فراس عودة ابن الـ 19 عاما استطاع ان يخرق المألوف في العمل التطوّعي ووصل الى العالم الثالث، الى زمبابوي بالتحديد من اجل العطاء والمساعدة، يقول فراس "العمل التطوّعي يجب ان يكون من القلب".

يدرس حاليا موضوع الطب في هنغاريا ويرى نفسه كطبيب يتطوّع ويساعد في مستشفيات غزة وايضا في افريقيا، اخذ فراس على عاتقه ان يتبنى الطفل "اندرو" لاكمال تعليمه وحياته..
عن جميع هذه التفاصيل في هذا اللقاء مع فراس..

بكرا: لماذا العالم الثالث وليس في أي عمل تطوعي في البلاد على سبيل المثال؟

فراس: الفكرة اتت بعد انهائي المرحلة الثانوية، حيث قررت ان ان اسافر الى رحلة طويلة قبل البدأ بالتعليم الاكاديمي وكانت الفكرة الذهاب الى العالم الثالث وبالتحديد زمبابوي وذلك بعد ان سمعت من خلال مجموعة من الجمعيات والوكالات التي تقوم بالتطوّع هناك عن هذه البلد، والفكرة في التطوّع اتتني اولا لانني انسان بالطبع احب الاعمال الخيرية واحب العطاء والاعمال الانسانية وكبرت عليها، وفي تلك الفترة كان لدي فضول ان اعرف عن هذه الجمعيات التي تقوم بالاعمال الخيرية في هذه المنطقة بالتحديد وبعد ان سمعت ن كيفية عملهم رحبت بالفكرة جدا وقررت ان اباشر بالعمل عليها بما انني سأتواجد هناك.

بكرا: اخبرنا عن اللحظة التي وصلت فيها الى هناك..

فراس: بداية لأحدث عن طبيعة افريقيا الساحرة التي لم ارى اجمل منها في العالم، والحضارة هناك جذابة جدا وغنية جدا، امّا بالنسبة للعمل التطوعي هناك، عندما رأيت كيف يعيشون هؤلاء الاشخاص عرفت اننا في نعمة كبيرة، لأن مستوى الفقر هناك كبير ومنهم من لديه طعام ومنهم من لا يملك شيئاً. ولكن كانت هذه التجربة من اجمل تجارب حياتي.

بكرا: وما قصة الطفل الافريقي اندرو؟

فراس: اندرو هذا الطفل من زمبابوي تعرّفت عليه سألته عن تعليمه حيث كان يتعلم بالمدرسة وانهى الصف التاسع ولم يستطيع اكمال تعليمه بسبب الاحوال المادية والاجتماعية وبيته عبارة عن كوخ دون ماء ولا كهرباء فقررت ان اتواصل مع اهله حيث اخبروني انه ذكي جدا ومجتهد ويريد ان ينهي تعليمه الثانوي انه ولديه حلم ان يصبح مهندس ولكن احوالهم المادية لم تخوّلهم بفعل هذا فقد قررت ان اقوم بحملة تبرعات لجمع مبلغ من المال من اجل مساعدته لانهاء الصف التاسع.وجائت لي فكرة ان اقدم سلاسل مكتوب عليها عبارات مثل صدق سلام محبة شغل يدوي من مواد مختلفة وان اقوم ببيعها من اجل اندرو.

ولاقت الحملة اقبالا واسعا من الناس حيث هناك اشخاص تبرعوا بمبالغ اكثر من20 او 50 شيكل وهناك اشخاص ساعدوني اكثر بتسريع الموضوع وهذا كان لتشجيع الناس على اتبرع.

بكرا: وما هو المبلغ الذي جمعته وكيف تأكدت انه وصل الى اندرو؟

فراس: المبلغ كان عبارة عن 315 دولار لاكمال الصف التاسع، وبعد التاسع لديه العاشر والحادي عشر والثاني عشر وهو بحاجة الى 315 دولار لكل سنة، بالاضافة الى البدلة المدرسية واجرة امتحانات للسنة، ونحن نبحث الان لاكمال حملة التبرعات وسأكمل معه الى نهاية الطريق.
اما بالنسبة للتحويل فقمت بتحويل المبلغ الى جمعية "الرت" وهي موجودة في زمباوبي والتي تطوعت عن طريقها.


بكرا: لماذا لم تفكّر بأقامة جمعية في البلاد تعنى بشؤون هذا العالم (العالم الثالث)..

فراس: اقامة جمعية بحاجة الى الكثير من الوقت والدعم المادي، بصراحة الفكرة واردة ولكن في الوقت الحالي انا ادرس موضوع الطب في هنغاريا وهذا يأخذ الكثير من وقتي، ولكن من الممكن ان اقيم جمعية بعد انهائي التعليم وليس فقط للعالم الثالث وانما جمعية تُعنى بشؤون الفقراء وبكل شخص بحاجة الى العطاء، كما ويهمني ان ادخل فكرة العطاء والمساعدة الى مجتمعي.

بكرا: في مجتمعنا وبلادنا ايضا هناك الكثيرون الذين بحاجة الى مساعدات، هل فكّرت بالموضوع؟

فراس: كما اسلفت انني مع فكرة العطاء في كل مكان ولو كان في اخر العالم، وانا اقدّم المساعدات في البلاد بالطبع وحتى تفكيري في المرحلة القادمة وبعد انهائي تعليمي في مجال الطب ان اذهب واتطوّع كطبيب في مستشفيات غزة بالاضافة الى الدول الافريقية، لانهم هناك بحاجة ماسة الى مساعدات طبية، وصدقني سأستغل عملي في المستقبل كطبيب ليس فقط من اجل الارباح المادية وايضا للاعمال الانسانية.

بكرا: لاحظت من كلامك انك تكرّس الكثير من وقتك من اجل التطوّع والمساعدة، وماذا عن عملك الذي تعتاش منه؟

فراس: صدّقني كل شخص معني بعمل الخير يستطيع ان يكرّ وقت لعمله الذي سيعتاش منه وايضا لعمل الخير، وانا عندما اقدّم المساعدات وارى انني اقدّم السعادة لمن بحاجة اليها دون مقابل اشعر براحة نفسية كبيرة واكتفاء ذاتي وانا مؤمن انه ولو بعد 1000 سنة اعمال الخير سترجع اليّ.

بكرا: ومتى ستكون الزيارة القادمة الى زمبابوي؟

فراس: الى حد الآن لا اعلم لانني مشغول في التعليم ولكن باتأكيد سأعود في الفترة القريبة من اجل اكمال العمل التطوّعي هناك ومن اجل الطمئنا على تعليم اندرو.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]