يستخف الكثير من الموظفين بأهمية شبكة العلاقات التي ينسجونها مع غيرهم، فيما يعيرها آخرون أهميةً كبرى لما لها من منفعة على المدى الطويل في حياة الشخص المهنية. فشبكة علاقاتك المؤلفة من زملائك، والمعارِف جراء محيطك المهني، ومراجعك من مرحلة دراستك، مهمة بما أنها قائمة على علاقات مهنية داعِمة ومشجّعة (بالمبدأ).
شبكة علاقاتك تساهم في تقدّمك المهني
يرى الكثير من المهنيين أن ما تساعد فيه شبكة علاقاتهم المهنية هو فقط تأمينها معارف يمكنهم اللجوء إليها خلال بحثهم عن وظيفة، لكن مساهمة هذه الشبكة في تقدّمهم المهني أكبر بكثير وتتلخص بالآتي:
1- اختيار المهنة:
عندما تقوم باختيار المنحى المهني الذي تدخل عبره مجال العمل، أي عندما تنتقي المهنة الأفضل لك، عليك أن تجمع المعلومات عنها وعن الوظائف فيها. ومن أفضل الطرق للتعرف فعلاً إلى المهنة وطريقة العمل فيها هي عبر إجرائك مقابلة مع أحد الأشخاص العاملين أصلاً فيها. اطرح عليه الأسئلة واستفسر عن الأمور المبهمة بالنسبة إليك. تعرّف إلى الأمور التي يحبّونها في المهنة وإلى الصعوبات والتحديات التي يواجهونها، ما يعطيك صورة شاملة "بانورامية" عن المهنة المحددة.
2- توظيف الأفضل:
إذا كنتَ مسؤول الموارد البشرية في شركة معينة، فأنت تعلم كم أن مسألة اختيار الموظفين الأنسب دقيقة ومُتعبة. هذا ما يفسّر الراحة التي تشعر بها عندما تلجأ إلى شبكة علاقاتك للـ"التحري" عن الشخص الراغب في الوظيفة، أو عندما تطلب من معارفك طرح أسماء أشخاص مؤهلين لتحمل واجبات الوظيفة الشاغرة.
3- إنجاز مشروع عمل:
قد تُكَلّف بمشروع عمل يتطلب منك خبرة في مجالٍ معين أو ناحية معينة لا خبرة لديك فيها. وفي أغلب الأحيان، من يساعدك هو شخصٌ من شبكة علاقاتك المهنية، أو أن شخصاً من هذه الشبكة يقترح اسم أحد أصدقائه أو معارفه من شبكته الخاصة. فالعلاقات المهنية تتشابك في نهاية المطاف، مشكّلةً خيوطاً عنكبوتية شبيهة بالشبكة الإلكترونية.
4- التعرف إلى عميل أو زبون محتمل:
لحماية شركتك، تسعى لمعرفة أكبر عدد من المعلومات عن زبائنك، خصوصاً عندما يكون الزبائن شركاتٍ أخرى. لا تتردد في استفسارك عن عملائك الزبائن المحتملين قبل نسجك علاقات تبادلية ومهنية معهم. فإذا كانت لديهم سابقة مالية سيئة، أو أظهروا عدم جدية في العمل، يمكنك أن تتخذ احتياطاتك المناسِبة.
من يجب أن يكون في شبكة علاقاتي؟
تتّسع شبكة علاقاتك لكل الأشخاص الذين تعرّفتَ إليهم وتمتد إلى معارف هؤلاء الأشخاص أيضاً. لكن بالمجمل لا يجب أن توسّع كثيراً من شبكتك الخاصة، لأنه سيصعب عليك إدارتها.
1- زملاؤك الحاليون والسابقون:
يُعتبر الزملاء في العمل أبرز الأشخاص في شبكة العلاقات، إذ هم في "الخندق" نفسه معك، وعندما يساعدونك سينعكس الأمر عليهم إيجاباً بما أن المهنة ستجمعكم بمشروعٍ ناجح مثلاً، ما يشرح تحالف الزملاء لافتتاح مشروع عمل مستقل في الكثير من الأحيان، كما ذكر تقريرٌ لصحيفة "ذا هافينغتون بوست". لكن عليك الانتباه من الزملاء الحاسدين، لأنهم سيظهرون أنهم في موقعٍ داعمٍ لك، فيما هم في موقعٍ منافسٍ لك ولا يستحقون ثقتك بهم.
2- زملاؤك في المهنة:
هم الزملاء الذين لا تعمل معهم في المكان نفسه، إنما في المهنة نفسها. أي تتشاركون المسؤوليات والواجبات، لكنها عائدة إلى موظِّفٍ مختلف. من الضروري أن تنسج علاقات مع هؤلاء، خصوصاً في الحفلات العامة والمناسبات المهنية الاجتماعية، إذ يمكنكم تبادل الأفكار والهواجس والنقاش في سبل تطوير المهنة بحدّ ذاتها، ما ينعكس تقدّماً تلقائياً في "حكمتك" المهنية.
3- المدرّبون والأساتذة الجامعيون وزملاء الدراسة:
لا يجوز أن تنقطع كلياً عن فترة دراستك الجامعية، فأنتَ أسّست لمهنتك ومستقبلك خلالها. حافظ على عددٍ معين من العلاقات الوثيقة مع زملائك في الصف، وظلّ على اتصال بمدرّبيك وأساتذتك، لما يتمتعون من خبرة يفيدونك منها عبر النصائح والاقتراحات. كُن دائماً شاكراً لهم، وعُد إلى تلك المرحلة كلما شعرت أنك تجنح عن الخط الذي رسمتَه لحياتك المهنية، فهي المرحلة الأساسية حيث كنتَ مندفعاً للعمل ودخول مجال المهنة.
4- عائلتك وأصدقاؤك:
لا تتفاجأ، فعائلتك وأصدقاؤك هم أيضاً ضمن شبكة علاقاتك. هم أكثر الأشخاص المهتمين بنجاحك، ما يحتّم عليك إعلامهم دَورياً بنجاحاتك وأيضاً بإخفاقاتك، حتى يساعدوك قدر الإمكان، وفق ما ينصح موقع Psychology Today. تتعدد معارفهم وتختلف، خصوصاً أن كل صديق لك يتخصص في مجال عمل معين ولديه شبكته الخاصة أيضاً، ويمكن أن يكون نسيبٌ لصديقٍ مقرّبٍ من شقيقتك من يفتح الباب أمامك لخطوة مهنية ناجحة!
[email protected]
أضف تعليق