن كاتّحاد للأدباء ندعم المطلب بلجنة تحقيق رغم أنّا لا نرى أن الجريمة بحاجة إلى تحقيق بعد أن تكشفت حقيقة الجريمة واضحة كوضوح الشّمس، ففاعلوها المباشرون معروفون والّذين ينظّرون ويغذّون لقتل العرب لمجرّد كونهم عربًا، معروفون، فما هي عمليّا إلا تنفيذ للتصريحات والتعليمات التي أطلقها مؤخرا رئيس الحكومة نتانياهو ووزير أمنه الداخلي الليبرماني أهرونوفيتش.
نحن إذ نقول للمؤسسة بكل أذرعها: كفى! كفى لعبًا بالنّار الّتي ستحرق الأخضر واليابس في كل أسس التّعايش رغم ما يشوبه من موبقات في حقّ أبناء شعبنا، ونحذر حكومة اليمين المتطرّف برئاسة اللّيكوديّ نتنياهو من كلّ السّياسات الممارسة وعلى كافّة المستويات والّتي تؤدّي إلى تأجيج النفوس في البلاد.
وفي الوقت الّذي نتقدّم فيه بالعزاء لعائلة المغدور والأهل في كفر كنّا، نعتبر خير الدّين ضحيّة أخرى من ضحايا السياسة الفاشيّة القديمة الجديدة، ونقول أنّه من حقّنا أن نغضب هذا الغضب السّاطع تصدّيا للسّياسة الهمجيّة المنتهجة ضدّ أرواح أبنائنا وجودنا وبيوتنا وأملاكنا وحقوقنا، نعم من حقّنا أن نتصدّى ونتحدّى ونناضل ضدّ هذه السّياسة حتّى تسقط في مزابل التّاريخ.
إنّ اتّحاد الأدباء يدعو المواطنين العرب في البلاد إلى التّكاتف والتّعاضد والوقوف بوحدة صفّ وطنيّة لا تنفصم وتتعالى عن كافّة الاختلافات والاتّجاهات، لنخمد هذه النّار العنصريّة المندلعة، والّتي لا تميّز عربيًّا عن عربيّ، وإلاّ نكون جميعًا حطبها.
[email protected]
أضف تعليق